Saturday 8th April,2000 G No.10054الطبعة الاولى السبت 3 ,محرم 1421 العدد 10054



تطابق الثقافات مع السياسات في اختيار الرياض عاصمةً لثقافة العرب
د, حمد بن خالد الخالدي *

في اختيار الرياض عاصمة ثقافية للعرب عام 2000 ينبغي ألا ننسى دور الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في هذا الاختيار الموفق على المستوى العربي، فالمتتبع لجذور وأصول وسياسات الثقافتين العربية والاسلامية يلمس بوضوح جهود الملك عبدالعزيز في تأسيس وإرساء اصول هاتين الثقافتين والقواعد العامة التي سارت عليها حتى الآن.
فاذا كان الاسلام عقيدة وشريعة ومعاملات هو احد الثوابت والاستراتيجيات التي لا تقبل التعديل ولا التبديل في ثقافة المملكة العربية السعودية وإعلامها، فان هذا الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالى الى الملك المؤسس لهذه الدولة، بل إن المؤرخين اكدوا على ان الاسلام ايضا كان احد الثوابت التي انطلقت منها الدولة السعودية الاولى بتحالفها وتأييدها ودعمها لحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ولعل تتويج الرياض عاصمة ثقافية يأخذ في اعتباره سياسة المملكة الثقافية في حوارها مع الآخرين.
فقد اتخذت المملكة الحوار الهادىء الرزين والكلمة الطيبة الصادقة اسلوبا في تعاملها وحوارها مع الآخرين اياً كانوا عربا أو اجانب، والذي انعكس على الدور الاعلامي للمملكة بالالتزام وعدم مخالفة ما يمس الكرامة الانسانية او اشاعة الفتن مهتدية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
وباعتقادي ان اهم ما يميز المملكة في تكريمها باختيار عاصمتها السياسية عاصمة ثقافية للعرب هو قيامها على الشريعة الاسلامية ودعمها للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها ومحافظتها على التراث العربي والاسلامي مع المام مستنير بأساليب العصر وتكنولوجيا الاتصال والتعليم والادارة والثقافة.
فجاءت الثقافة عند المملكة العربية السعودية أداة للوعي والتوجيه والارشاد، ووسيلة قوية من وسائل تكوين الرأي العام وتوجيهه نحو ما ينفعه وينفع صالح العرب والمسلمين، بل وإقناعه بالاصلاحات وتطورات المجتمع الدولي التي تصب في صالح المنطقة العربية والاسلامية كلها.
وفي الوقت الذي اعتلت فيه الفنون والرياضة والترفيه على العلوم والآداب في بعض البلدان العربية التي تعاني من هذه المفارقة، نجد ان المملكة العربية السعودية تصحح الاوضاع فتجعل من العلم والعلماء، والادب والادباء، والدعوة ورجالها والدين وعلمائه، والتربية وخبرائها والتعليم ورواده تجعل من كل هذا المقام الاول الواجب بالرعاية والعناية والتقدير والاحترام المادي والادبي ولذلك ليس غريبا ان تكون الرياض مستودعا للادب والشعر والفنون الراقية التي لم تتأثر باستعمار أجنبي او غزو غربي لتبقى العاصمة العربية الوحيدة التي لم تطأها قدم المستعمر، ولن تطأها بإذن الله.
وليس أدل على ذلك من سياسة الشورى المتبعة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين والتي تأخذ في اعتبارها دائماً صناعة القرار التعليمي والديني والسياسي على ايدي خبراء وعلماء كل في تخصصه.
ولعل احترام التقاليد والعادات المتوارثة والتي لا تتعارض مع الدين من اهم العوامل الثقافية التي نجحت فيه المملكة في نفس الوقت الذي تعاني فيه الدول الاخرى من تآكل عاداتها وتقاليدها التي تعتبر جوهر ثقافتها، ويمكن لعالم الاجتماع الثقافي ان يستنبط من ذلك مدى احترام المملكة لشعوبها وللرأي العام بها الى درجة أنها تحرص على الحفاظ على عاداته وتقاليده.
يبقى ان نقول ان الفترة الوجيزة التي تصاعد فيها نجم الرياض ثقافياً متساوية مع كبريات المدن العربية لهو أمر ملفت للنظر ساهم فيه كثير من الرواد الذين يستحقون الإشادة والتكريم ولذلك استحقت الرياض ان تكون حاضرة العرب مع بداية الالفية الثالثة، واستحق رواد الثقافة فيها ان يحظوا بالتكريم والاحتفاء.
* عميد الدراسات العليا والبحث العلمي المكلف
مدير عام تطوير التعليم لكليات البنات

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاءات

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved