بالأمس اهتمت صحافتنا مع الأسف بالعام 2000,, وفردت له الصفحات,, وأحس الواحد منا بأن الناس قد خلعوا ربقة الانتماء السليم,, واتبعوا من عارضهم في دينهم,, ومن يود لو تركوا هذا الدين حسداً من عند أنفسهم,, واستمرأنا هذه التبعية في كثير من مظاهر حياتنا,, ولذلك أحببت أن أبدأ بالتركيز على عامنا الهجري,, هجرة المسلمين من بلد حارب أهله نبيهم,, ودينه القويم الذي أمره الله بنشره,, إلى بلد الأمن والايمان والتضحية,, فكان العام الهجري أولى الأعوام اتباعا واستعمالا في الافعال والأقوال,, وقد حز في كثير من النفوس الغيورة أن يركز الكثيرون مع الاسف على العام 2000 ويروه عنوانا لحركة الحياة اليومية,, وعنوانا للمعاملات,, وعنوانا للقاءات,, والترتيبات التجارية ولقد كتب الغيورون عن هذه النزعة الطارئة,, واعتبروها غفلة من الغفلات التي يقع فيها كثير من المسلمين,, ويدخلها عليهم اعداؤهم سواء بنية حسنة او بغيرها,, ورأى أهل العلم والمعرفة ان اهمال التاريخ الهجري هو فصل بين الأمة وتاريخها,, وهذه حقيقة يجب ألا تغرب عن الذهن الاسلامي الواعي,, فنحن كمسلمين تاريخنا المجيد من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وحتى حاضرنا الذي نعيشه نرتبط في احداث تاريخنا بالتاريخ الهجري,, وكتب التاريخ تشير إلى ذلك وتثبته وتحرص على اتباعه,, لذلك وجب ان نهتم بالعام الجديد 1421ه,, ونتذكر ما جرى في العام 1420ه,, ونراجع أنفسنا,, وكيف حاول اعداؤنا هزنا في اقتصادنا لكن وقفة المملكة العربية السعودية امام محاولة غزونا في اقتصادنا لان لتلك الوقفة تأثيرها القوي وتحديد الرغبات الطارئة والتي يحاول املاءها الغرب فكانت نظرة المملكة فيها النفع لمنظمة أوبك وأصدقائها من المنتجين بحيث يحفظ البترول تأثيره في السوق فلا يضر المنتج ولا يضر المستهلك واستطاعت المملكة العربية السعودية ان تضع حداً متوازنا للانتاج والسعر في حالتيه,, العالية والمنخفضة,, وفي العام 1420ه فقدنا من العلماء الكثيرين ولعلنا ان نعتبر ونرجع بصدق إلى اصولنا السليمة وعقيدتنا العظيمة فلا نجرحها بالتراخي ولا نهمل أوامر الله, لان فقدان العالم فقدان للعلم وفقدان العلم ضياع للأمة.
وفي العام 1421ه نأمل ان يتحقق الخير الكثير للأمة الاسلامية,, وللأمم الاخرى وان نحاسب انفسنا على ما فرطنا في العام الماضي,, وان نفتش في دواخلنا عن الاسباب لقلة الامطار, فنحن امة مسلمة نخضع للتعامل الإلهي,, نحن أمة ينفعنا الشكر ويضرنا الجحود ويحرمنا الذنب من خير كثير وينفعنا عمل الخير,, ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض,, نأمل ان نعرف قيمة تاريخنا الهجري وكيف انه يربط بيننا وبين تاريخنا المجيد.
|