Wednesday 5th April,2000 G No.10051الطبعة الاولى الاربعاء 30 ,ذو الحجة 1420 العدد 10051



لما هو آتٍ
في مسألة الطلاق ,,,(1)
د, خيرية إبراهيم السقاف

منذ طوارىء المتغيرات خلال العقود الأخيرة على مجتمع المملكة كثرت حالات الطلاق، وتعددت الأسباب بل حسب الدراسات الحديثة أن هناك أسباباً وعوامل استجدَّت لم تكن دخلت في النتائج المحصلة لأعداد هذه الحالات،,,, ولأننا لم نعد نتقبَّل النتائج العشوائية في أمور تقوم عادة على محجَّات العقل والمنطق وتخضع كل ظاهرة للدراسة لمعرفة المشكلة بدءاً وانتهاءً، في تقص دقيق لكل حيثيَّاتها، فإن الحديث في هذه المسألة ليس من اختصاصي ولا يدخل في أطر بحثية امارسها علمياً غير أنها من الظواهر التي تلفت إليها الانتباه، وتستدعي التفكر، ولاسيما أنها انتشرت بين الشباب قبل أن تستوفي بيوتهم أعمدتها,,,، ومما جَمعتُ من الأسباب وردتني من أصحابها وصاحباتها أضع أمام الباحثين والباحثات هذه الفقرات من أفواه المطلِّقين والمطلَّقات:
أبلغ من العمر 23 عاماً، أدرس في الجامعة، تزوجت قبل ثلاث سنوات، دون إرادتي فالأهل أجمعوا على ذلك لأنه ابن خالتي، وقد درس في الخارج، ووجد وظيفة مرموقة وبمعنى آخر شاب لا يُفَّوت ، ولأنني متأكِّدة من أن اختيار الأهل سيكون في صالحي ولست من الشابات ذوات الطموح في شخص محدد، وافقت، وليتني لم أفعل، إذ بمجرد دخولي في حياته، قابلت الرجل الأناني، المستحكم، الذي لا يحسن المعاملة، المعتدَّ بنفسه وبدراسته، المتعالي على حياته ومجتمعه، الذي ينظر إلى الآخرين بمنظار السخرية، لا يعجبه شيء، حتى الأكل يودُّه كالأكل الامريكي، يجلب لي كل ما هو معلب، ومثلَّج، ومحفوظ، كي أعدَّ له السلطات كما يريد، والمشويات، والساندوتشات، لا تروق له ملابسي، ولا يطمئنُّ إلى قراراتي، ويسخر من دراستي، ومن أفكاري، خنقني,,, يسهر إلى الفضائيات، وينام عليها، مؤشر التلفزيون لا يبارح يده، لا أبالغ إذا قلت: إنني أسحبه بهدوء من يده بعد أن ينام, أقلقني وأزعجني، فهربت من حياته, لم يستقبلني أحدٌ في بيتي، ولم يحاول أحدٌ حل المشكلة، أما أهله فاعتبروني متبطِّرة على النعمة ، لم ينظر أحد إلى أنني في بيته لا أمثل أكثر من قطعة جامدة مبرمجة للتحرك كيفما يشاء ولكن بتقزُّزٍ واستعلاء، لجأت لأستاذتي في الجامعة شرحت لها وهي متخصصة في علم النفس، وعندما حاولت معه بطريق مدروسة جعلَته كالصدفة، أنكر أن تكون صدفة، وهذا الرجل المتعلم، أخذ برأسي وألقى بي على الحائط وهو يتلفظ بالطلاق,,,، عندما ذهبت إلى أهلي، وقع اللَّوم عليَّ، حاربني أهلي مطالبين مني الصبر، والتحمُّل فقط لأنه شاب متعلم في الخارج,,,، عدت للجامعة بعد أن تعرَّضت للإنذارات، وبعد أن تفهَّموا وضعي، وأنا مجروحة، كُتبت عليَّ هذه التجربة وليس لي فيها حولٌ ولا قوَّة، فحطَّمت شخصيتي وثقتي في الآخرين، ورغبتي في بناء أي أسرة خاصة في المستقبل ولكن مجتمعي لا يتركني وعاداتنا لا تسمح لي فماذا أفعل .
أما المطلَّقة الثانية فتقول: زوَّجني أهلي وأنا في السادسة عشرة، ولأنني صغيرة فقد ارتبطت بهذا الرجل الذي يكبرني بعشر سنوات، وأنجبت منه ثلاثة أطفال، وكان هو قد تزوج قبلي ولديه ولدان، فأخذت على عاتقي تربيتهما مع أبنائي مثلهم ولم أشعر أبداً في لحظة أنهما ليسا كذلك,,,، مرضت ذات مرة، وأدخلت إلى المستشفى لمدة عشرين يوماً، لم يكن يأتي لزيارتي، وكان يخبرني أنه مكلَّف بالعمل خارج وقت الدوام، لكن ابنتي الكبرى وهي في الرابعة عشرة أخبرتني بأن أباها يجلس في البيت بعد عودته إلى المنزل متأخراً ويتحدث في الهاتف,,,، خرجت وتابعت الأمر بهدوء فعلمت أنه على علاقة بامرأة أخرى، طلبت إليه أن يشرح لي أسباب انشغاله وغيابه عن البيت لم يجب ولكنه تمادى على الرغم من أنني لم أخبره بمعرفتي بالأمر، وتدريجياً بدأ يتغيب بالأيام، وأنا أحاول معالجة الأمر بمحاولة طلبه ألاَّ يرهق نفسه في العمل، وبدأ يقصِّر في واجباته المنزلية، ويلقي بكافة الأمور على عاتقي، وانتهى الأمر إلى عدم صرفه على الأبناء أو المنزل فبدأت أمدُّ يدي إلى أهلي,,,، وأصبح يفتعل لي المشاكل حد الضرب، والطرد في منتصف الليل,,, وعندما اضطررت للُّجوء لأهلي بالذهاب ليومين عندهم أقلق الباب، ورفض لي العودة، وعندما عدت أخذ الأبناء في الداخل وأغلق الباب في وجهي,,,، وأنا في دار أهلي ارسل إليَّ مع كل صبري واحتمالي بورقة الطلاق وحجز أبنائي,,,، أما الأهل فقد انقسموا فمنهم من يحاول إرجاعي والآخر يرفض تعاطفاً مع صبري ولأنني لم أفعل أمام مواقفه إلا الصمت فكان ذلك جزائي .
يتبع في مقال الجمعة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved