Saturday 8th April,2000 G No.10054الطبعة الاولى السبت 3 ,محرم 1421 العدد 10054



بيننا كلمة
يحيى من أستراليا
د , ثريا العريّض

من الجانب الآخر من كرتنا الأرضية جاءت مهاتفته تبشرني بصدور ديوان شعره الجديد وتخبرني أنه في طريقه اليّ بالبريد, ويوم وصل توقفت طويلا عند سطور إهدائه والدموع تتكثف في عيني، هذا الطيب الذي كتبت عليه المعاناة لا لشيء سوى انه ولد في وطن ارتهن لأنه أنجب طاغية تسلط على مصائر الآخرين، أعرفه شاعرا ولكن هذه السطور تحمل من الحزن ما لا تفسره فقط حساسية الشعراء، توجعا يكاد يقفز ليعتصر قلبك إذ تقرأ الكلمات:
أختي الشاعرة المبدعة ثريا العريض، أيتها النقية كدموع أمي,, أعذري قصيدي لجفافه، فهجير المنافي لم يبق من خضرة في حقول عمري,, أخوك يحيى السماوي .
هنا سر التوجع وفيضانه، المنافي التي لن تنتهي والعمر يجري والعروق يجف فيها الأمل, هذا الديوان النازف جاءني من استراليا، وقبلها تسلمت دواوينه الأخرى حين كان بيننا هنا في وطن ومنفى.
عنوان الديوان أطبقت أجفاني عليك , وهذا الذي أطبق الشاعر أجفانه عليه ثم لم يطل راحة نوم المعنى، هو الوطن الرهينة عند صدام والوطن الذي فاء إليه في أريحية رجال السعودية والحلم الذي يظل في القلب حتى والكهولة تحتل آماد الشباب الذي كان.
وأول قصائده تعود لتتذكر حنان الوطن الذي آواه حين لجأ إليه هاربا من الوطن الذي سجنه وعذبه واقتلع أسنانه وحكم عليه بالاعدام,, قصيدة تتغنى بسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بعد ان قرأ ما نقلته صحيفة التلغراف الاسترالية عن سمو ولي العهد: ان شعورنا بالألم والأسى لمعاناة الشعب العراقي الشقيق، لا يعادله إلا حرصنا على وحدة وسيادة العراق وسلامته الاقليمية, وإن المسؤولية تقع على عاتق النظام العراقي الذي رفض كل المبادرات المطروحة، ومنها المبادرة التي تقدمت بها السعودية للتخفيف من معاناة اشقائنا الشعب العراقي المنكوب بحكومته , وتحت عنوان الفارس العربي أشادت مجلة القدس التي تصدر من استراليا، بعروبة وصلابة الأمير عبدالله وبمواقفه القومية من أجل اعادة الاعتبار لوحدة الصف العربي,, فكانت قصيدة يحيى كأنك والمروءة توأمان صدى لخطى الفارس العربي أتخير لكم بعضا من أبياتها.

لجأت الى السكوت فما عساني
أقول وأنت أكبر من بياني؟
وأذكى من عبير الشعر فعل
تنسم نفحه قاص وداني
توسمت العروبة فيك فجرا
وكان الليل مختنق الثواني
لأنت الفارس الموعود أسرى
الينا بالبعيد من الأماني
أغظت الناصبين لنا شراكا
ومن رغبوا لنا بخفيض شان
فطوبى للعروبة في فتاها
وللوطن الأرومة والزمان
حنيفك أول,, والضاد ثان
كأنك والمكارم توأمان
أزح عنا بعزمك ليل قهر
فقد بلغ الزبى شرف المكان
عرفناك المضيء خطى وقولا
وفارس جمعنا يوم الرهان
كلام جميل وأمل أجمل,.
هل يمكن أن تستمر الحياة دون أمل,, ودون فارس منقذ؟
كذا هو الدرس المستخلص من الحياة والشاعر شاهد صدوق.
وكذا هو موقع المواطن العربي بين جراحه وأحلامه وواقع أيامه.
من قال إن الشعر لم يعد ديوان العرب؟
إن شعر يحيى السماوي تسجيل حي لأصداء الزمن العربي المتناقض.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاءات

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved