مائة مليون ريال تكاليف إنشاء المستشفى الجديد

* * جدة يوسف التويم
يفتتح صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز امير منطقة المدينة المنورة مساء اليوم الاربعاء 30 من ذي الحجة 1420ه هجرية الموافق 5 ابريل 2000م مستشفى الدكتور محمد عرفان والمهندس سمير الصعيدي العام بمدينة ينبع البحر في حضور معالي وزير الصحة الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي، ومحافظ ينبع وكبار مسئوليها.
صرح بذلك الدكتور محمد احمد عرفان المدير العام للمستشفى ولخص الدوافع وراء إنشاء ذلك المستشفى الخاص في ينبع بأنها منطقة واعدة خاصة بعد ان اتجهت اليها مشروعات الدولة واقيمت بها منطقة صناعية تضم الصناعات البتروكيماوية الاولى من نوعها في منطقة الشرق الاوسط، وينبع كميناء تاريخي قديم له علاقة بالمدينة المنورة التي تخدم كل المنطقة من ينبع الى الحدود الشمالية للمملكة بطول ساحل البحر الاحمر والعمق الداخلي فتقريبا ينتمي اليها حوالي مليون مواطن سعودي، والخدمات المقدمة اليهم كانت حتى بداية تشغيل هذا المستشفى عبارة عن مستوصفات متناثرة بدون امكانات حقيقية.
ويعد المستشفى الجديد الاول الذي ينشئه القطاع الخاص على نحو متكامل من ناحية الانشاءات والتجهيزات والكوادر البشرية وذلك حرصا من الملاك على ان تكون على ارفع مستوى في جميع التخصصات، ويمتد المستشفى على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع بارتفاع ثلاثة طوابق بمساحة اجمالية عشرة آلاف متر مربع مباني، وبسعة 70 سريرا تبلغ تكلفتها 100 مليون ريال في المرحلة الاولى ترتفع الى 150 سريراً في المرحلة الثانية، وكانت الشركة المنشئة للمستشفى قد حصلت على قرض من وزارة المالية قيمته 18 مليون ريال بدون فوائد يسدد على 14 سنة يبدأ من السنة الثانية لبداية التشغيل يمثل القرض نحو 20% من اجمالي التكلفة الفعلية للمشروع.
ومن جهته نوه الدكتور محمد عرفان عن المساعدات الممتازة التي تقدمها الدولة لكافة المشاريع الحيوية خصوصا قطاع الرعاية الصحية، وافاد بأن مستشفى باقدو والدكتور عرفان بجدة سبق وحصل على قرض بقيمة 26 مليون ريال سعودي تم تسديده بالفعل، هذا بالاضافة الى الدعم المستمر من قبل كافة المسؤولين في حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
وفي المستشفى الجديد بينبع تتكامل الخدمات الطبية من خلال تجهيز الاقسام المتعددة بأحدث الوسائل العلاجية الى جانب استعداد 35 عيادة خارجية لتغطية جميع التخصصات الطبية، الى جانب قسم لطب الصناعات لتغطية المنطقة الصناعية والمستشفى مغطى بالكامل بشبكة كمبيوتر لربط جميع اقسامه، ويعمل بها نخبة من الاطباء والاستشاريين وطاقم تمريض تحت ادارة تمريضية اوروبية.
واشار الدكتور عرفان الى ان قيمة الادوية المستهلكة في القطاع الخاص السعودي تصل الى ثلاثة مليارات دولار سنويا.
واضاف الدكتور عرفان في تصريحات صحافية عشية افتتاح المستشفى الجديد ان تكاليف الرعاية الطبية في المملكة العربية السعودية اقل من تكاليفها في جمهورية مصر العربية والاردن رغم الفارق في المستوى المعيشي والتجهيزات الطبية والكوادر والنظام الطبي المتميز والمتابعة اللصيقة للطبيب التي تصب جميعا لصالح المملكة بسبب الدعم الهائل الذي تقدمه الحكومة والمتمثل في القروض طويلة الاجل التي ساهمت في خفض تكاليف هذه الخدمة الانسانية والرعاية الرائعة من قبل وزارة الصحة ومن كافة الادارات الحكومية.
ومن جهة القطاع الخاص السعودي فإنه يبحث دائما عن تقديم افضل الخدمات الطبية بما يحقق التوازن بين المصروفات والدخل ويرجع ذلك الى ان المعدات الطبية باهظة التكاليف وتحتاج الى تحديث مستمر كل 5 سنوات وذلك لمسايرة التقدم في المجال الطبي.
وافاد بأن الكوادر البشرية تمثل أكثر من 60% من قيمة تكاليف التشغيل، وفي مستشفى باقدو والدكتور عرفان تبلغ هذه التكلفة حوالي 100 مليون ريال سنويا وهذا عبء كبير، فالعمالة اكثر من 80% منها مستورد والايدي الفنية لا تتوفر حتى الآن في السوق المحلي، ومع الاتجاه للسعودة الذي نستطيع من خلاله فقط تغطية الكوادر الادارية، وفي قطاع التمريض لا توجد ممرضة سعودية على الاطلاق تعمل في مستشفى قطاع خاص في جدة، وبعد السماح الجزئي للاطباء السعوديين العاملين في الجامعات بالعمل غير متفرغين في القطاع الخاص ارتفعت النسبة الطبية الى 5%، وفي مستشفى عرفان بجدة يوجد حوالي 1000 موظف بينهم حوالي 120 سعوديا ويوجد 60 طبيباً منهم 12 طبيباً سعودياً يمثلون نسبة 20% من عدد الاطباء وهذا العدد من الأطباء السعوديين يقفون على احدث ما وصلت اليه العلوم الطبية من خلال ارتباطهم بكليات الطب بالجامعات السعودية
وحول بعض الشكاوي من المراجعين بخصوص ارتفاع اسعار العلاج في القطاع الخاص اكد الدكتور عرفان ان اسعار العلاج بالمملكة تخضع لضوابط قوية محددة من قبل وزارة الصحة، وتلتزم جميع مستشفيات القطاع الخاص بهذه الضوابط.
ومستشفى عرفان وباقدو بجدة يوفر الكثير من التخصصات النادرة التي اشتهر بها في بعض المجالات على نطاق منطقة الشرق الاوسط اذ حقق نجاحا كبيرا في مجال جراحة القلب المفتوح و علاج السرطان ، وجراحة الاعصاب ، الاطفال الاشعة .
وألمح عرفان الى ان الخدمات الطبية في الحقيقة تعتمد على العيادات الخارجية ونظام التنويم ليوم واحد واصبح السرير الآن يؤدي وظيفة ثلاثة او اربعة اسرة مقارنة مع العشر سنوات الماضية وقد لا نحتاج لزيادة اسرة بل زيادة خدمات العيادات الخارجية والعمل بنظام العلاج ليوم واحد، وهذا يقلل التكلفة على المريض وهذا اتجاه عالمي في التقليل من فكرة التنويم داخل المستشفى على قدر الامكان.
وينوي الدكتور عرفان الذي يعد من امهر الاطباء السعوديين الاستشاريين في مهنة الطب النفسي الذي يمارسها حتى الآن في المستشفى الاستثمار في المجال الطبي في كل من صنعاء والقاهرة في العام المقبل كمشارك ومسؤول عن الادارة.