Wednesday 5th April,2000 G No.10051الطبعة الاولى الاربعاء 30 ,ذو الحجة 1420 العدد 10051



الأدب المثمن
الحكيم من إذا هبت بالسعد رياحه توقع سكونها!!
أحمد عبدالله الدامغ

وبعض الناس ينقله قدره ما بين لحظة واخرى، من حالة هو فيها مجهول لا يعرف,, الى حالة يصبح معها علماً يشار اليه بالبنان ويذكر في كل نادٍ وعلى كل لسان.
وهذا القدر الذي ينقل بعض الناس من مستوى الحالات العادية التي يعيشها السواد الأعظم الى مستوى الحالات الخاصة التي تمنح صاحبها اعتبارات تجعل معظم الناس يتبارون في حلبة التودد له والتقرب منه والانحناء امامه,, يأتي في بعض الاحيان مفاجأة, وذلك كأن يستوزر في حكومة او يضم الى قائمة اعيان يرجع اليهم ويؤخذ برأيهم, او ما الى ذلك من المناصب غير العادية.
لكن الذي يدرك مفاهيم هذه التغيرات ويعرف ان الرياح التي هبت لسعادته انها في يوم من الأيام ستسكن ويتوقف دولاب سعادته يحاسب نفسه ويتزن في تصرفاته ويجعل الاعتدال في كل أمر مسلكاً لحياته ورمزاً لتعامله,, فلا يبطر ولا يغمط ولا يتكبر ولا يتجبر حتى اذا ما قدره اعاده الى حياته السابقة وجد مكانا قد بناه له تواضعه بين عامة الناس يوم كان مسؤولاً وذا منصب وجاه واعتبار.
ومن طريف ما يدخل في مفهوم هذا الموضوع وخاصة جانب التزلف والتملق منه ما روي انه لما انتخب الشاعر موسى الزين شرارة رئيسا لبلدية احدى القرى عام 1952م ارسل اليه احد الصحفيين جريدته جرياً على العادة ما دام رئيس بلدية, فما كان من الشاعر موسى الا ان بعث بقصيدة الى الجريدة منها قوله:

لقد وصلت صحيفتكم فشكراً
اذا هي كالهدية بالبلاشي
فإن تبغي لها بدلاً فإني
زعيم المفلسين بلا نقاش
بليت بظالم يدعى ضمير
يراقبني ويرعاني ك واشي
يُجن برغم افلاسي اذا ما
رأى وجه النقود بكف راشي
ثم يأتي على ذكر مهنته وانه اديب وشاعر لا يؤثر فيه المنصب وان كل ما يؤمله من اصدقائه ان يتعاملوا معه تعاملاً طبيعياً في مجال الأدب وان لا ينظروا اليه كرئيس بلدية ثم يعطف القول على صاحب الجريدة فيقول:

لذا إن شئت فبدلها بشعر
يكون الغزل من نوع القماش
والا فاحبس الاعداد عني
ولا تخجل اخي ولا تحاشي
لان وظيفتي واحر قلبي
كما عرف الجميع بلا معاش
فنشرها رئيس التحرير مذيلة بقوله: اتفقنا.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved