المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي وتدارس المسيرة

وسط تطلعات قيادية، وشعبية متفائلة لمستقبل مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي يعقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي اجتماعهم العادي الرابع والسبعين في جدة يومي السبت والأحد القادمين ليتدارسوا برؤية شاملة مسيرة التعاون بين الدول الأعضاء خلال السنوات السابقة منذ قيام المجلس في مايو عام 1981م بمدينة أبوظبي.
والمجلس الوزاري يقع في التنظيم الهيكلي للمجلس في المرتبة الثانية بعد مجلس قادة دول المجلس، والمؤكد ان تدارسه لمسيرة التعاون في الفترة الماضية ستضيف جديدا يساعد على توفير قوة دفع مطلوبة لتأمين المجلس في حد ذاته من ناحية، وحماية المكتسبات الباهرة التي حققتها المسيرة بفضل من الله ثم بفضل حكمة القادة والتوافق الاستراتيجي الذي أظهروه دائما في رؤياتهم للحاضر وللمستقبل المنشود.
ولعل من بين أسباب الأهمية الكبيرة، للاجتماع الوزاري أنه ينعقد في ظروف إقليمية متقلبة، وأخرى دولية، متسارعة المتغيرات السياسية والاقتصاديةو والأمنية، وكلهاقضايا تندرج في صلب العمق الاستراتيجي لسياسات دول مجلس التعاون من أجل مواصلة المسيرة التعاونية بنفس معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي، لمزيد من ترقية العلاقات فيما بين الدول الاعضاء وتعزيز الثقة التي كانت ومازالت قاعدة راسخة قام عليها مجلس التعاون نفسه.
والمؤكد أن تنفيذ قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته الأخيرة سيكون في أولويات ما يتدارسه المجلس الوزاري من أجل أن تتواصل المسيرة وتتحقق أهم أهدافها الاستراتيجية ومنها المواطنة الخليجية وتوطين العمالة، وتنشيط المصالح الاقتصادية التي تزداد بها الروابط الإنسانية والسياسية والأمنية قوة واستقرارا وقدرة ذاتية على النمو والتطور.
وغني عن القول أن مسيرة مجلس التعاون الحاضرة والمستقبلة قد تجاوزت الاهتمام بحدود المنطقة إلى مساحات العالم الخارجي الذي ارتبطت دائما مصالح دوله وشعوبها بالمنطقة عموما وبدول مجلس التعاون الخليجي خصوصا بعد أن أصبحت لمجلس التعاون الخليجي كينونته المؤثرة في صنع القرارات الدولية المتعلقة سواء بمصلحة الاقتصاد العالمي أو بالحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.