Wednesday 5th April,2000 G No.10051الطبعة الاولى الاربعاء 30 ,ذو الحجة 1420 العدد 10051



النافذة
الإنترنت نعمة أم نقمة 2/2
م, مشبب محمد الشهري *

في الاسبوع الماضي طرحنا بعض التساؤلات عن كون الانترنت نعمة أم نقمة علينا والتساؤلات كانت: هل كان الانترنت علينا, نعمة ام نقمة؟ وهل يمكن ان نعيش بدون الانترنت؟ وكيف يمكن التعايش مع الانترنت؟, وكما اوضحنا في الاسبوع الماضي ان من الظلم والاجحاف اختزال الاجابة على هذه الاسئلة المهمة في حيز عمود كهذا وتحتاج الاجابة الى مجهودات العلماء والمفكرين وذوي الاختصاص في هذا البلد الغالي, وكنا قد تعرضنا باختصار شديد لفوائد الانترنت وبدأنا تعداد بعض المساويء لها.
فمن مساوىء الانترنت فتح الحدود وسرقة الاسواق الشرائية فعندما تتاح الفرصة للمنافسة امام اقتصاد ذي امكانات هائلة واقتصاديات اقل امكانية وبدائية فمن البديهي ان الغلبة ستكون لمن يملك الامكانات المادية والتقنية دون أدنى شك وستتأثر جميع القطاعات الاقتصادية بالمنافسة الخارجية والتي ستكون فعالة بوجود الانترنت وقدوم العولمة، واول هذه القطاعات تأثرا والتي بدأنا نرى آثارها هو القطاع السياحي والمكاتب السياحية اذ لم يعد من الضروري الذهاب الى مكاتب السياحة للبحث عن برامج سياحية وعمل الاجراءات والحجوزات اللازمة وشراء تذاكر السفر والاستسلام لجشع تلك المكاتب بينما كل ذلك متاح عند اطراف الاصابع من خلال الانترنت ودون دفع المبالغ الاضافية للمكاتب السياحية,, وليس القطاع السياحي الوحيد الذي سيتأثر بالمنافسة الخارجية عن طريق الانترنت بل ان جميع القطاعات التجارية ستتأثر ونلاحظ في الوقت الحاضر انتشار تجارة الاجهزة الالكترونية والكمبيوتر والبرامج والكتب من خلال الشبكة اما بقية الحوائج فقد يكون السبب في عدم انتشارها حتى الآن هو جهل محتاجيها بتقنية الانترنت وعدم استخدامهم لها الا ان ذلك آت في القريب العاجل.
وعندما يتجاوز المستهلك التاجر الوطني المحلي ويذهب الى التاجر الاجنبي او الى المصنع رأسا من اجل الحصول على اقل سعر او جودة أفضل فلا لوم عليه وقد يبدو ذلك من وجهة نظر المستهلك القصيرة المدى احد حسنات الانترنت ولكن الواقع ان ذلك يؤثر على الاقتصاد الوطني فأي هللة تخرج من دائرة الاقتصاد الوطني تضر به حسب معلوماتي المتواضعة في علم الاقتصاد وبناء على ذلك يعود التأثير على المواطن المستهلك على المدى البعيد, ولهذا يمكن اعتبار هذا احد مساوىء الانترنت, ومن مساوىء الانترنت ايضا تعرض أمن المعلومات للخطر وتعد هذه السيئة من اخطر مساوىء الانترنت التي تهدد فعاليتها ككل ويعد أمن المعلومة هاجس الخبراء والعلماء في مجال تقنية المعلومات كذلك ان هذا الموضوع نال اهتمامات الدول التي تلعب تقنية المعلومات دورا هام لديهم ومثال على ذلك اهتمام الرئيس الامريكي كلينتون بقضية الاختراقات التي تعرضت لها كبريات شركات المعلومات الامريكية في الشهر الماضي.
السؤال الثاني: هل يمكن ان نعيش بدون الانترنت؟ وللجواب على هذا السؤال دعوني اسأل هل من الممكن ان نعيش في هذا العصر عيشة متحضرة دون الهاتف؟ فان كان الجواب بلا وهذا ما قد يبدو فان تقنية الهاتف لا تعد مقارنة بتقنية الانترنت الا وظيفة متواضعة من وظائف الانترنت.
السؤال الاخير: كيف يمكن التعايش مع الانترنت؟ فبعد تعداد نعم ونقم الانترنت وبعد الاقتناع بانها احدى ضروريات العصر التي لا غنى عنها خاصة ان كثيرا من تقنيات العصر الحديث ستبنى على هذه الشبكة فلهذا لن يكون لاحد الاستغناء عنها وفي نفس الوقت هناك من مساوىء هذه التقنية ما ينذر بالخطر الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وقد حان الوقت الى النظر الى هذه الامور بجدية وعدم التهاون فالامر جلل وحصوننا الثقافية والاجتماعية التي نعتز ونفخر بها على مر العصور مهددة.
وان ثقافة الكوكاكولا والهمبرجر والوجبات السريعة وافلام هوليود وموسيقى الروك الرول لا اعلم ان كان ظهر هناك صرعات غنائية بعد الروك الرول وكذلك السلوكيات والافكار الاباحية والمنحلة واخر تقاليع عواصم الدول الغربية آتية الينا ان لم تكن اطلت برأسها بعد وليست الانترنت الا احد أهم اقنيتها وذلك ان لم نحصن انفسنا من هذا الخطر.
وسيلاحظ القارىء العزيز عدم الاجابة على السؤال ولذلك فالدعوة موجهة لصفوة هذا البلد الطيب للاجابة على هذا التساؤل.
mmshahri * scs. org. sa

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved