Friday 7th April,2000 G No.10053الطبعة الاولى الجمعة 2 ,محرم 1421 العدد 10053



من هدي القرآن
وبالوالدين إحسانا
د, نبيل بن محمد آل إسماعيل *

لقد وضع ديننا الإسلامي الحنيف قواعدَ وأسساً قويةً تقوم عليها العلاقة بين الآباء والأبناء، ليعرف الآباء الواجب المفروض عليهم نحو أبنائهم، ويدرك الأبناء مايجب عليهم نحو آبائهم.
وبرّ الوالدين أمر مفروض على الأبناء تقرّر ذلك في قوله تعالى: وبالوالدين إحسانا وقوله: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير وقوله تعالى :ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرها وقوله صلى الله عليه وسلم ، وقد سئل اي الأعمال أفضل؟ فقال: الصلاة على وقتها،، ثم برّ الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم هل من والديك أحد حيّ،؟ قال نعم، بل كلاهما،قال فتبتغي الأجر من الله عز وجل؟ قال نعم: قال: فأرجع إلى والديك فأحسن صحبتهما , وقد جعل القرآن الكريم طاعة الوالدين بعد طاعة الله لما لهما من فضل عظيم، وعطاء عميم فقال جل شأنه: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً وحث الإسلام على بر الوالدين بعد وفاتهما، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل بقي علىّ شيء من برّ ابويّ بعد موتهما ابرهما به؟ قال نعم: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لاتوصل إلا بهما .
وحذر الإسلام من عقوق الوالدين وجعله من أكبر الكبائر، وعجّل بعقوبته في الدنيا قبل الآخرة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الذنوب يؤخّر الله منها ماشاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجّل لصاحبه في الحياة قبل الممات .
وإذا كان هذا واجب الآباء على الأبناء، فإن واجب الأبناء على الآباء مُقرّرٌ في مثل قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم برَّ ولدَك وانطلاقا من هذا :فإن للأولاد على آبائهم حقوقا ينبغي مراعاتها، وسوف يسألون عنها يوم القيامة، وأول هذه الحقوق: أن يختار الأب لابنه الأم الصالحة التي تنجبه وتؤدبه, يقول صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لأربع، لمالها وحسبها وجمالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك .
ومن حق الولد على ابيه ان يعلمه الاخلاق الإسلامية برفق ولين، فإن الرفق لايكون في شيء إلّا زانه، يقول صلى الله عليه وسلم رحم الله رجلا أعان ولده على برّه
ومن حق الأولاد على أبيهم أن يعدل بينهم في العطاء يقول صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ومن حق الأولاد على أبيهم أن يطعمهم الحلال، يقول صلى الله عليه وسلم من طلب الدنيا حلالا وتعففا عن المسألة، وتعطفا على جاره، وسعيا على عياله، لقى الله ووجهة كالقمر ليلة البدر فاتقو الله في أولادكم إنهم أمانة في رقابكم وإن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيّع، يقول صلى الله عليه وسلم الزموا اولادكم واحسنوا أدبهم ؟
*وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاءات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

وطن ومواطن

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved