جنرالات إسرائيل يعارضون الانسحاب من لبنان

* بيروت صيدا لندن الوكالات
أفاد مصدر أمني ان عنصرا من ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التابعة لاسرائيل، هو الرابع خلال اسبوع واحد، فر من المنطقة التي تحتلها الدولة العبرية في جنوب لبنان وسلم نفسه أمس الجمعة الى حزب الله اللبناني.
وأوضح المصدر ان المجند حلمي ياسر عوض الذي أمضى 18 شهرا في صفوف ميليشيا الجنوبي فر من قريته حولا الواقعة داخل المنطقة المحتلة وسلم نفسه للحزب الذي ينفذ معظم عمليات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وأمس الأول الخميس، فر رقيب أول من ميليشيا الجنوبي وسلم نفسه الى حركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكان عنصران من الميليشيا سلما نفسيهما منذ اسبوع بالطريقة نفسها.
وتشكل عمليات الفرار اشارة الى تضعضع صفوف الميليشيا بعد قرار اسرائيل تنفيذ انسحاب أحادي الجانب من جنوب لبنان بحلول تموز/ يوليو بغض النظر عن التوصل الى اتفاق مع بيروت ودمشق وبعد مقتل رجلها الثاني عقل هاشم على يد حزب الله.
وتقدر مصادر أمنية لبنانية عدد عناصر ميليشيا الجنوبي بما بين 2400 و 2500 عنصر في الوقت الحالي مقابل ما بين 2700 و2800 عنصر في 1999م, وتعزو المصادر نفسها انخفاض العدد الى عمليات الفرار والهجرة خاصة الى كندا وأستراليا.
من جهة أخرى ذكر تقرير لصحيفة التايمز البريطانية أمس ان كبار القادة في الجيش الاسرائيلي يعارضون قرار ايهود باراك رئيس الوزراء بالانسحاب من جنوب لبنان ,, وقالت ان هؤلاء القادة يرون ان سحب القوات من الجنوب سيجر اسرائيل وجيشها الى مصيدة.
ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء القادة قوله أنها مغامرة بأرواح المدنيين لم يسبق لها مثيل.
ولاحظ التقرير من جهة أخرى ان اسرائيل بدأت ولأول مرة منذ سنوات تطالب بأن يكون للأوروبيين دور في صياغة تسوية سلمية في الشرق الأوسط,, كما لاحظ ان دولا عربية طالبت هي الأخرى بأن تدلي أوروبا بدلوها في عملية السلام وذلك خلال جولة كريس باتن المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية في المنطقة.
وعزت الصحيفة هذه التحولات الى الشعور السائد في المنطقة بأن دور الولايات المتحدة في عملية السلام بدأ في الاضمحلال مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس بيل كلينتون.
وفي بيروت أعلن المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كريس باتن ان الاتحاد ينوي ارسال بعثة تقصي واستطلاع الى جنوب لبنان خلال الأسابيع المقبلة من الشهر الحالي لترى ما يمكن القيام به بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية وبصرفه النظر عما سيحدث للقرار 425.
وقال المسؤول الأوروبي عقب وصوله الليلة قبل الماضية الى بيروت في ختام جولة له في المنطقة نحن نتطلع الى اعادة التأهيل والبناء ونفكر كيف يكون باستطاعتنا مساعدة المهجرين من جنوب لبنان في العودة الى منازلهم وايجاد وظائف لهم وازالة الألغام وإعادة إعمار للبنية التحتية وشبكات الماء والكهرباء.
وأضاف كريس باتن اننا سنتحدث ليس فقط عن مساعدتنا الدورية للانماء بل أيضا عن مساعدتنا الانسانية وعن صندوق اعادة التأهيل.
وقد وقع المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريستوفر باتن ووزير المالية اللبناني جورج قرم أمس الجمعة معاهدة مالية تقضي بمنح هبة الى لبنان مقدارها خمسون مليون يورو نحو 50 مليون دولار مخصصة لبرنامج تسهيل التكييف الهيكلي .
وأوضح باتن في تصريح صحافي ان توقيع المعاهدة هو دليل ثقة بعملية الاصلاح الضريبي والادارة الاقتصادية التي وضعها وزير المالية جورج قرم.
وتهدف الهبة الى دعم الاصلاح الضريبي وبرنامج النهوض الاقتصادي من أجل ضبط مالية الدولة وتخفيض الدين العام وتشجيع النمو الاقتصادي في اطار الخطة الخمسية للاصلاح المالي التي أقرتها الحكومة اللبنانية في العام الماضي.