Friday 7th April,2000 G No.10053الطبعة الاولى الجمعة 2 ,محرم 1421 العدد 10053



شرفات رصدت مشاعر أساتذتها وطلابها
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة عام 2000م

* استطلاع/ جوهر محمد الرضيان
الرياض عاصمة للثقافة العربية,, ومشاعر ساخنة تعتمل في نفوس اساتذة وطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتعبير عن حقيقة هذه البلاد الطاهرة,, فجامعة الإمام وهي في مقامها العلمي ومركزها الثقافي تحرص على ان تبرز الوجه الإسلامي الحقيقي المشرق لهذه البلاد الطاهرة وتنوه عن ضرورة الثقافة الإسلامية والنهوض الحضاري العربي وكشف الغشاوة عن اجوائها لكي تعبر عن وهج الثقافة وأصالتها في المجتمع السعودي.
وبهذه المناسبة فإن الاصوات العربية وغيرها تتنافس مع بعضها داخل الجامعات وخارجها فرحا عمّ وساد مملكتنا الغالية من مناسبات جليلة في عام واحد, مناسبة وطنية تاريخية ومناسبة عربية ثقافية وكلا هذين المؤشرين العميقين دلالة على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الاصيلة.
واستجابة لهذه المناسبة وامتثالا لقيادتنا الرشيدة ومؤازرة لعاصمة مملكتنا النبيلة فإن نخبة من اساتذة جامعة الإمام محمد بن سعود وطلابها يظهرون على الساحة الإعلامية لإبراز ما تختزنه منارة العلم من فعاليات وابداعيات وخصوصيات حضارية وعربية.
* الاستاذ المشارك في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي الدكتور حمد بن سعد الدبل,, سألناه: للأدب آثاره التأصيلية في الشعوب الإسلامية فهل تعتقد ان لعاصمة الثقافة اثر في ساحة الأدباء والشعراء والنقاد؟
فقال: الحمد لله القائل: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وبعد فإن المملكة العربية السعودية الضاربة في اعماق الجزيرة العربية منهجها واحد وحكمها واحد لا يتغير ولا يتبدل منذ عهد النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه اجمعين الى العهود التي مرت بها على يد كل إمام وخليفة ومؤسس الى ان اعاد هذا الكيان مؤسس حكم الجزيرة العربية الإمام الراحل جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ذلك الرجل الذي أصّل كل القيم التي كانت تحكم بها هذه الدولة العريقة, فالمنهج الإسلامي واحد لا يتغير ومن ضمن هذا المنهج الأدب بشتى ألوانه وصوره، والأدب الاسلامي واحد من هذه الالوان له الأثر الكبير في تأصيل الثقافة الإسلامية والعربية والرياض العاصمة المدينة الكبرى المرتاد الاول لهذا الحكم الرشيد لم تزل تخدم التأصيل العربي والإسلامي في جميع القيم والمقدرات او تعمم هذه الخدمة في الداخل وتصدرها الى الخارج عبر الكلمة النافعة والرأي الصائب وذلك لرأب صدع الامة وجمع شتاتها وتوحيدها تحت كلمة لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، وقد كان لازما في حق هذه العاصمة وقدرات القائمين على رسالتها ما استطاعوا كان لازما في حق الجميع ان يؤصلوا لمفهوم الثقافة عامة وخاصة وقد فعلوا فإنك لا ترى نشاطا ادبيا في مؤسساتها العلمية وفي جميع المؤسسات العلمية الاخرى خارج الحدود الا ولهذا التأصيل كيانه وركنه الضارب في الاعماق نسأل الله تبارك وتعالى ان يجمع الامة الإسلامية والعربية على الخير وان يجعل في جهود المسؤولين والقائمين على رسالة هذه البلاد الخير والسداد وبالله التوفيق.
* كما اجاب سعادة الدكتور سليمان بن عبدالعزيز المنصور على نفس السؤال قائلا: في بادئ الامر اود ان اهنىء امير عاصمة الثقافة الرياض صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز على هذا الاختيار المبني على الوعي بالدور الفاعل الذي تقوم به هذه العاصمة الرائعة كما اهنىء كل مواطن سعودي على هذا المجد الذي يضاف الى امجاد المواطن السعودي في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ولعل من جميل المناسبة ان يتوافق هذا العرس الثقافي مع المناسبة العزيزة على قلوبنا ألا وهي مناسبة المئوية مما يؤكد اننا نسير بخطى ثابتة وواثقة في طريق العلم والثقافة.
ومما لاشك فيه ان تطور المكان يتم عن تطور اهله فالرياض عروس المدائن ألا تستحق ان تكون فاتنة الشعراء وهاجس المثقفين كما كانت نجد معشوقة الشاعر الاسمر رغم حرارة شمسها ولفح هجيرها وشح امطارها وصعوبة العيش فيها؟ فالرياض اليوم ليست كالأمس فعلى الشعراء ان يلتفوا اليها فهم مقصرون تجاهها رغم ما سطروه من حب وعشق فهل من مزيد؟ فإنها تستحق المزيد.
ولي طلب آمل ان ينال القبول من مؤسساتنا الثقافية وهذا الطلب هو ان تحاول ايقاظ اولئك الشعراء من سباتهم كي ينفضوا عنهم غبار الكسل ويخلعوا عباءة التقصير فنحن نريد ان نثبت للعالم ان عاصمة الثقافة قد انجبت كبار المثقفين.
د, عبدالرحمن بن علي السنيدي قسم التاريخ
* عاصمة الثقافة العربية الرياض مؤهلة لحمل رسالة الثقافة فما قولكم في ذلك.
ان اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لم يأت من فراغ بل نشأ نتيجة لما تتمتع به الرياض من نهضة علمية وثقافية في ظل حكومتنا الرشيدة وهي نهضة لفتت الانظار اليها والأمل ان يبذل المثقفون السعوديون جهودا تواكب هذا الحدث واذا كان لي من اقتراح فهو ان يحدث تنسيق بين الجهات المهتمة بالثقافة لإعطاء هذا الحدث ما يستحقه من اهتمام.
فالرياض مؤهلة لحمل رسالة الثقافة العربية الإسلامية وابراز ما فيها من معاني انسانية وروحية وما تحويه تلك الثقافة من نداء للعالم بالاهتداء بهدي الله القويم.
د, عبدالله بن ناصر الحمود قسم الإعلام
* لقد اختيرت الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000، فهل تعتقد ان للتنمية الشاملة للمملكة العربية السعودية دورا في اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية؟
أود في البداية التأكيد على ان مفهوم الثقافة الذي انطلق منه هنا هو المفهوم الشامل الذي وضعه وليام جيمس وعبر فيه عن ان الثقافة تعني نمط الحياة بكل ابعادها، تبعا لهذا المفهوم تستحق الرياض ان تكون عاصمة للثقافة للعام 2000 وهذه الأهلية لم تكن وليدة الصدفة فاضافة للإجراءات التنظيمية المرتبطة باختيار الرياض للعام 2000 هناك العديد من العوامل الموضوعية التي تستحق الذكر بهذه المناسبة.
يُعد مصطلح الثقافة من المصطلحات المهمة التي عنيت بها معظم القطاعات الحكومية والخاصة في المملكة العربية السعودية وترتبط اهمية هذا المصطلح بأهمية اطاره الاجتماعي في العالم المعاصر المتجه نحو العولمة الثقافية, فالبقاء الثقافي في عصر العولمة للأقويا ثقافيا وبذلك ستسود الثقافات القوية وتضمحل وتتلاشى الكيانات الثقافية الصغيرة على المدى البعيد نسبيا, وايمانا بهذه الحقيقة العلمية كان الاهتمام بالبعد الثقافي للمواطن السعودي محل اهتمام المعنيين بالأمر منذ نشأة الدولة السعودية الحديثة فعصر العولمة الحاضر ليس مفاجأة بالنسبة لواضعي خطط التنمية في المملكة العربية السعودية, لقد جاءت برامج التنمية الشاملة التي تنفذها الوزارات والمؤسسات والشركات هادفة في المقام الاول الى بناء الكيان الثقافي الشامل للإنسان المعاصر بناء متسقا مع مخزونه الحضاري الممتد عبر التاريخ المجيد للامة الإسلامية, وتأسيسا على هذا المنطلق حرصت الحكومة الرشيدة على تسخير عملية التنمية في اطارها الشامل لتحقيق هذا الهدف النبيل منذ سبعينات القرن العشرين, فالمتأمل في اتجاهات الخطط التنموية الست الماضية يدرك ان بناء الكيان الثقافي المستقيم في هذا البلد الكريم كان هاجس القائمين على عملية التخطيط التنموي في المجتمع، فالخطة الخمسية الاولى ركزت على البنية التحتية للمجتمع، ثم توالت الخطط بعدها لتعنى بالتعليم، فالصحة، فالتمدين، فالصناعة، فالزراعة، وفي الخطة التنموية الحالية يبدو الاهتمام بتأهيل المواطن السعودي ليكون قادرا الى ادارة شؤون مجتمعه بنفسه من خلال برامج السعودة والخصخصة ومن فضل الله تعالى ان توالت مشروعات التنمية الشاملة في هذا البلد الكريم في اطار من الامن والامان قل ان يتوفر في كثير من دول العالم, لقد تقدمت الخريطة الثقافية للمجتمع السعودي تقدما مشهودا في جميع المجالات، ولا يسمح المقام هنا لعرض مفصل عن كل مجال، لكنني اذكر اجمالا انه في ميدان التعليم انتقل المجتمع من مرحلة الكتاتيب الى الانخراط في الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة المتطورة وفي مجال الزراعة استطاع المزارعون توظيف افضل التقنيات العالمية في رعاية المحاصيل الملائمة للمنطقة، وفي مجال الصناعة تعددت المصانع بالآلاف حتى تحققت نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي في كثير من الصناعات الخفيفة والثقيلة وفي مجال الصحة انشئت مستشفيات حكومية وخاصة تنافس اعرق المستشفيات حول العالم، وكذلك طالت يد البناء مجالات اخرى يصعب حصرها من اهمها البناء والتعمير، والاتصالات والمواصلات والبنى التحتية الاخرى، كما شملت التنمية البعد العاطفي للإنسان من خلال ربطه بموروثه الثقافي عن طريق المهرجان السنوي للتراث والثقافة وغيره من المناسبات الوطنية المتخصصة, وخلاصة القول ان المشروعات التنموية التي تم تنفيذها خلال النصف الاخير من القرن العشرين تعد شاهدا على ان الرياض بجامعتيها العريقتين وبكلياتها ومدارسها العلمية المتخصصة وبمعاهدها وبمؤسساتها وبشركاتها وبفعالياتها وبأهلها تستحق ان تحتفل هذا العام باختيارها عاصمة للثقافة.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاءات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

تحقيقات

وطن ومواطن

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved