منهج الفيزياء بالمرحلة الثانوية وضرورة تطوير المادة العلمية فيه

أولت حكومتنا الرشيدة العلم والتعليم عناية فائقة واهتماما متواصلا، والدليل على ذلك أنها جعلت التعليم في مصاف الاولوية عن اولويات الدولة، فهي تسعى دائماً الى دفع العجلة التعليمية الى الامام لتواكب مجريات التقنية والتكنولوجيا المعاصرة لانها تعلم يقيناً لاشكاً ان بناء الحضارات لا يتم الا بالتسلح بسلاح العلم لمواجهة تحديات العصر الحديث, ومن هذا المنطلق لاشك ان وزارة المعارف تبذل الغالي والنفيس في دعم الدراسات والمشاريع الهادفة الى تطوير وسائل التعليم بشتى انواعها واشكالها، ومن هذه الوسائل التعليمية المناهج الدراسية، لذا دعوني اقف عند هذه المناهج، لاتحدث وادلي بملحوظات عن منهج الفيزياء الجديد لأقسام العلوم الطبيعية, ففي هذا المنهج لم تراع طبيعة المرحلة الثانوية وتميزها عن المراحل الاخرى فهذه المرحلة مرحلة تمهيدية للمرحلة الجامعية ومرحلة تميل بطبيعتها الى التعمق والشمولية في مواضيعها، ولم يراع التسلسل المنطقي في طرح المعلومة لدى الطالب فالمعلومة يجب ان تسير على خطى سليمة لتصل الى ذهن الطالب سلسة لا يشوبها التعقيد ليخرج في النهاية مقتنعاً بها وتوجد ايضاً اخطاء لغوية والمواضيع في هذا المنهج لم توضع في قالب لغوي يجذب الطالب بكلماته، فهناك في لغتنا العربية كلمات لها قوة في شد انتباه الطالب، وبعض المواضيع بولغ فيها بالتلخيص، فالتلخيص يورث المحدودية في التفكير، وقلة تمارينها المحلولة فالمقال يتضح بالمثال، ووجود بعض المواضيع في غير موضعها وقلة وجود مقدمات تمهيدية تفي بالغرض المنشود, والملحوظة الاخيرة هي في بداية الكتاب اعجبتني كلمة لمعالي وزير المعارف ناصحاً فيها وموجهاً إخوته المدرسين قال فيها: فلا تكون معرفته مبتورة عن نتائجها التطبيقية ولا تكون اعماله غير مبنية الى دعامتها النظرية , في هذه الجملة القصيرة اساس العلوم التطبيقية ولكن لم اجد لهذه الكلمة تطبيقاً في ميداننا المدرسي.