Friday 7th April,2000 G No.10053الطبعة الاولى الجمعة 2 ,محرم 1421 العدد 10053



الذكرى العطرة للهجرة النبوية

في كل عام تمر بنا هذه الذكرى الجميلة التي غيرت وجه التاريخ فانتشر النور بعد الظلام والأمن بعد الخوف وساد العدل بعد ان استشرى الطغيان انها ذكرى الهجرة النبوية الشريفة, كيف لا نذكرها وكيف لا نتكلم عنها او حتى اقل القليل شعورنا نحو صاحبها عليه افضل الصلاة وأتم التسليم فعلي أحظى بحبه صلى الله عليه وسلم ونقول مع من قال فيهم المرء مع من احب حينما سأله ذلك الصحابي رضي الله تعالى عنه عن الساعة فقال صلى الله عليه وسلم: ما أعددت لها؟ فأجابه ذلك الصحابي انني لم أعد لها كثيرا من الصلاة والصيام وإنما أعددت لها حب الله وحب رسوله فقال عليه الصلاة والسلام: المرء مع من أحب ذلك الحب نتعلمه من الصديق رضي الله تعالى عنه من خلال الحديث عن الهجرة فقد قدم كل شيء حباً لله ولرسوله آثر حب محمد صلى الله عليه وسلم على أهله وآثر حب محمد صلى الله عليه وسلم على نفسه كل ذلك من أحداث الهجرة النبوية فلنمض مع تلك اللحظات سوياً تقول عائشة رضي الله عنها: جاء الرسول صلى الله عليه وسلم في وقت لم يكن فيه يأتي إلى أبي بكر فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أخرج لي من عندك في البيت فقال أبوبكر: بأبي وأمي يا رسول الله انما هم أهلك فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ان الله أذن لي بالهجرة فبكى أبو بكر فقال الصحبة الصحبة يا رسول الله فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ, تقول اسماء رضي الله تعالى عنها: لما هاجر أبو بكر مع الرسول صلى الله عليه وسلم: أخذ جميع ماله استعداداً لهذه الرحلة فلما جاء جدى أبو قحافة وقد ذهب بصره قال: لقد فجعكم هذا بنفسه وبماله يعني أبا بكر, تقول أسماء: فأتيت بأحجار ووضعتها في زاوية البيت ووضعت عليها ثيابا وقلت والله لقد ترك لنا خيراً كثيراً ووالله ما ترك لنا شيئا ولكني أردت أن أسكت الشيخ بذلك, هذا الحدث لحب أبي بكر فلقد آثر الاتفاق وحب رسول الله على أهل بيته وعياله وكيف نرى اهل بيته على هذا الحب.
حينما اتجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غار ثور وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار يقول أبو بكر للرسول دعني أتفقد المكان فدخل أبوبكر وأعد المكان للرسول وسد كل الفتحات الا فتحة واحدة وقال للرسول صلى الله عليه وسلم نم وأنا أحرس لك الغار وجعل ابوبكر من حجره وسادة للرسول صلى الله عليه وسلم وأثناء استغراق رسول الله في النوم يلدغ أبوبكر من ذلك الجحر فلا يتحرك ويعبر عن اللدغ ولكن لشدة الالم تسقط دمعة أبي بكر على وجه الرسول فيستيقظ الرسول فزعاً ويسأل أبابكر عما به فيقول أبوبكر: لدغت يا رسول الله فيتفل الرسول على ذلك الجرح فيبرأ منه, تلك هي المحبة التي جعلت أبابكر يتحمل ذلك الألم حتى لا يزعج رسول الله حتى يأخذ قسطاً من الراحة فهنيئاً لتلك الدمعة التي سقطت حباً لرسول الله.
وفي أثناء الهجرة وتلك الرحلة الشاقة يتحرك أبو بكر مرة أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ومرة خلفه فيقول له الرسول ما بك يا أبا بكر فيقول: يارسول الله اني أذكر الطلب يعني قريشاً من الامام فآتي أمامك وأذكر الطلب أي طلب قريش للرسول صلى الله عليه وسلم من الخلف فآتي من خلفك حتى أكون أنا أول من يفتديك بنفسه, بأبي أنت وأمي يا أبابكر, أي حب هذا جعلك تتحرك بين يدي رسول الله خوفاً فتحميه من اذى قريش من أن تناله ايدي البطش منهم, وأثناء الطريق وفي هذه الرحلة المضنية يصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فيهيىء له ابوبكر مكاناً تحت صخرة يستظل ويذهب ابوبكر عله يجد راعياً فيحلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيجد راعيا ويسأله هل عندك من لبن في هذه الشياه فيقول الراعي: نعم فيحلب أبوبكر ويذهب بذلك الشراب السائغ ويقدمه للرسول صلى الله عليه وسلم حتى رضي بأن الرسول قد ارتوى فيشرب أبوبكر ذلك, أي ادب وأي حب واحترام.
في هذه الرحلة الميمونة التي تنطلق بركب النبوة وأثناء الطريق يمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبوبكر بقبائل يعرفون أبابكر بحكم تجارته ويسألونه عمن معه وخوفا من أبي بكر على صاحب الرسالة من أن يناله اذى هؤلاء الذين لا يعرفون مكانة الرسول يجيبهم أبوبكر بقوله: هاد يهديني إلى الطريق, فالله أكبر يا أبا بكر صدقت فانما هو هاد يهديك إلى صراط الله المستقيم, لقد صدقت وأجدت في الاجابة دونما كذب أو افتراء,هذه بعض النفحات المضيئة علمنا من خلالها كيف يكون الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدتك نفسي ومالي وأهلي وولدي علمتنا كيف تكون التضحية بالمال والنفس والأهل والولد رخيصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ذلك الحب الذي ملأ عليك كيانك ووجدانك فقدمت نفسك ومالك فداء وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم,أفديك بنفسي يا أبا بكر وبأهلي وولدي حيث علمتنا كيف يكون حب رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلتنا ونحن نحتفل بهذه الذكرى نحتفل بتجديد الحب في قلوبنا لرسول الله كما احببته ويا ليتنا نصل إلى ما ارتقيت إليه.
جددت في قلوبنا ذلك الحب مع مطلع كل عام جعلته يملأ كياننا ووجداننا فأصبح القلب ينعم بتلك الهبة العظيمة والعطية الكبيرة,علمت أبناءنا من خلال قصة الهجرة يا أبا بكر كيف يكون الحب لرسول الله وغرست في قلوبهم شجرة ذلك الحب العظيم التي تنمو بذكرى الهجرة العطرة الطيبة,ان الاجيال ستذكر لك هذا الحب العظيم كيف يكون الحب لرسول الله أدعى، كلما مروا بأحداث الهجرة الشريفة, مثلما ظل هذا الحب مسيطراً على مكة وجبل ثور وواحات المدينة, قال: فاللهم إنا نشهدك أننا نحبك ونحب نبيك ونحب صاحب نبيك أبا بكر الصديق اللهم فبمنّ وفضل منك اجعلنا من أولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
مالك ناصر درار

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاءات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

وطن ومواطن

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved