Wednesday 5th April,2000 G No.10051الطبعة الاولى الاربعاء 30 ,ذو الحجة 1420 العدد 10051



الرحباني الثاني لـ الجزيرة : انطلقنا من مقولة شكسبير
فننا جاء مختلفاً لأننا اختزلنا الحضارات!

حوار : احمد الحسن
لم تشهد مساحة الموسيقى الشرقية هيمنة على الاذن العربية كما كانت الاغنية المصرية على الرغم من وجود الوان غنائية متنوعة كثيرة في الوطن، ولكن التجربة الرحبانية منذ انطلاقتها في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي استطاعت ان تقدم للمستمع العربي بديلا جيداً وجديدا في نصف الوقت عن الاغنية المصرية (الشرقية).
منصور الرحباني احد الاخوين الرحباني وأحد الاقطاب الثلاثة (مع فيروز وعاصي) يحدثنا عن هذه التجربة ورؤيته حول واقع الموسيقى والغناء العربي في الوقت الراهن.
* بعد هذه التجربة الكبيرة في عالم الفن ما هي الاشياء التي ساهمت في تشكيل ذوقكم الفني؟
دعنا نعود الى معادلة شكسبير أكون اولا أكون,, نحن في هذه المنطقة على شاطىء المتوسط تأثرنا بموجات حضارية كثيرة فقد تأثرنا بالموسيقى العربية وهذا ينصب على التراث العربي بأكمله واللبناني والسريالي والآرامي والبيزنطي والارمني والتركي والاوروبي لأن نوافذ الحضارة لدينا في لبنان مفتوحة على الجميع ولا استطيع ان احدد شيئا معينا لاقول اننا قد تأثرنا به دون غيره كطالب المدرسة يمر بعدة مراحل دراسية حتى يصل الى شهادة البكالريوس فكذلك كنا اخذنا من كل الحضارات التي استوطنت بلدنا باختزلنا كل الثقافات ولكن في النهاية كنا نحن ابناء لبيئتنا ومحيطنا وجذورنا ضاربة وارضنا وتفاعلنا مع الآخرين وفرح شعبنا وبيئتنا من هنا كان تأثرنا.
محظوظون بالضيعة
* هل يعني ذلك اطلاعكم الكبير بكل الحضارات التي استوطنت لبنان بشكل دقيق؟
بالنسبة لي فأنا قارىء ومطلع على التاريخ والاديان والحضارات وهذه ثقافة عامة لابد من الالمام بها اما الثقافة الخاصة فهي دراسة الموسيقى فالانسان لا يستطيع ان يعطي عطاء جيداً اذا كان شطحيا مفرغا فكره من العلوم والثقافة.
* هل يسرك حال الاغنية العربية في الوقت الراهن؟
الاغنية الشائعة لاتبني تراثا ان طالت مدتها او قصرت.
* حدثنا عن دراستكم للموسيقى كيف كانت؟
كانت دراستنا للموسيقى في حوالي الخمسة عشر عاما بين تأليف شرقي وغربي في البداية تعلمنا الموسيقى الشرقية على يد (بولس الاسمر) وكنا محظوظين بوجوده في (ضيعتنا)، علمنا الموسيقى ووضع تحت يدينا مراجع هامة كالرسالة الشهابية وكتب الخلعي.
رغبة في العطاء
واستمر متعهدا لنا بالتثقيف والتعليم لمدة ست سنوات ولكن رأينا ان ذلك غير كاف فدرسنا علم التأليف الموسيقي (الهارموني) مع استاذ فرنسي اسمه (روبيار) لمدة تسع سنوات.
* هل اثرت دراستكم للموسيقى في البداية على يد رجل دين في بعض نتاجكم الفني الذي اتسم بالشفافية والوجدانية؟
دعني أقول لك اننا في بلد يعيش فيه المسلمون مع المسيحيين من مئات السنين عاداتنا وتقاليدنا واحدة تقريبا فتأثرنا بالتراث الاسلامي واضح كذلك وعندما اضع بصمة فنية في عمل ما فإنني اعني بها شيئا معينا اريد ايصاله الى الجمهور.
* ماذا كان دافعكم لكي تدرسوا الموسيقى لمدة خمسة عشر عاما هل كنتم تزمعون بالخروج بفن أولون غنائي جديد؟
نحن شعرنا برغبة في العطاء وهذا شيء لا يأتي الا طبعا وليس تطبعا ومن كانت هذه حاله فهو يعطي دائما دون ان ينتظر مردودا او ان يمن بعطائه.
وكنا نشعر بشحنات بداخلنا نريد ان نخرجها تعبيرا عن احساسنا بما يدور في بيئتنا ومحيطنا تجاه قضايانا ومتى استطاع الفنان ان يظهره بشكل جديد كان مبدعا، ولكن عندما يحاول ان يقلد احدا ما فإن الآخر الذي حاول ان يقلده سوف يلغي وجوده ولن تصبح له بصمة فنية واضحة والذي قدمناه كان جديدا والحمد لله.
تحريض فني
* بما انك فنان شاعر وموسيقي,, هل سبقت شاعريتك حسك الموسيقي ام العكس؟
هذا شيء صعب ان أجيب عليه لأن جدتنا (ام الوالدة) كانت امرأة أمية ولكنها كانت تحفظ كل (فلكور) هذه المنطقة هنا في البقاع فكانت تعلمنا وتقص علينا الاقاصيص في صغرنا وكانت تقول شعر (الزجل) وهو ما يقابل الشعر (النبطي) لديكم في السعودية وكانت ايضا تحرضنا على الارتجال، بعد ذلك جاءت الموسيقى حيث كان لدى الوالد آلة موسيقية اسمها (البندق) كان يعزف عليها عندما يختلي بنفسه.
نحن قبل فيروز
* هل كنتم بحاجة الى صوت كصوت فيروز لتوصيل لونكم الفني الجديد فبحثتم عنها؟
منذ صغرنا انا وعاصي ونحن ندرك كيف نوصل نتاجنا الادبي او الموسيقي فعاصي عندما كان طالبا في المدرسة كانت لديه صحيفة مدرسية يخطها بيده اسمها (الحرفية) وكان عمره آنذاك حوالي 12 عاما وكنت انا اصغر منه وكان يقرءها على الطلاب اما انا فقد انشأت مجلة اسميتها (الاغاني) فأنشأنا نادي (انطلياس) عملنا فيه عدة مسرحيات قد تكون بداية المسرحيات الغنائية مثل مسرحية (تاجر الحرب) و(الارصفة والقمر) وبعد ان انتشرنا في محيطنا ذهبنا الى الاذاعة وقدمنا ما لدينا وكان جديدا على الناس ولم يكن احد يغني لنا فاضطررنا لاحضار شقيقتنا (سلوى) اعطيناها اسما فنيا (نجوى) واصبحت تغني اعمالنا واشتهرنا بأعمال (سمرا ومها) و(زورق الحب لنا).
وكان ذلك قبل مجيء فيروز ورحب بنا الناس بشكل كبير كأنهم ينتظروننا.
* ما هي اهم صفات الاغنية التي جئتم بها؟
* جعلنا وقت الاغنية من دقيقتين الى ثلاث دقائق بما في ذلك القصائد الطويلة وهذا ما جعل الموسيقيين العاملين معنا يستغربون هذا الجو الجديد الذي تمتاز موسيقاه بشيء من القسوة بخلاف الموسيقى المصرية التي كانوا يعزفونها.
* ما مدى تأثرك بالموسيقى الشرقية او المصرية؟
انا احب مصر ومستمع للموسيقى المصرية ولكني لم اظهر ذلك في اعمالي قط.
* اذا كان مجرد استماع وتذوق؟
نعم ليس اكثر لأن اغراض الشعر العربي والمصري خاصة كانت قد استهلكت بشكل كبير وقد جئنا نحن (بكلام مختلف) واغراض شعرية جديدة.
* مثل ماذا؟
مثل الشوق,,!!
* الا تعتقد انه مطروق بشكل كبير وانه ليس جديدا؟
ربما ولكن اسلوب التناول,, هو الجديد.
* وماذا غير الشوق؟
اتينا بطبيعتنا فعلاقة الانسان ببيئته وثيقة لذا تجد في اعمالنا مفردات مثل الصخر والوعر وغير ذلك وهذا ما جعل بعض الموسيقيين والجمهور المصري يعتقد اننا كنا نكتب بالفصحى فحدث بعض اللبس حتى كتبنا قصيدة بالفصحى فيها مثلا: (يا ساحر العينين) كانوا يعتقدون انها لهجة جبلية,,!!
توقف اضطراري
* لماذا توقف غناء شقيقتكم (نجوى) لاعمالكم؟
لأنها تزوجت من ابن الاخطل الصغير بشارة الخوري وانشغلت في بيتها وابنها موسيقي ايضا واسمه (بشارة).
* كيف تراه موسيقيا؟
باعتقادي انه بشارة الخوري اكبر مؤلف موسيقي في اوروبا حاليا.
* هل هذا التحيز لانه ابن اختك؟
بل هو الواقع.
البداية مع فيروز
* حدثنا عن بداية التقائكم بفيروز؟
كان عاصي قد اشتغل (عازفا) في الاذاعة وفي ذات مرة جاء حليم الرومي ليعرض عليه ان يستمع الى صوت فيروز (كصوت جديد) جاء مع فرقة فليفل فوظفها حليم وكان رئيس القسم الموسيقي في الكورس فأصبح عاصي يلحن لها في البداية ثم تبعته وبعد فترة تم زواجهما.
* ما هي باعتقادك اهم ملامح صوت فيروز؟
لاشك انها جاءت بصوت جديد خارق وفي الحقيقة كان هناك تدريبا لصوتها من قبلنا لاننا قصدنا ان تكون كذلك لانها ستؤدي اعمالنا التي هي جديدة ايضا ثم ان صوتها له بصمة مميزة لا يمكن ان تخطئها الاذن.
* هل تعتبر انكم رواد الغناء المسرحي في العالم العربي؟
نعم مسرحنا تأليف رحباني محض وباعتقادي ليس في العالم العربي فقط بل العالم اجمع.
فالمسرحية الغنائية في العالم العربي جاءت على يدينا ومسرحياتنا تطلب كي تمثل في جهات ثقافية مختلفة من العالم.
غداً الجزء الثاني
* هكذا أرى ماجدة الرومي وزياد.
*هؤلاء وحدهم في الخليج.
*نحن أهم من الإبراليات العالمية.
* انا بانتظار البدر.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved