Wednesday 5th April,2000 G No.10051الطبعة الاولى الاربعاء 30 ,ذو الحجة 1420 العدد 10051



بيننا كلمة
أبعاده الشاسعة
د , ثريا العريّض

يحتفل بعضنا برأس السنة الهجرية,.
وتمر على بعضنا الآخر دون ان يحس بها,.
إحدى صديقاتي سورية الاصل اعتادت على الاحتفال برأس السنة الهجرية بتقديم قهوة اللوز,, او القهوة البيضاء, هذه ليس فيها من تفاصيل طقوس القهوة الا الفنجان الذي تقدم فيه، فهي مصنوعة من الماء المغلي مضافا اليه ماء الزهر,, ربما لتبدأ السنة بمذاق معطر نتطلع فيه الى الصحة.
واهلنا في الحجاز يطبخون في مناسبة رأس السنة نوعا من الحلويات المكتظة باللوز والمكسرات والسكر,, لا اذكر اسمها,.
لا أحب الطقوسيات, وأعشق القهوة العربية في دلالها البدوية والحلوى الخليجية والسمبوسة البحرينية المحشوة بالسكر والجوز تقدم لكل ضيف دون ارتباط بنهاية العام او بدايته.
ومع هذا بودي لوكان هناك ما يذكرنا ويحفر في اذهاننا ان عاما قد اوشك على الانتهاء وان عاما آخر قد شارف على الابتداء.
لو أن هناك ما يثير السؤال المصيري في اذهاننا:
بين عام وعام نقطة حساب,, نهاية مرحلة من عمرنا وبداية مرحلة,, وان ذلك يعني وقفة تساؤل مفروضة؛ ماذا حققنا في مرحلة ما مر؟ وماذا نأمل ونتطلع اليه في مرحلة ما سيأتي؟
***
بودي دائما لو كان الغد بوابة عمر جديد,, نحتفل به بأكثر من مذاق القهوة واللوز في صحن حلويات معطرة محلية او مستوردة.
لو كان منعطف بناء وصعود,.
وتحقق امان وآمال اكبر واشمل ما زالت في البال والفكر.
***
غدا يبدأ العام الهجري الجديد,.
فكل عام والعالم الاسلامي بخير,.
حمى الله هذا الدين الاصيل من عداء الآخرين ومن تجاوزات المنتمين اليه متمسكين فقط بالقشور دون محاربة النخر الاعمق.
كثير من الرموز والمظاهر التي نحملها ايضاح عمق انتمائنا تتحول الى معالم مميزة تفرقنا عن بعضنا البعض.
حتى اختلافات اللهجة من منطقة لأخرى تحولت الى مميزات ترسخ الاسوار التي تفصل هذه الجماعة عن تلك فكيف بالاختلافات الجوهرية الاعمق كاختلاف فئة من المسلمين عن غيرها؟.
وسرعان ما تتحول فروق الطقوسيات التي يصنعها البشر الى اقنعة تلغي ما وراءها من انسانية مشتركة وانتماء واحد.
ننسى التعاليم الاسمى: هذه أمتكم؛ امة واحدة, ملامح اتساعها من قلب الصين الى مشارف اوروبا وبكل اللغات,, ثم نعود الى لغة القرآن لتجمعنا متفقين على قلب واحد ونبض واحد متقبلين اختلافاتنا الشكلية,, خلاسية هنا وشقراء هناك وسمراء ما بينهما.
يلام بحق أولئك الذين جعلوا لهذا الدين سمعة مشوهة.
الاسلام ليس تجمع ارهابيين ولا دمويين وليس اجازة بكل ما هو غير مقبول انسانيا.
الاسلام دين تفكر وسمو وتسامح,, يتسع للانسانية جمعاء.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved