Friday 7th April,2000 G No.10053الطبعة الاولى الجمعة 2 ,محرم 1421 العدد 10053



إسرائيل قد تضمر المكائد للبنان فقد عوّدتنا الغدر
شكوك ومخاوف لبنانية من انسحاب إسرائيل من الجنوب
الحص: نلتزم الحذر في التعاطي مع هذا الواقع لأننا لا نأمن إسرائيل

*لبنان اسرائيل الامم المتحدة
بعد موافقة اسرائيل الرسمية على الانسحاب من جنوب لبنان تطبيقا للقرارات الدولية، اعربت بيروت عن شكوك مذيلة بحذر لم يجد في اخفاء شعورها بالقلق.
وبدلا من الشعور بالارتياح اوالنصر، عبر رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص خصوصا عن مخاوف لبنان غداة إعلان اسرائيل انها ستسحب كل قواتها من جنوب لبنان دفعة واحدة في نهاية تموز/ يوليو.
وتعقيبا على لقاء الثلاثاء الماضي في جنيف بين وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي والامين العام للامم المتحدة كوفي عنان قال الحص اننا نلتزم جانب الحذر في التعاطي مع هذا الواقع الجديد نظرا إلى اننا لا نأمن جانب إسرائيل وما قد تضمر وتبيت لنا من مكائد وقد عودتنا الغدر .
وقال اذا ما وافقت اسرائيل الان على تطبيق القرار رقم 425 الذي صوت عليه مجلس الامن الدولي في 1978 فان الفضل في ذلك يعود الى مقاومة الاحتلال وصمود الشعب اللبناني .
وأدلى الحص الذي يتولى ايضا وزارة الخارجية، بهذا التصريح قبل ساعات قليلة على وصول تيري رود لارسن كمبعوث خاص للامين العام للامم المتحدة الى بيروت لإبلاغ المسؤولين اللبنانيين بحصيلة لقاء عنان ليفي.
وقال مسؤول كبير في الامم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه ان عنان يريد ارسال لارسن سريعا ليس فقط لاطلاع بيروت ودمشق على المواقف الاسرائيلية حول الانسحاب من الجنوب اللبناني بل ايضا لمعرفة ردود الفعل اللبنانية والسورية حول هذا الموضوع .
واوضح الحص انه فيما يتعلق بالاعداد للانسحاب فان لبنان يحتفظ بمواقفه ريثما ينجلي الموقف الاسرائيلي على حقيقته وتتضح رؤية الامم المتحدة
وقال مذكرا بالموقف الثابت للبلدين العربيين بعدم السماح بفصل المسارين اللبناني والسوري ان لبنان لن يوقع في اي حال على تسوية مع اسرائيل الا بالتزامن مع تسوية تعقد على الجانب السوري، وذلك في اطار تلازم المسارين اللبناني والسوري .
وحذرت دمشق الامم المتحدة من المكيدة التي تنصبها لها اسرائيل لجرها الى الرمال المتحركة في جنوب لبنان.
واعلن الناطق باسم قوة الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان تيمور غوكسيل لوكالة فرانس برس انه في حال ترك الاسرائيليون وراءهم ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التابعة لهم فان الانسحاب لن يعتبر كاملا .
وقال إن مبادرة من هذا النوع ستكون ذريعة لعودة العنف الطائفي الى الجنوب اللبناني ولايمكننا أن نتوقع أن تكون الامم المتحدة طرفا فيها .
والموقف السائد في الأوساط الحكومية في بيروت هو التزام الصمت لإفشال المخططات الاسرائيلية عبر عدم كشف النوايا اللبنانية.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه ان احدا لا يعرف فعلا ماينوي لبنان فعله, واذا ما طال الانتظار والصمت فهو يعبر بصورة افضل عن حيرته وقلقه عما اذا أدلى بتصريحات .
واضاف ان تشكيلة القوة الدولية التي تجدد ولايتها كل ستة اشهر و قواعد مهمتها يجب ان تكون واضحة , واكد على ضرورة منح القوة الدولية الوسائل التي تسمح لها بفرض احترامها والا انسحبت .
واعتبرت صحيفة الكفاح العربي اللبنانية التي تعكس وجهة نظر الاوساط الحاكمة في دمشق ان أي تعزيز للقوة الدولية في العتاد والرجال يستلزم قرارا جديدا من الامم المتحدة يكون مكملا للقرار رقم 426 الذي يحدد مهمة هذه القوة.
رسالة من لحود إلى الأمين العام للأمم المتحدة
في غضون ذلك بعث الرئيس اللبناني إميل لحود برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لم يكشف عن مضمونها,, غير أن لحود وزع مضمون الرسالة في بيان صحفي حيث تضمنت ثماني اسئلة موجهة للامم المتحدة وقال ان لبنان ينتظر الحصول على اجابة عنها من المنظمة الدولية قبل ان يقرر الخوض في اية تفاصيل اخرى.
ومن أبرز الاسئلة التي اوردها لحود في رسالته هل تعتقدون أنه فيما لو ان بعض المجموعات الفلسطينية حاولت القيام عبر الحدود بعمليات من ضمن حق العودة ولعدم وجود حلول مستقبلية لهم هل تعتقدون ان القوات الدولية ستكون قادرة على حروب يومية صغيرة على الحدود .
واضاف لحود طالما ان هنالك احتمالا بحروب صغيرة على الحدود مصدرها مجموعات فلسطينية مسلحة قادمة من المخيمات الفلسطينية في الداخل الا تعتقدون انه علىضوء التجارب السابقة واهمها ان القرار 425 انطلق من اجتياح اسرائيلي لاسباب فلسطينية الا تعتقدون ان مصلحة لبنان على ضوء ذلك تقضي بقيام القوات الدولية اولا وقبل اي شيء آخر بتجريد الفلسطينيين من سلاحهم او بالمشاركة الميدانية في ذلك سواء في مدن صور وصيدا اوطرابلس او بيروت او بعلبك او غيرها قبل ان تنتشر تلك القوات على الحدود .
ومضى لحود في رسالته متسائلا وهل تقبل الامم المتحدة شرطا لبنانيا بعدم قبول هذا الانتشار على الحدود قبل تجريد الفلسطينيين من سلاحهم باعتبار ان الداخل مرتبط بالحدود .
وقال لحود ان الهجمات الاسرائيلية المتكررة على لبنان منذ اصدار القرار 425 عام 1978قد تسببت باضرار للبنان فاقت قيمتها 70 مليار دولار فضلا عن الآلاف من القتلى والجرحى, وتساءل من قرر مسامحة اسرائيل عن التعويضات المستحقة للبنان وشعبه نتيجة عصيانها وعدوانها المستمر على هذا القرار حتى تاريخه, على اي اساس جرت تلك المسامحة وهل من حقوق المعتدي بنظر الامم المتحدة ان يسامح مجانا واكثر من ذلك هل من حقوق المعتدي ان يطلب الحماية من المعتدى عليه .
سوريا تحذّر الأمم المتحدة من الانزلاق في رمال جنوب لبنان
وبدورها، حذرت دمشق الامم المتحدة من الفخ الذي تنصبه اسرائيل من اجل جرها الى الرمال المتحركة في جنوب لبنان وذلك غداة تعهد الامم المتحدة بالتعاون مع انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان.
وتساءلت صحيفة تشرين عن الاسباب التي حملت الامم المتحدة على الانجرار الى لعبة اسرائيلية مكشوفة ومفضوحة الاهداف وذكرت ان الامم المتحدة لم تحرك ساكنا لتنفيذ عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الامن سواء حول جنوب لبنان او الجولان او فلسطين او القدس .
واتخذت الحكومة الاسرائيلية رسميا قرارها بالانسحاب في مطلع اذار/ مارس الماضي من منطقة تبلغ مساحتها 850 كم مربعا تحتلها في جنوب لبنان منذ 22 عاما.
وينص القرار رقم 425 على انسحاب اسرائيل فورا ومراقبة قوات الطوارىء التابعة للامم المتحدة الانسحاب ومساعدة الجيش اللبناني على الانتشار لفرض الامن والسلام.
وقد تضاءلت فرص استئناف المفاوضات بين اسرائيل وسوريا، القوة الرئيسية في لبنان، بعد فشل القمة الاميركية السورية التي عقدت في جنيف في 26 آذار/ مارس الماضي.
وكان نائب الامين العام لحزب الله اللبناني الشيعي الشيخ نعيم قاسم اعلن الاثنين الماضي ان لا ضمانات لإسرائيل حتى ولو نفذت انسحابا كاملا بسبب احتلالها هضبة الجولان السورية وعدم حلها قضية اللاجئين الفلسطينيين وقضية القدس.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاءات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

وطن ومواطن

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved