منتجو النفط يتعرضون لدعاية ظالمة,, تسعى من خلالها الدول المستهلكة لرفع مسؤوليتها عن الأسعار بسبب ضرائبها الهائلة

* الدوحة - ق, ن, أ
اعتبرت دراسة أعدتها مؤخرا منظمة الدول المصدرة للبترول اوبك على ان اوبك ضحية لدعاية ظالمة وكبش فداء تتعرض للنقد الشديد من قبل المستهلك النهائي لمادة البترول في الدول الصناعية.
واشارت الدراسة الى ان الأسعار العالية التي يدفعها هذا المستهلك تأتي نتيجة للضرائب الهائلة التي تفرضها حكومات الدول الصناعية في الاتحاد الأوروبي واليابان.
وأوضحت ان الحملات الاعلامية والسياسية الظالمة التي تتعرض لها الاوبك من بعض الجهات في الدول الصناعية تجعل عامة الناس في العالم يتهمون منظمة الاوبك بأنها السبب الرئيسي في الأسعار العالية جدا التي يدفعها المواطن للمنتجات البترولية في تلك الدول,, رغم ان المصدر لا يحصل الا على اليسير من تلك الأسعار الباهظة خاصة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان.
وأكدت الدراسة التي صدرت عن الأمانة العامة لمنظمة الاوبك ان التهم الباطلة التي تحاول أن تلصلها الدول الصناعية بمصدري البترول حول الارتفاع الكبير لأسعار المنتجات البترولية المصنعة على منظمة الاوبك غير صحيحة,, مشيرة الى ان اوبك غير مسؤولة عن الأسعار التي يدفعها المستهلك النهائي في الدول الصناعية.
وأوردت الدراسة بعض الأرقام التي توضح نصيب كل من منظمة الاوبك والدول المصدرة للبترول من خارجها مقابل الانتاج والشحن والتأمين ونصيب جهات التصنيع والتوزيع في الدول الصناعية والضرائب الهائلة التي تفرضها حكومة الدول الصناعية في الغرب واليابان على القيمة النهائية لبرميل البترول.
وأوضحت الدراسة انه رغم اختلاف قيمة هذه الضرائب من بلد الى آخر في الدول الصناعية,, الا ان متوسط سعر البرميل في الاتحاد الاوروبي في نهاية عام 1999م بلغ 95,1 دولار بلغت نسبة الضرائب 64,9% ونسبة التصنيع والتوزيع 14,9% ونسبة المصدر 15,3% شاملة تكلفة الانتاج والشحن والتأمين.
وذكرت الدراسة انه رغم انهيار الأسعار في عام 1998م,, الا ان متوسط سعر برميل البترول النهائي في الاتحاد بلغ 94,5 دولار كانت نسبة الضرائب 64,2% ونسبة 18% لعمليات التصنيع والتوزيع,, فيما حصل المصدر على نسبة 12,4% فقط شاملة الانتاج والشحن والتأمين.
وأضافت ان متوسط سعر البرميل في الدول الصناعية السبع يتوزع بنسبة 49% للضرائب ونسبة 26% لمصانع التكرير ومحطات التوزيع ونسبة 25% للمصدرين مقابل تكلفة الانتاج والشحن والتأمين.
وقالت: ان متوسط سعر برميل البترول في دول التنمية الصناعية يتوزع بنسبة 48% للضرائب ونسبة 30% لمصانع التكرير ومحطات التوزيع ونسبة 22% للمصدرين.
وأكدت الدراسة ان القيمة النهائية لبرميل البترول في بريطانيا عام 1999م بلغت 141,5 دولار كانت نسبة الضرائب 96,1% وحصلت عمليات التصنيع والتوزيع على نسبة 27,8%,, بينما حصل المصدر من قيمة البرميل الخام على نسبة 17,6% فقط شاملة تكلفة الانتاج والشحن والتأمين.
وأضافت انه رغم انهيار الأسعار في عام 1998م,, الا ان متوسط سعر البرميل في بريطانيا بلغ 131,7 دولار فرضت ضرائب بنسبة 89,6% ونسبة 29,4% لعمليات التصنيع والتوزيع ونسبة 12,6% فقط للمصدر مقابل الانتاج والشحن والتأمين,وعلى سبيل المثال بلغ متوسط سعر برميل البترول المصنع في فرنسا عام 1999م للمستهلك النهائي 102,9 دولار كانت نسبة الضريبة 72,9% ونسبة التصنيع والتوزيع في فرنسا 12,6%,, بينما بلغت نسبة المصدر 17,3% فقط شاملة تكلفة الانتاج والشحن والتأمين.
وفي عام 1998م رغم انهيار الأسعار فقد بلغ متوسط سعر البرميل النهائي في فرنسا 102,2 دولار كانت نسبة الضريبة 74,1% ونسبة التصنيع والتوزيع في فرنسا 15,7%,, بينما كانت نسبة المصدر 12,4% فقط مقابل الانتاج والشحن والتأمين.
وأشارت الدراسة الى ان الولايات المتحدة الامريكية كانت الاقل من حيث نسبة الضريبة التي بلغ متوسط سعر البرميل عام 1999م بعد التصنيع للمستهلك النهائي 43,9 دولار ونسبة الضرائب 13,8% ونسبة عمليات التكرير والتوزيع 13,2%,, فيما بلغت نسبة المصدر شاملة تكلفة الانتاج والشحن والتأمين 16,9%,وفي عام 1998م بلغ سعر البرميل للمستهلك النهائي الامريكي بعد التصنيع 39,9 دولار كانت نسبة الضرائب 13,5% ونسبة التصنيع والتوزيع 14,4% ونسبة المصدر شاملة تكلفة الانتاج والشحن والتأمين 12%.
وتطرقت الدراسة الى مقارنة طريفة تضمنت مقارنة سعر برميل البترول ببعض السلع الأخرى مثل الكوكا كولا وغيرها,, فأوضحت انه اذا كان سعر البرميل من البترول العربي الخفيف بمبلغ 26,28 دولار في أفضل الأسعار فإن سعر نفس الكمية من الكوكا كولا تبلغ 78,73 دولار.
وأضافت انه بمقارنة متوسط سعر برميل البترول العربي الخفيف بمبلغ 26,28 دولار في أحسن الأحوال فإن سعر نفس الكمية من زيت الزيتون تبلغ 1165,33 دولار وسعر نفس الكمية من عصير البرتقال تساوي 225,96 دولار.