Friday 7th April,2000 G No.10053الطبعة الاولى الجمعة 2 ,محرم 1421 العدد 10053



رأي الجزيرة
دوافع التهديد الإسرائيلي بشن الحرب على لبنان

هدد نائب وزير الدفاع الإسرائيلي افراييم سنيه لبنان بالحرب إذا واصل رفضه لخطة حكومة باراك الرامية إلى تنفيذ انسحاب أحادي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان!
ويبدو التهديد كما لو كان ردا مباشرا على الرئيس اللبناني أميل لحود الذي وجه مذكرة رسمية للأمين العام للأمم المتحدة تضمنت مجموعة من الأسئلة ,!
وفي تقديرنا ان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي قد أثاره -لإطلاق تهديده لبنان بحرب في الحدود الشمالية إلى جانب مذكرة الرئيس لحود- إدراك لبنان وسوريا ل الفخ الذي نصبته لهما حكومة إسرائيل بصيغة الانسحاب الأحادي من جنوب لبنان في موعد أقصاه يوليو القادم إذا تعذر إبرام اتفاق مع لبنان وسوريا يتم الانسحاب بموجبه!
والفخ الإسرائيلي المنصوب للبنان وسوريا هدفه تفجير الأوضاع في الجنوب اللبناني وربما في الجولان أيضا، عسكريا بما تبرر به إسرائيل شن حرب في الجهتين اللبنانية والسورية انتقاما ولتحقيق نصر سريع وكاسح تفرض بعده شروطها للتطبيع والأمن قبل الانسحاب من الجنوب ومن الجولان فإسرائيل لا تريد الانسحاب من لبنان أو الجولان إلا مضطرة وبالثمن الذي تطلبه من لبنان وسوريا فضلا على مبلغ السبعة عشر مليار دولار الذي طلبته من الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الراعية الأولى لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وكل هذه المماحكات إن دلت على شيء فإنما تدل على أن شعورا عميقا وقويا قد ملأ قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين بالتورط في عملية السلام التي قبلوا بالدخول فيها عقب مؤتمر مدريد في أكتوبر/1991م.
فإسرائيل لا تؤمن بالسلام العادل والشامل لأنه ضد عقيدتها الصهيونية التي رسمت لقادتها مشروع إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات,, والبديل لهذا المشروع هو تأمين السيطرة الكاملة على موارد المياه العربية، وتكريس البقاء في الأراضي المحتلة عام 1997م، والتزام سياسة التوسع في الأراضي العربية عن طريق القوة العسكرية كلما دعت حاجة إسرائيل لذلك!
وتحت ضغط ذلك الشعور بالتورط في عملية السلام صدر ذلك التهديد بالحرب من نائب وزير الدفاع الإسرائيلي الذي عبر أيضا بهذا التهديد عن رفض أغلبية الإسرائيليين للانسحاب من جنوب لبنان ومن هضبة الجولان السورية,, كما عبر للمرة الثالثة عن دعم إسرائيل للمئات من المتطوعين في صفوف ميليشيا ما يسمى جيش لبنان الجنوبي العميلة لإسرائيل، والذين لم تحدد هويتهم وهل هم من اللبنانيين فقط أم من اللبنانيين والإسرائيليين.
المعروف ان فتح باب التطوع في الميليشيا العميلة جاء بعد تصريحات زعيم هذه الميليشيا لحد الذي قال: إنه وميليشياته باقون في جنوب لبنان سواء انسحبت قوات اسرائيل انسحاباً أحاديا أو بموجب اتفاق، لأنه حداد وميليشياته لا يريدون ان يحل حزب الله محلهم في الجنوب!!
وهذه إرادة إسرائيلية أكثر منها إرادة زعيم الميليشيا العميلة الذي يفضل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان حتى لو تسلم جيش لبنان المسؤولية الأمنية في الحدود مع إسرائيل وليس حزب الله.
المعروف أن بقاء الميليشيا العميلة في نفس مواقعها بجنوب لبنان يعني بالضرورة أن سيادة لبنان الوطنية ما تزال ناقصة، لأن هذه الميليشيا تمثل إسرائيل وسياساتها في جنوب لبنان أكثر مما تمثل الوطنية اللبنانية، كما أن هذه الميليشيا العميلة وزعيمها أنطوان لحد معرضون للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى في حالة انسحاب قوات الاحتلال وتسلم الجيش اللبناني للمسؤولية السياسية والأمنية هناك.
وجريا وراء إيجاد الحلول التي تناسب إسرائيل لهذه المشكلات من التهديد بالحرب.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاءات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

وطن ومواطن

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved