Friday 7th April,2000 G No.10053الطبعة الاولى الجمعة 2 ,محرم 1421 العدد 10053



غيبوبة أوبوتشي تنقل اليابان إلى مرحلة جديدة
يوشي مورو المحافظ رئيساً للوزراء خلفاً لسلفه الذي يصارع الموت

* طوكيو الوكالات
أصبح يوشيرو موري امين عام الحزب الديمقراطي الليبرالي رئيسا جديدا للوزراء في اليابان خلفا لكيزو اوبوتشي الذي يصارع الموت حاليا في احد مستشفيات طوكيو ويتوقع المراقبون ان يكون موري محافظا اكثر من سلفه.
ويقول المحللون الاقتصاديون في طوكيو انه لن تطرأ تغيرات كبيرة على السياسات الاقتصادية في اليابان اذا ما تسلم موري رئاسة الوزراء لان موري يرأس فصيلا كبيرا حليفا لفصيل ابوتشي.
وقال اكيو يوشينو احد كبار الاقتصاديين في شركة اس جي يا مايشي المالية ان موري هو الشخص الذي لعب دورا رئيسيا في إيجاد التحالف بين الحزب الديمقراطي الليبرالي وحزب كوميتو الجديد الذي لا يحظى بشعبية العام الماضي.
وبالفعل فقد اكد تاكينوري كانزاكي زعيم حزب كوميتو الجديد الشريك في الائتلاف الحكومي انه مستعد للعمل مع موري اذا ما اصبح رئيسا للوزراء.
وقال كانزاكي للصحفيين في طوكيو انا وهو نعرف بعضنا بعضا جيدا فقد عملنا معا في الائتلاف سأكون سعيدا للتعاون معه.
ويرقد ابوتشي حاليا في وحدة العناية الفائقة ويتنفس بمساعدة جهاز تنفس صناعي ويعاني من غيبوبة بعد اصابته بجلطة في المخ منذ الاحد الماضي.
وقال الخبير الاقتصادي يوشينو ان موري تربطه علاقات قوية بمناصري الحزب الديمقراطي الليبرالي المحليين الذين يمتلكون معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة وعليه قال يوشينو انه من غير المرجح ان يتخذ موري خطوات لتحرير الاقتصاد الذي قد يضر بالشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقال يوشينو ان موري محافظ اكثر من ابوتشي ولن يقوم بأي تحرير للاقتصاد لانه لا يحب التغيرات الجذرية.
وتساءل المحللون السياسيون حول ما اذا كان موري قادرا على ان يشغل منصب رئيس الوزراء,, وقالوا انه ليس لديه صورة واضحة عما يريد ان يفعله كسياسي مضيفين انه لا يتمتع بشخصية قوية.
ولد موري في 14 تموز يوليو من عام 1937 لعائلة ثرية من ملاك المزارع من منطقة ايشيكاوا شمال غرب طوكيو,, وبعد ان تخرج في جامعة واسيدا في طوكيو بدأ مهنته كصحفي لدى صحيفة سانكي اليابانية المحافظة.
وانتخب موري عضوا في مجلس النواب للمرة الاولى عندما كان في الثانية والثلاثين من العمر,, وامسك موري بأول حقيبة وزارية عام 1983 عندما تم تعيينه وزيرا للثقافة وشغل منصب وزير التجارة والصناعة الدولية من عام 1992 الى عام 1993 في حكومة رئيس الوزراء كيشي ميازاوا.
وشغل منصب الامين العام للحزب الديمقراطي الليبرالي من عام 1993 وحتى عام 1995 كما عين امينا عاما للحزب عام 1998.
ويعتبر موري من المناصرين الاشداء لحكومة كوريا الجنوبية بصفته عضوا في رابطة البرلمانيين في اليابان وكوريا الجنوبية.
ويذكر ان موري واوبوتشي يعرف بعضهما بعضا منذ اواخر الخمسينات عندما كانا عضوين في ناد للنقاش في جامعة واسيدا.
وفي كانون الاول ديسمبر من عام 1998 اصبح موري رئيسا للفصيل الذي كان يقوده في السابق وزير المالية السابق هيروشي ميتسوزوكا.
ولم يتول اي من اعضاء الفصيل منصب رئاسة الحزب او رئاسة الوزراء في اليابان بعد الراحل تاكيو فوكودا الذي شغل المنصبين في الاعوام من 1976 وحتى 1978.
ويذكر ان موري متزوج من تشيكو وله منها ولد وبنت.
وابوتشي المتواضع حاز على الاحترام واثبت خطأ منتقديه.
واثبت كيزو اوبوتشي خطأ منتقديه الذين اعتقدوا انه لا يعدو ان يكون سياسيا من اتباع المدرسة القديمة يفتقر الى الالهام حينما اصبح في عام 1998 رئيسا لوزراءاليابان غير ان ابوتشي سرعان ما حاز على الاحترام للخطوات الجريئة التي اتخذها لاخراج اليابان من الكساد الاقتصادي الذي كانت تعاني منه العام الماضي.
وقد عرف عن ابوتشي زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي المتواضع خفيض الصوت انه شخص يمكن الاعتماد عليه ويؤثر التحرك بشكل هادىء خلف الكواليس بدلا من القيام بمناورات سياسية تجتذب الاضواء.
ويقول المسؤولون إن ابوتشي لايزال يعاني من غيبوبة ويعتمد على اجهزة التنفس الصناعية لابقائه على قيد الحياة عقب اصابته بجلطة في المخ.
وذات مرة اعترف ابوتشي (62 عاما) ان الكثيرين يرون انه يفتقر الى الجاذبية الشخصية وانه لا يعدو ان يكون شخصا عاديا غير ان السياسي الذي يجيد فن (الايكيدو) القتالي الياباني قال انه ايضا رجل يقوم بما ينبغي القيام به.
بدأ ابوتشي حياته السياسية بينما كان يحضر للدراسات العليا وهو في السادسة والعشرين من عمره واصبح اصغر سياسي يدخل البرلمان الياباني وشغل مقعد والده الراحل في المجلس التشريعي عن اقليم جوما شمال طوكيو ونجح في الحفاظ على ذلك المنصب منذ ذلك الحين.
وقد شغل ابوتشي اول منصب وزاري له في عام 1979 حين تولى منصب وزير التنمية في اوكيناوا كما شغل منصب سكرتير مجلس الوزراء بين عامي 1987 و1989 في ظل رئاسة نوبورو تاكيشيتا للوزراء وفي عام 1993 وقع عليه الاختيار لتولي منصب الامين العام للحزب.
واصبح ابوتشي وزيرا لخارجية اليابان في ظل رئاسة ريوتارو هاشيموتو للوزراء في عام 1997 واثناء شغله للمنصب تزعم ابوتشي حملة خاصة على الصعيد العالمي لحظر الالغام الارضية.
وحينما تزعم ابوتشي الحزب وتولى منصب رئاسة الوزراء في تموز يوليو عام 1998 اتهمه احد المعلقين بأنه يفتقر الى الحيوية تماما مثل البيتزا الباردة.
غير ان الاشهر التي تلت اظهرت قدرات اوبوتشي على الزعامة عندما طرح خطة ضخمة للانفاق ترمي الى تقوية الطلب واخراج الاقتصالد الياباني الذي يمثل محرك الاقتصاد الاسيوي من ركوده الاقتصادي الذي طال امده وسرعان ما تحول رأي الناس فيه واصبحوا يحترمونه ويشيرون اليه بالعم الطيب ابوتشي.
واثناء رئاسته للوزراء دفع ابوتشي ايضا بثقله لتمرير عدة قوانين مهمة من بينهما مشروع قانون تعزيز الروابط الامنية التي تربط اليابان بالولايات المتحدة ومشروع قانون للاعتراف رسميا بالعلم والنشيد القومي.
وبمهمة ونشاط دخل ابوتشي غمار معترك رئاسة الحزب في ايلول سبتمبر عام 1999 غير ان شعبيته بدأت في التراجع بسبب الخوف على الاقتصاد الياباني والذي يظهر الان بوادر انتعاش وان كان لايزال تكنيكيا في حالة كساد,ولكن رئيس الوزراء مني بانتكاسة اخرى الاسبوع الماضي حينما انسحب احد احزاب ثلاثة يتشكل منها الائتلاف الحاكم مما اضعف حكومته.
واثناء نهاية عطلة الاسبوع صرح مسؤولون ان ابوتشي دخل المستشفى بسبب معاناته من ضغط العمل الزائد غير انه سرعان ما تكشف ان ابوتشي اصيب بجلطة في المخ وانه في غيبوبة.
ويذكر ان ابوتشي يعاني من مشكلات في القلب منذ فترة طويلة وقد سبق ومرض في عام 1987.
وابوتشي معروف عنه تدينه إذ يبدأ يومه في العادة بالانحناء جهة الشرق امام منزله في طوكيو اجلالا للشمس وهو متزوج من تشيزوكو التي التقى بها ايام الدراسة بجامعة واسيدا بطوكيو ورزق منها بولد وابنتين.
رابطة الاسيان تفقد أبوتشي
وفقدت رابطة بلدان جنوب شرق آسيا (الاسيان) رئيس الوزراء الياباني كيزو اوبوتشي كصديق للرابطة وان بقت سياسة اليابان تجاه جنوب شرق آسيا على الارجح كما هي دون تغيير.
وقد اظهر سيل البرقيات المتمنية الشفاء لرئيس الوزراء الياباني السقيم الذي مازال في غيبوبة ان الرجل الذي اطلق عليه يوما لقب (البيتزا الباردة) لما يتسم به من اسلوب سياسي حريص ربطت بينه وبين بعض الشخصيات في منطقة شرق آسيا صداقة حميمة.
فقد وصف وزير الخارجية الفلبيني دومينجو سيازون ابوتشي بأنه صديق مخلص للفلبين مشيرا الى ان رئيس الوزراء ابوتشي البالغ من العمر 62 عاما كان الاكثر دعما بين زعماء اليابان لاستعادة اقتصادنا عافيته ولجهود التنمية التي نقوم بها.
وقال سيازون لقد لعب رئيس الوزراء ابوتشي دورا رئيسيا في جهود دعم شراكة اليابان مع الفلبين وباقي بلدان الاسيان وذلك بتمسكه بالتعاون السياسي والاقتصادي الاوثق بين بلدان شرق آسيا.
كما سارع ايضا رئيس الوزراء الماليزي محاضر محمد بوصف ابوتشي بالصديق.
وقال محاضر للصحفيين حينما طلب منه التعليق على وضع ابوتشي اننا نشعر بالاسى البالغ واضاف قائلا: اننا نعتبر ابوتشي صديقا مخلصا لقد ساعدنا كثيرا مشيرا الى العلاقات الثنائية والتجارية الوثيقة بين ماليزيا واليابان.
وقال كوبساك تشوتيكول المدير العام لقسم الشؤون الاقتصادية التابع لوزارة الخارجية التايلاندية بالتأكيد سنفتقد ابوتشي.
واضاف كوبساك قائلا: لقد كان في غاية النشاط فيما يتعلق بانخراطه في فكرة التعاون بين بلدان شرق آسيا وفي تعزيز العلاقات الثنائية مع تايلاند وقد كان الزعيم الوحيد من بين زعماء مجموعة السبعة الصناعية الكبرى الذي حضر مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية (الانكتاد).
وكان ابوتشي قد قام بجولة زار خلالها كلا من كمبوديا ولاوس وتايلاند في كانون ثاني يناير الماضي ثم عاد في شباط فبراير الى تايلاند لحضور المؤتمر العاشر للامم للنكتاد والذي استضافته بانكوك.
وقد قال رئيس الوزراء الياباني ان الداعي الرئيسي لتكرر زياراته للمنطقة يتمثل في الاحاطة بآراء القادة الآسيويين فيما يتعلق بالتجارة والمال حتى يمكن ان تعمل اليابان بمثابة متحدث اقليمي عن المنطقة في الاجتماع المقبل لمجموعة السبعة في اوكيناوا في تموز يوليو المقبل.
ويقول ستيفن ليونج المدير التنفيذي لمركز الدراسات اليابانية والذي يعد احد المراكز المحلية الهامة مع الاسف لن يتمكن ابوتشي من حضور اللقاء الذي بذل الكثير من الجهد لانجاحه.
واضاف ليونج قائلا: من منظور الاسيان فان اوبوتشي كرئيس للوزراء كان معنيا للغاية بدفع التعاون بين الاسيان واليابان لقد بادرت اليابان بمساعدة بلدان الاسيان التي تضررت من جراء الازمة الاقتصادية الاسيوية كما اطلعت اليابان على وجهات نظر الاسيان قبل انعقاد قمة مجموعة الثمانية الصناعية الكبرى ومن المتوقع ان يواصل من يخلف ابوتشي هذا النهج.
والمعروف ان رابطة الاسيان تضم كلا من بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار (بورما) والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.
وقال كوبساك المسؤول بوزارة الخارجية التايلاندية ان هناك قلقا من ان يفتقر خليفة ابوتشي الى عمق الفهم نفسه الذي كان يتمتع به ابوتشي فيما يختص بمشكلات ومخاوف المنطقة وهو الامر الذي قد يجعل اليابان اقل قدرة على التحدث نيابة عن المنطقة في اجتماع مجموعة السبعة المقبل غير ان غالبية المراقبين لا يعتقدون ان سياسة اليابان الخارجية تجاه المنطقة سوف تتغيير بشكل ملحوظ بعد ابوتشي ويذكر انه كثيرا ما يشار الى منطقة جنوب شرق آسيا على انها بمثابة ساحة اليابان الاقتصادية الخاصة.
ويقول رئيس الوزراء التايلاندي تشوان ليكباي حتى لو تغير رئيس وزراء اليابان فلن تتغير سياسة الحكومة (اليابانية) ازاء الاسيان اذ ستواصل اليابان وضع تلك المنطقة على رأس اولوياتها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاءات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

وطن ومواطن

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved