4/4

* بالنسبة للدعم والاهتمام الرسمي فيما يخص تطوير قدرات المدربين الوطنيين خاصة في مجال كرة القدم فإن الأمر مؤمن عبر تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم خاصة وان العزم معقود كما تحدث سموه في تصريح صحفي عن طرح الثقة الكاملة بالمدربين الوطنيين لقيادة المنتخبات الوطنية على مستوى الناشئين والشباب والأولمبي والأول خلال الخمس سنوات القادمة، غير ان هذا الدعم الرسمي لا يقابله تجاوب ملموس على صعيد الأندية التي لا تقوم بجهود ملموسة على صعيد دعم المدرب الوطني بل تضع كل شيء على عاتق الاتحاد السعودي لكرة القدم للقيام بهذه المهمة وجهود الاتحاد واضحة ومشكورة إلا أنها لوحدها لا تكفي لأن الأندية يقع عليها العبء الأكبر بحكم طول الموسم الرياضي مقارنة بالفترات التي تشارك بها المنتخبات السعودية في مشاركاتها الخارجية فالفرصة موجودة للمدرب الوطني للعمل في الأندية بواقع 9 أشهر في العام الواحد مقارنة بشهر أو شهرين مع المنتخبات وهذا الأمر مهم لتطوير مستوى المدرب الوطني لأن المدرب لن يستطيع صقل خبراته وتجاربه وتقديم نفسه بشكل مميز إذا لم تتح له الفرصة للعمل في الأندية، وهذا الأمر يفرض في تقديري ان تجبر الأندية السعودية على اختيار مدرب سعودي مؤهل ضمن طاقمها الفني للفريق الأول بحيث يكون هناك مدرب سعودي يعمل كمساعد للمدرب الأول ويعمل أيضاً كمدرب لياقة ومدرب حراس، كما يجب في تقديري ان تجبر الأندية على اختيار مدرب سعودي للعمل ضمن الأطقم الفنية المتعاقدة في الدرجات السنية الصغرى للشباب والناشئين وان يعتمد تقييم الأندية واعاناتها على مدى وجود هؤلاء المدربين.
* من الاقتراحات والتصورات التي قد يرى الاتحاد السعودي لكرة القدم دراستها لدعم المدربين الوطنيين مايلي:
دراسة مدى إمكانية تفرغ المدرب الوطني للعمل مع ناديه أو مع منتخبات المملكة وفق ضوابط وشروط معينة تحفظ له حقوقه.
ضرورة إعادة صياغة لائحة المدربين الوطنيين الحالية التي مضى على صدورها ما يقارب من 25 سنة بحيث تلامس اللائحة في صياغتها الجديدة القفزات التي حدثت للنشاط الرياضي في المملكة.
تكريم المدربين الوطنيين عبر دخول واحد او اثنين منهم ممن كان لهم مساهمة مشهودة في مجال تدريب منتخبات المملكة المختلفة وممن يشهد لهم بالخبرة والكفاءة عضوية مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم وذلك مثلما تم تكريم الحكام في فترة سابقة، حيث يوجد حالياً ثلاثة حكام سابقين هم أعضاء في مجلس إدارة الاتحاد وهم عبدالرحمن الدهام وفهد الدهمش وفلاج شنار.
دراسة مدى إمكانية إنشاء لجنة مستقلة خاصة بالمدربين ضمن لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم كما هو الحال عليه في معظم اتحادات كرة القدم في دول العالم، بحيث يرأسها أحد المدربين السابقين ممن تم اختياره عضوا بمجلس إدارة الاتحاد، بحيث يساهم ذلك في دعم جهود وتطوير المدرب الوطني وهذا الدور تقوم به حالياً اللجنة الفنية وشؤون المدربين إلا ان اعطاء المدربين لجنة خاصة بهم سيؤدي الى تفرغ اللجنة الفنية للاشراف الكامل على شؤون المسابقات الكروية المختلفة، وهو ما سيؤدي الى تركيز الجهد على تطوير المدرب الوطني وصولاً للهدف المنشود.
* يبقى أيضاً على المدرب الوطني دور كبير يفرض ضرورة اهتمامه بتنمية قدراته خاصة في مجال اللغة الإنجليزية وهي لغة العلم التدريبي الحديث المتقدم والاطلاع والمتابعة لكل مايستجد من تطورات تدريبية عالمية، وهذا الأمر يمكن الوصول اليه حالياً وبسهولة عبر شبكة الإنترنت في الصفحات الخاصة بالتدريب الرياضي والتي تقدم وبشكل يومي كل جديد يطرأ على الساحة التدريبية العالمية.
* المدرب الوطني هو ابن هذا الوطن وهو يعرف لاعبي هذا الوطن أكثر من المدرب غير السعودي لأنه نشأ في بيئتهم ويعرف حياتهم وتفكيرهم وطباعهم وأمزجتهم ومشاكلهم الاجتماعية,, لدينا قدرات سعودية كثيرة لها طموح جميل لو ادركنا أنها تحاول ايجاد أسلوب سعودي للعب كرة القدم سيتشكل نتيجة خبرات متعددة من مدارس كروية مختلفة لازمها وما زال يلازمها هؤلاء المدربون السعوديون الطموحون.
* لعلي أشير أخيراً الى ان حديثي عن اشكالية المدرب الوطني وان انحصر على مدربي كرة القدم إلا أنه يشمل أيضاً المدربين الوطنيين في كافة الألعاب والذين لم أستطع رغم محاولتي الحصول على معلومات عن جهود اتحاداتهم في تطوير قدراتهم، وهل تعقد لهم دورات متخصصة مثل مدربي كرة القدم، أم ان تطوير قدراتهم وصقل خبراتهم يسير بالبركة؟.