الوجه

إن أقل المجالات إثارة للجدل في الاتصال غير الكلامي هي تعبيرات الوجه، حيث انها أكثر التعبيرات الإيمائية سهولة في الملاحظة فنحن نركز نظرنا على الوجه أكثر من أي جزء آخر في الجسد، وللتعبيرات التي تظهر على الوجه معان غالباً ما يفهمها الناس.
* كتبت في مجلة عربية هذه الفقرات عن طفلة بوسنية,, طفلة في العاشرة,, جميلة كما تكون الفتيات في عمرها، تشبه أي طفلة عفريتة، تأكل بمرح، تلعب بشهية وتضحك بصخب، ولكن عينيها لا تلعبان ولا تضحكان، عيناها تستريحان، كأن عينيها جزء آخر من جسدها، وظيفتهما المراقبة والحذر، تستقبلان كل شيء ولا تعطيان شيئاً، كأنهما مغلقتان وهما مفتوحتان,, عيناها مثل مرآة قديمة، منذ زمن طويل لم تعد تعكس أي صورة,, نعم يا صديقي، عيناها حجرتان صامتتان تسكن فيهما أول صورة بشعة، صورة الموت والظلام .
* قال سائق تاكسي:
لاحظت من خبرتي أن أعين البشر تتحدث تماماً كما تتحدث ألسنتهم,, إلا أن لغة العيون تتميز بانها لا تحتاج إلى معجم لتفسيرها، فإن العالم كله يفهمها .
* قال مفاوض:
خلال التفاوض في عمل ما يمكن للمرء أن يلاحظ الكثير من تعبيرات الوجه: فيمكننا أن نلاحظ المفاوض العدائي، الذي يرى عملية التفاوض كحلبة يجب أن ينتصر فيها أو يموت وهو ينظر لك وعيناه مفتوحتان تماماً وشفتاه مطبقتان، وزوايا حاجبيه مقطبة، حتى أنه يتكلم أحياناً من بين أسنانه دون تحريك شفتيه كثيراً.
* في مقالة نشرتها مجلة للتسويق تحت عنوان كيف يمكن لمسؤولي المبيعات ان يعرفوا ما يفكر به الزبون حقاً؟ ذكر الكاتب إذا كانت عينا زبون ما تتطلعان إلى الأسفل، ووجهه ملتفت بعيداً فهذا يعني انه لا يعيرك اهتماماً، أما اذا كان فمه مسترخياً ، دون وجود الابتسامة الآلية، والذقن بارزة إلى الأمام، فمن المتوقع ان يهتم بما تقول، وإذا ركز عينيه في عينيك لعدة ثوان في كل نظرة، مع وجود ابتسامة خفيفة من طرف واحد من الفم، تمتد إلى مستوى الأنف، فإن هذا يعني انه يفكر ملياً في عرضك، واذا حرك رأسه إلى نفس مستوى رأسك وابتسم باسترخاء، وبدا متحمساً فان البيع قد تم .