Friday 7th April,2000 G No.10053الطبعة الاولى الجمعة 2 ,محرم 1421 العدد 10053



ثالوث المخدرات: الشباب - الإدمان - الجريمة!!
د, زيد بن محمد الرماني *

يعتبر إدمان المخدرات آفة تصيب الفرد والمجتمع، فبالاضافةالى الامراض والمشكلات التي تلحق بالمدمن فإن البنيان الاجتماعي يتصدع وينهار، حيث تتفكك الروابط الاسرية وتتدنى قدرة الانسان على العمل فيقل الانتاج، كما يتزايد عجز الشباب عن مواجهة الواقع والارتباط بمتطلباته، وتتفاقم المشكلات الاجتماعية ويتزايد عدد الحوادث والجرائم.
يقول د, عز الدين الدنشاري في كتاب (أمراض العصر): من المشكلات الاجتماعية الناجمة عن الإدمان كثرة الخلافات الاسرية والطلاق وتشرد الابناء.
وينجم عن الإدمان تزايد حوادث العنف والاغتصاب والسرقة والقتل والانتحار، بالاضافة الى كثرة المخالفات القانونية وانتهاك القانون.
ومن اخطار الإدمان ايضا انه يؤدي الى تزايد حوادث السيارات والقطارات والطائرات.
فقد أدت نتائج الدراسات التي أجريت في فرنسا مثلا,, إلى ان حوالي 90% من حوادث السيارات ترجع الى تعاطي الخمور.
وتشير الاحصاءات الى ان إدمان المخدرات، قد أدى الى تزايد جرائم الاغتصاب في بريطانيا، وان عددا كبيرا من حوادث العنف في امريكا ينجم عن تعاطي المخدرات.
المشكلة، ان خطرا داهما مدمرا قد اقتحم عالم المخدرات في السنوات الاخيرة وهو مرض الايدز حيث يصاب المدمنون بهذا المرض الذي ينتقل من شخص مدمن مصاب بالمرض الى شخص آخر غير مصاب، وبذلك ينتشر المرض في عدد كبير من الافراد، ويسبب هذا الانتشار العديد من المشكلات الاجتماعية، التي لا حصر لها.
ومن الأخطار الاجتماعية التي تهدد كيان المجتمع، تزايد عصابات تهريب المخدرات، حيث تمثل هذه العصابات أبلغ الخطر على سلامة الافراد وأمن الدول، حيث تقترف هذه العصابات أبشع الجرائم ضد كل من يتصدى لهم من أفراد المجتمع، وبخاصة رجال القانون ورجال سلاح الحدود ومكافحة المخدرات، اضافة الى استدراج المجرمين لعدد كبير من الأبرياء الذين يتحولون بدافع الخوف او التهديد او الاثراء الى مروّجين للمخدرت.
تبيّن الاحصاءات التي أجريت في بعض الدول ضخامة الخطر الاجتماعي الناجم عن تعاطي الخمور والمخدرات.
حيث دلّت الاحصاءات التي أجريت في امريكا على انتشار الادمان بين مراهقين تتراوح أعمارهم بين 12 17 سنة وان حوالي 93% من جميع الافراد في هذه المرحلة من العمر قد تناول الخمور، من بينهم 1,2 مليون مدمن للخمر.
وتدل الاحصاءات ايضا على ان اكثر من 13 مليونا من الشباب يتعاطون الماريجوانا يوميا، بينما هناك اكثر من 4 ملايين يتعاطون الكوكايين.
مما لا شك فيه ان هذه الارقام تعكس الاثر الاجتماعي الخطير للمخدرات في ملايين الشباب في المراحل التعليمية، وما يترتب عليه من تخلفهم في التحصيل العلمي والثقافي والتربوي.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن كثيرا من الدول تتكبد خسائر فادحة نتيجة الإدمان وتجارة المخدرات لها ابلغ الاثر في المسار الاقتصادي لهذه الدول ويؤدي انتشار إدمان المخدرات الى كثرة إنفاق الأموال من أجل مكافحة تهريب وتعاطي المخدرات ومحاكمة المخالفين وتنفيذ العقوبات وعلاج المدمنين.
كما ينجم عن الإدمان تزايد نسبة العاطلين عن العمل والانتاج، إما بسبب أمراض الإدمان، او بسبب اهمال المدمن لعمله، وقد يترك العمل لساعات طويلة لتعاطي المخدر او البحث عنه.
يقول د, عبدالله البكيري في كتابه أمراض العصر : نتيجة الادمان والمخدرات، يزج بجزء كبير من المدمنين وتجار المخدرات والمروجين في السجون، فيتركون أسرا مفككة ضائعة، فقدت عائلها، وبذلك ساءت حالة هذه الاسر المادية فأدى ذلك الى انحراف بعض افراد تلك الاسر نحو الجريمة والضياع وهناك خسارة مادية بسبب إنفاق الاموال الطائلة من اجل الرعاية الصحية والاجتماعية للمدمنين وبناء المصحات والمستشفيات التي تعالج الادمان اضافة الى تكاليف العلاج.
وتمثل الاموال التي تنفق من أجل مكافحة مرض الايدز الذي قد ينجم عن الادمان، خسارة اقتصادية كبيرة، ولقد قدّرت منظمة الصحة العالمية في منتصف الثمانينات، ان حوالي عشرة ملايين فرد يحملون فيروس الايدز في العالم.
واذا كانت الاموال التي تنفقها الدول في مجال الخدمات والانتاج والتنمية تعود بالنفع عليها، فإن الاموال التي تنفق في مجال تجارة المخدرات وتعاطيها تعتبر اموالا ضائعة لا تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، بل يعد إنفاقها مزيدا من الخسائر والتدهور والانهيار الاقتصادي.
ان الوقاية خير من العلاج في مجال الإدمان، ولذلك نجد ان الحكومات تهتم اهتماما بالغا بمكافحة تجارة المخدرات والضرب بيدٍ من حديد على التجار والمدمنين، كما تهتم الحكومات والهيئات الدولية المعنية بالحد من انتشار الادمان ودراسة العوامل التي تؤدي اليه وعلاج المدمنين وتأهيلهم، كما تهتم بتبصير الافراد بأخطار الادمان وعواقبه.
ومن ثم فإنه ينبغي على الافراد والاجهزة الحكومية والدول ان تولي ظاهرة المخدرات ومشكلة الخمور وقضية الادمان الاهتمام الكافي وان تقدم العلاجات الناجعة في سبيل التصدي بحزم وصرامة لتلك الآفات.
لذا علينا جميعا أن:
1 نجرِّم زراعة النباتات التي تحتوي على المخدرات مثل الافيون والحشيش والكوكايين.
2 تنظيم حملات لمكافحة الادمان تقوم بها أجهزة الاعلام من صحافة واذاعة وتلفزيون.
3 نهتم بتدريس مقررات عن أخطار المخدرات وعواقب الادمان على مستوى المدارس والجامعات، إضافة للاهتمام بدراسات وأبحاث الادمان لايجاد الحلول المناسبة للوقاية منه والحد من انتشاره وعلاج المدمنين على اسس علمية دقيقة.
4 نبيّن للأسرة مسؤوليتها الكبيرة في حماية الاطفال والشباب من السقوط في هاوية الادمان.
5 نرفع مستوى العلاج والخدمات والرقابة الفعّالة في المستشفيات والمصحات المختصة بعلاج المدمنين، مع الاهتمام بمتابعة المدمن متابعة صحية واجتماعية بعد خروجه من المصحة او المستشفى.
6 ننشئ أقساما دينية في كل مستشفى تكون مهمتها تبصير المدمنين بأمور دينهم ودنياهم، وتعميق جذور الإيمان في نفوسهم وتطهيرها من براثن الرذيلة والفساد.
ختاما أقول: ان خطر المخدرات لا يقتصر على الامراض، بل هناك انحدار المستوى التربوي والتعليمي والاخلاقي والاجتماعي والاقتصادي,, وهذا يدعونا جميعا ان نقول بصوت واحد مرتفع: لا للمخدرات.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
* عضو الجمعية السعودية للإدارة عضو جمعية الاقتصاد السعودية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاءات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

وطن ومواطن

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved