Friday 7th April,2000 G No.10053الطبعة الاولى الجمعة 2 ,محرم 1421 العدد 10053



الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة لـ الجزيرة
مجلسنا تنسيقي وليس مؤسسة تزاحم غيرها
للمملكة جهود خيرة يلمسها كل مسلم وخاصة في بلدان الأقليات

* حوار: سَلمان العُمري
* أكد معالي الأستاذ كامل الشريف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الذي يتخذ من القاهرة مقراً له، أكد على أن تعدد الجهات الإغاثية الإسلامية ظاهرة صحية، ولأن الشعوب المسلمة تحتاج إلى أمثال هذه المساعدات، خصوصاً وأنها تتعرض لحملات التبشير التي تستخدم الإغاثة الإنسانية سلاحاً لتغيير العقائد والأخلاق.
وقال في حوار مع الجزيرة إن مجال العمل في الأقليات الإسلامية، لا يزال يتطلب من الجميع جهوداً أكبر تتناسب مع أهمية هذه القضية.
وتناول الحديث مع الشريف إلى موضوع الدعوة الإسلامية، وحاجتها إلى علم وخبرة ومعرفة بلغات وعادات الشعوب الأخرى, كما تطرق إلى قضايا وموضوعات تتعلق بالعمل الإسلامي قاطبة والتنسيق فيه, وفيما يلي نص الحوار:
* مضى على انشاء المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة عشر سنين تقريباً، ما أبرز المنجزات التي حققها المجلس خلال مسيرته الماضية؟
يجب ألا ننسى أن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة هو مجلس تنسيقي بين المنظمات الأعضاء، وليس مؤسسة تزاحم غيرها في ميدان الأعمال الدعوية أو الخيرية، ولذلك يصعب على المجلس أن ينسب لنفسه أي مشاريع خيرية أو تنموية لأن الذي يقوم بالمشاريع فعلاً هي المنظمات الأعضاء، وإن كان المجلس موجودا في مراحل التنفيذ، سواء في المشاركة في وضع الخطط والمناهج، أو المتابعة في التنفيذ، فإذا وضع الإطار التنسيقي الذي يعمل فيه المجلس وفق نظامه وتقاليده، نستطيع القول أن المجلس كان حاضراً في أعمال المنظمات الأعضاء ومعلوم أن التنسيق في المجلس يتم في دائرتين الأولى هي اللجان المتخصصة التي تضم المنظمات المعنية بكل حقل من حقول النشاط، فهناك لجنة التعليم والدعوة ومقرها الأزهر الشريف، ولجنة المعلومات ومقرها رابطة العالم الإسلامي، ولجنة التمويل والاستثمار ومقرها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ولجنة الإعلام ومقرها مؤتمر العالم الإسلامي بكراتشي، ولجنة الشباب المسلم ومقرها الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ولجنة الأقليات الإسلامية ومقرها المجلس الإسلامي في لندن، ولجنة النشر ومقرها وزارة الاوقاف المصرية ولجنة الإغاثة الإسلامية العالمية، ولجنة حقوق الإنسان ومقرها المؤقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، واللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل ومقرها الأمانة العامة بالمجلس بالقاهرة.
أما الدائرة الثانية للتنسيق فهي الأمانة العامة للمجلس حين تصلها مشاريع المنظمات الأعضاء وترغب التنسيق مع غيرها فيها، وهذه الأنشطة تزداد باستمرار مما يوضح أهمية التنسيق بين المنظمات الإسلامية.
* نظم المجلس العديد من المؤتمرات والندوات العلمية، وخرجت عدة توصيات لهذه اللقاءات,, هل تعتقدون أنه قد تم تنفيذ شيء من تلك التوصيات؟
إن الندوات والمؤتمرات العلمية التي عقدت في نطاق المجلس تتم دائماً بالتنسيق بين المنظمات الأعضاء ويشارك فيها عادة منظمات عديدة، فإن اخذنا على سبيل المثال مشاركة لجنة المرأة المسلمة وهي احدى لجان المجلس في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون المرأة والذي نظمته الأمم المتحدة في بكين بالصين في عام مضى نجد أن منظمات ساهمت في النفقات كرابطة العالم الإسلامي، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، وساهم الأزهر الشريف بالنشرات والمطبوعات، وساهمت في النفقات كرابطة العالم الاسلامي، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، وساهم الأزهر الشريف بالنشرات والمطبوعات، وساهمت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وهيئة الأعمال الخيرية وغيرها بتذاكر السفر، وكانت الأمانة العامة للمجلس هي أداة التواصل والتنسيق بين هذه الجهود، وقد أدى هذا لوجود تمثيل نسائي إسلامي قوي يعمل في المؤتمر ويؤثر في مساره وقبل ذلك عشرات الندوات التي تمت عن قضية القدس بالتعاون مع المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس، وفي ندوات ومؤتمرات أخرى قامت بها الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض، وندوات قامت بها لجنة الأقليات الإسلامية.
فأسلوب المجلس في عقد الندوات والمؤتمرات هو التنسيق في هذه الأعمال التي لا يمكن أن تقوم بها منظمة واحدة، أما تنفيذ القرارات والتوصيات فتقوم به المنظمات الأعضاء أيضاً وفق إمكاناتها، وقدرتها المالية.
ودور الأمانة العامة للمجلس يبقى هو الحث، والمتابعة، ومراقبة مراحل التنفيذ، ونقل مراحل العمل إلى هيئة رئاسة المجلس التي تجتمع مرتين في السنة، وكذلك للهيئة التأسيسية السنوية التي توجه الأمانة العامة، وتوزع الأدوار بين المنظمات الاعضاء.
ومن المهم القول ان اجتماعات هيئة الرئاسة والهيئة التأسيسية قد نجحت في قضية هامة هي ايجاد نظرة موحدة للقضايا الإسلامية، وخطاب واحد في الحوار مع الآخرين، وتشجيع الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والاتصالات الودية مع المسؤولين، وهذه الأمور لم تكن موجودة بهذه الصورة قبل قيام المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.
* عرفنا أن أكثر من ستين منظمة اسلامية مشتركة في عضوية المجلس، ترى هل كان لاشتراك هذا العدد الكبير من المنظمات أثره في دعم مسيرة المجلس، وكيف؟
إن هدف المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة هو توحيد جهود المنظمات الإسلامية، كأسلوب لتوحيد الإرادة الإسلامية، وايجاد قنوات مشتركة تتفاعل فيها تلك الجهود، ولاشك أنه كلما زاد عدد المشاركين في هذا العمل كلما اقتربنا من توحيد العمل الإسلامي، ومنع الازدواجية، ومواجهة المشاكل بخطاب موحد وجهد موحد، ونكون قد حققنا الهدف المطلوب بصورة أحسن.
ولابد من القول أن هذا العمل ليس سهلاً كما أنه لا يقف عند حد، لأن ميدان العمل الإسلامي واسع للغاية، وهو يتسع باستمرار ويحتاج للمتابعة ومواكبة هذا التوسع.
ويعمل المجلس لتحقيق التنسيق والتعاون أمام خلفية صعبة ومعقدة بسبب الخلافات السياسية بين الدول الإسلامية، وتدخل السياسة أحياناً في عرقلة أعمال الدعوة وأعمال الإغاثة، ومع ذلك استطاع المجلس كسب ثقة الجميع، وأن يتغلب على الصعوبات وان يحقق قدراً من التنسيق لا بأس به، وأن يفتح المجالات والآفاق لمزيد من الأمل في التعاون مع الوقت.
* من أولى اهتمامات المجلس الدعوة من حيث العناية بها ونشرها في أصقاع المعمورة، كيف ترون واقع الدعوة في الوقت الحاضر؟ وماذا عن جهودكم تجاهها؟
الواقع ان نشر الدعوة الإسلامية من أهم ميادين العمل للمنظمات الأعضاء في المجلس، وهي تقوم به من زمن طويل، ويمثل ذلك في الأعداد الكبيرة من الدعاة الذين يعملون في الأقطار الإسلامية المختلفة، ويتبع ارسال الدعاة مهام أخرى تمارسها المنظمات الإسلامية، كطباعة المصاحف والكتب، وانشاء مراكز لتدريب الدعاة، لأن الدعوة ليست هواية فحسب أو عملاً عشوائياً، ولكنها أصبحت تخصصاً واسعاً، تحتاج إلى علم وخبرة ومعرفة بلغات وعادات الشعوب الأخرى، كما أن الدعاة المسلمين يتصلون بحضارات وأديان أخرى ومن واجبهم أن يكونوا على معرفة بالتعامل معها، وكل ذلك يوضح الآفاق الواسعة التي تعمل فيها المنظمات الأعضاء بالمجلس، ومهمتها في الأمانة العامة أن تنسق الجهود في كل هذه الميادين، فنحن نقترح مجالات معينة للدعوة على أساس ما يصلنا من معلومات في ميادين العمل، ونشجع قيام مراكز تدريب، وننسق في الإنتساب إليها، ومن ذلك يتضح ان مهمتنا التنسيقية تدخل في كل هذه المجالات.
وفي مجال الدعوة الإسلامية هناك تحديات كبيرة يلاحظها المجلس ويعمل على تفاديها، ومنها ظهور موجة العنف والتعصب في الدعوة مما يقيم جدارا من العداوة والتربص في داخل العالم الإسلامي وخارجه، ومنها أيضاً اسلوب العنف الذي يعطي مبررات للحركات المعادية للإسلام، ولذلك كان منهج الدعوة في المجلس والمنظمات المنتسبة إليه هو خدمة الإسلام بأخلاق الإسلام، بالبعد عن الغلو والتطرف، والانطلاق من ان المسلمين جميعاً حكاماً ومحكومين هم إخوة عليهم مسؤولية مشتركة في خدمة الإسلام، واشاعة الخلق القويم، بالحكمة والنموذج الطيب، وبذلك نجمع كلمة المسلمين، ونقدم الإسلام للعالم في صورته السليمة المشرقة.
* تتعدد الجهات الإسلامية التي تتولى الإغاثة، هل من ثمة تنسيق وتشاور معكم في المجال الإغاثي لتوحيد الجهود,, وما السبيل الأمثل لايجاد صيغة مشتركة للأعمال الاغاثية التي تخص المسلمين؟
ان تعدد الجهات الإغاثية الاسلامية ظاهرة صحية ولا شك لأن الشعوب الإسلامية تحتاج إلى أمثال هذه المساعدات، خصوصاً وأنها تتعرض لحملات التبشير التي تستخدم الإغاثة الإنسانية سلاحا لتغيير العقائد والاخلاق، ومهمة المجلس هي التنسيق في اعمال الإغاثة الاسلامية وهناك لجنة خاصة تسمى لجنة الإغاثة العامة ومقرها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، ويرأسها الأمين العام لهيئة الإغاثة، وهي تضم المنظمات الإسلامية المعنية بالإغاثة، وقد اجتمعت اللجنة عدة مرات، وفي كل مرة تحدد الجهات الإسلامية المحتاجة، وتوزع بينها الأدوار، وتتبادل المعلومات والاحصاءات، تهدف منع الإزدواجية، واقامة مؤسسات ادارية مشتركة حتى لا ينفق المال المحدود في مصاريف ادارية، وغير ذلك من الأعمال، ومهمة الأمانة العامة للمجلس أن تهيئ لهذه الاجتماعات، وأن تقدم ما لديها من معلومات واحصاءات، ثم تباشر بالتعاون مع رئاسة اللجنة في التنفيذ.
* تقوم المملكة العربية السعودية بجهود كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين بصفة عامة، والمجالس والمؤسسات الاسلامية على وجه الخصوص,, كيف تنظرون إلى تلك الجهود الخيرة التي تضطلع بها المملكة، وأثره على مسيرة المجلس وأعماله ومناشطه؟
لا شك ان المملكة العربية السعودية تقوم بجهود كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتدعم المؤسسات الإسلامية التي تعمل في هذه الميادين، وهذه الجهود يلمس آثارها كل مسلم في عدد المساجد والمراكز الإسلامية التي تتبناها المملكة في الخارج، وخصوصاً بين الأقليات الإسلامية، والمجلس يتعاون مع عدد كبير من المنظمات الرسمية والشعبية العاملة في المملكة العربية السعودية كوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، ورابطة العالم الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، ومؤسسة إقرأ، ومؤتمر العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومؤسسة الملك فيصل الخيرية وغيرها, وكل هذه المنظمات النشطة مدعومة من حكومة المملكة العربية السعودية ، ومن الشعب السعودي، ولا ننسى أيضاً مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم باللغات المختلفة والذي بات يوزع منه الملايين في جميع أنحاء العالم.
* أبناء الأقليات الإسلامية جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية,, هل من دراسات علمية اجريتموها لدراسة واقع الحال للأقليات المسلمة، وكيفية مساعدتهم ومساندتهم لفهم الدين الإسلامي الصحيح؟
قضية الأقليات الإسلامية من أهم القضايا التي يعنى بها المجلس، لأنهم يتعرضون لظروف صعبة يمكن أن تؤثر في انتمائهم الإسلامي، كما أنهم يشكلون أحد منافذ الدعوة الإسلامية في الغرب، ويوجد من لجان المجلس لجنة هامة معنية بالأقليات يرأسها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي باعتباره رئيساً للمجلس الإسلامي في لندن، ورئيساً لرابطة الجامعات الإسلامية، وهم أعضاء في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وتضم هذه اللجنة عدداً من المنظمات الأعضاء المعنية بالأقليات، وقد عقدت اللجنة عدة اجتماعات في لندن، وباريس، وعمان، وقد كان لي شرف حضورها، حيث شارك فيها منظمات إسلامية عاملة في أوروبا وأمريكا، ووقع فيها ما يقع في كل لجان المجلس من تبادل للمعلومات، ووضع خطط مشتركة يقوم كل عضو بدور معين، ومع هذا النشاط الطيب، إلا أن مجال العمل في الأقليات الإسلامية، لا يزال يتطلب من الجميع جهوداً أكبر تتناسب مع أهمية هذه القضية.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاءات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

وطن ومواطن

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved