Wednesday 5th April,2000 G No.10051الطبعة الاولى الاربعاء 30 ,ذو الحجة 1420 العدد 10051



بروح رياضية
مشكلة الصحافة الرياضية ,,هل هي أزمة مفاهيم أم نقص في التأهيل؟
, خالد عبدالله الباحوث

يعشق كثير من افراد مؤسسات الصحافة الرياضية لدينا الاولويات من خلال اخبارهم وتحقيقاتهم وتقاريرهم ونحن هنا لا نقصد بذلك شغفهم لبلوغ مرتبة الامتياز والكمال (فتلك وشاة ظاهر عنك عارها ) ولكننا نلمح الى ولعهم في الحديث الدائم عن الاولويات الاحصائية والمقارنات الجدلية المستمرة التي قد توصلهم احيانا الى نتائج باهرة!! او لعلهم هكذا يعتقدون.
واذا كان البعض قد يعتقد ان تلك ميزة تتميز بها بعض الصفحات الرياضية لدينا فلربما قد فاتهم ان هنالك ميزة اخرى تنفرد بها بعض الصفحات التي تسمى صحافة رياضية فبعض الصفحات الرياضية لدينا وليس جميعها لتوخي الموضوعية والعدل تنفرد بخصوصية ليس لها مثيل في اي بلد آخر.
فبنظرة سريعة وتقييم ومقارنة موضوعية مع صحافة البلدان الاخرى المتقدمة منها والمتأخرة نجد ان جماعتنا ليس لهم مثيل, ومرد هذا التفرد وهذه الخصوصية يرجع الى احد الاسباب التالية:
كونها صحافة فوق العادة، او لديها نقص بالتأهيل، او تعاني من ازمة مفاهيم.
فلنبدأ اولا البحث عن وجود وتعليل لكونها صحافة فوق العادة وفي الحقيقة فان الصحافة الرياضية لدينا تطورت خلال العقدين الاخيرين في عدة اتجاهات ومحاور ويعتقد الكثيرون ان الصفحات الرياضية ساعدت كثيراً على الزيادة المطردة في مبيعات كثير من الصحف وانتشارها مؤخرا فمن خلال تلك الصفحات اشتهر كثير من الكتّاب والصحافيين الرياضيين الامر الذي ساعدهم في الوصول الى مراكز صحفية مرموقة فغالبية رؤساء الصحف لدينا الآن كانوا يعملون بالاصل في الصفحات الرياضية.
ولكن فلنتمهل ونتوقف عن المبالغة في التفاؤل ودعونا نتعرف على الواقع الحالي, فصحافتنا الرياضية تعاني من افراط في الاثارة والتعصب والتهجم الشخصي وفي مجملها فهي صحافة كرة قدم فقط وما عدا ذلك فهو (فوق البيعة) ويجب ان ندرك جيدا ان هنالك كثيرا من المعطيات القوية التي قد تكون ساعدت تلك الصفحات التي نتحدث عنها على الاستمرار ومن ابرز تلك المعطيات ما يتمتع به بلدنا من تنمية اقتصادية وتطور مستمر وانجازات متواصلة في المجال الرياضي.
ولا ننسى شعبية الاندية الكبرى لدينا ودورها في ذلك وامام هذه المعطيات وغيرها نرى انه ليس هناك سبب مقنع للاخذ بالقول بان تلك الصحافة هي صحافة فوق العادة وانما هي صحافة (تابليود) بما تتميز به من صور واثارة.
وما دام انه ليس هناك مساحة للقبول والتصديق بان تلك الصحافة هي صحافة (فوق العادة) فدعونا ننتقل الى البحث عن السبب الثاني المدرج في القائمة وهو النقص في التأهيل.
ويجب التذكر هنا اننا لا نقصد بالنقص بالتأهيل بمعنى عدم الحصول على شهادات عليا.
فالشهادات العليا ليست مطلوبة دائما بالعمل الصحفي وليس كل من يحمل الشهادة العليا لديه القدرة على الكتابة بل ان ليس كل من يحمل شهادات عليا يعني انه عالم او مطلع على كل شيء والشهادات العليا وخاصة الدكتوراه تعني بالدول المتقدمة ان حاملها وصل الى مرحلة القدرة على البحث في مجال تخصصه ودراساته وما له علاقة مباشرة بذلك.
ومؤخرا بدأنا نشاهد كثيرا من اساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا يتناولون ويعلقون على قضايا رياضية متنوعة واذا كان هذا النهج هو توجه ايجابي بحد ذاته الا انه يعاب على الكثير من حملة الشهادات قصور فهمهم في القضايا والموضوعات الرياضية فليس من احب وشجع فريقا معينا اصبح ملما بكل القضايا الرياضية كما ان طرح المعلومات المحدودة في مجال محدود في صورة مكررة واحيانا مملة ليس بالضرورة هو علامة نضج صحفي او دلائل المام واطلاع فمن المؤسف ان غالبية ان لم يكن جميع هؤلاء لا يعرفون عن الرياضة الا قانون كرة القدم هذا اذا كانوا بالفعل يفهمونه.
وبالعودة الى الموضوع فالمقصود بالتأهيل هنا هو خضوع افراد الصحافة الرياضية الى دورات تأهيلية متخصصة وكذلك ضرورة توفر الخبرة والتدريب المطلوب وخاصة الدورات التدريبية في هذا المجال فلقد روى ابو قتادة عن جاسم عن مرزوق عن عبدالرحمن بان احدى الوكالات الخليجية للانباء اوردت خبرا عن اقامة دورة متخصصة للاعلاميين الرياضيين, وفي خبر مضاد روى عباس عن عبده عن هشام عن الطيب بأن احدى الوكلات العربية اعلنت الغاء تلك الدورة الوحيدة, وعلق العربي رشيد بان تلك الدورة حتى لو لم تقم فهي اقيمت كما هو متبع واستدرك وقال على الورق وفي ثنايا التقارير على اقل تقدير .
على اية حال لا نعتقد بان الصحافة الرياضية لدينا تعاني كثيرا من نقص بالكوادر المؤهلة اذا تحدثنا عن التأهيل الدراسي والجامعي بالقدر الذي قد تعانيه من قدرة في الدورات التأهيلية التخصصية وآليات استثمار الخبرة في مجال العمل الصحفي الرياضي وقواعد تبادل المعلومات.
وعلى الرغم من اهمية الجانب التأهيلي الا ان اهم مشكلة تواجه الصحافة الرياضية - وحسب رأينا المتواضع - هي ازمة مفاهيم فكثير من الصفحات الرياضية ما زالت تخلط بين عناصر المطبخ الصحفي, فالمتابع الفاحص سيكتشف الخلط المستمر ما بين التحقيق الصحفي والتقرير بل ان الخبر يظهر في كثير من الاحيان كأنه تقرير والعكس صحيح اما المقال او العمود الرياضي فهو أسوأ العناصر على الاطلاق ومن خلاله يتضح لنا ازمة المفاهيم الكبرى.
وكما ذكرنا في البداية بان كثيرا من افراد الصحافة الرياضية لدينا يعشقون الاولويات فان هذا النهج يتضح كثيرا في المقال الرياضي فلقد اخترع الاخوان في الصفحات الرياضية طريقة جديدة للمقال والتي تتجسد جدتها من خلال البيع بالتجزئة عوضا عن الجملة, فالملاحظ ان المقالات الرياضية اصبحت مجزأة ومقسمة على طريقة (من كل بحر قطرة) وهي الطريقة التي لا تمارس عند غيرنا بل انها لا تطبق في الصفحات الاخرى لدينا, ومن الاشياء الاخرى التي تميز المقال الرياضي لدينا التكرر الممل في طرح الموضوعات (قضية عبيد، تحليل ماجد، مشكلة الثنيان، قضية العتيبي، انتقال الغشيان، تصريح النعيمة، حركة الهريفي، الثنيان مرة اخرى، الهجوم على التحكيم,,, هذه اجندة موضوعات كثير من الصفحات الرياضية خلال الاشهر الماضية) ويأتي بعد ذلك تكرار الاقتراحات المملة وللاسف فان كثيرا من الكتّاب يعتقد ان المقال لا يكمل الا بمقترح وهذا شيء غير صحيح.
اخيرا نرجو ألا نكون قد اثقلنا على القراء الكرام كما نرجو ألا يفهم بعض الزملاء ان هذا تهجم على مهنتهم ولكننا اردنا تقديم بعض الملاحظات التي قد تكون صحيحة او خاطئة فان اصبنا فالشكر للزملاء وان اخطأنا فالحق اردنا وعذراً من الجميع.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved