Saturday 8th April,2000 G No.10054الطبعة الاولى السبت 3 ,محرم 1421 العدد 10054



وضح البيان في بعض مكارم سلطان
د, راشد بن محمد أبا الخيل *

إن المتأمل في طبيعة المكارم والسخاء المتأصلة في سمو سيِّدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أدام الله وجوده وفضله، والمتتبع لأعمال البر والإحسان عنده، والمثمّن لأياديه البيضاء وجميل صنعه، يرى أن أعماله تلك تمثل حدثاً اجتماعياً تكافلياً أخلاقيا تحظى باحترام وتقدير كل من اطلع عليها وعرف شيئا عنها، وتجعل سموه أنموذجاً يُحتذى، ومعلما بارزا من معالم الخير والقدوة في عالم طغت عليه الماديات، وشحّت فيه الأريحيات، وتكالبت فيه على النفس الشهوات، وهو جدير بأن تعرفه الأجيال الحاضرة وتدرسه الأجيال القادمة من أبناء هذه الأمة، التي تغير فيها الكثير من أنماط الحياة السلوكية والاجتماعية والاقتصادية، فسموه من الاشخاص الذين يشكلون الأسماء اللامعة التي تبرز في سباقات الخير والجود والعطاء، وإن كان لا يشق له غبار في ذلك.
وإذا كنت قد اتخذت لمقالتي هذا العنوان، فذلك لأنني سوف أتطرق في هذه العجالة لمواقف واضحة موثقة، شهدتها بعيني أو سمعتها بأذني، أو أطلعت عليها شخصياً دونما واسطة من راوٍ أو مجلة او كتاب.
وأما قولي: بعض مكارم سلطان فذلك راجع لعجزي عن أن أحصي كل صنائعه، أو أدّعي علمي بكل فعائله، وليقيني بأن ما يقوم به سموه الكريم من أعمال خيرية وإنسانية أكثر بكثير مما شهدته ورأيته، فكم من عطاءات تقدمها يمينه لا تعلم بها شماله، فما بالنا نحن!! فهي خالصة لله ولا تخفى على الله خافية.
فلله درُّ سلطان!! ما أشبهه بربوة عالية جادت عليها هبة السماء فانهمر الماء فانحدرت قنواته وتشعبت في كل اتجاه، واتخذ كل منها منحى آخر لا تلتقي، فكل منها يممت وجهها شطر ناحية جرداء قاحلة، لتروي أرضها وتنبت زرعها وتؤتي أكلها بإذن الله.
لقد تشرّفت بمقابلة سموه الكريم لمناقشة بعض أمور تتعلق بمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخِدمات الإنسانية وراعني حرصه على تعدد وتنوّع خدماتها وأهدافها، وهالني كرم خلقه وجميل عطفه وهو يتكلم عن المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والمنكوبين ممن سيرتادون هذه المدينة العظيمة وكأنهم أهله أو إخوانه او أبناؤه.
إنه بحق رجل الخيارات الصعبة والمسؤوليات الجسام، فكل شيء يهون أمام تحقيق الطموحات ونيل الغايات، فعندما دار الحديث عن الطاقة الاستيعابية للمدينة، وعرضت الخيارات، اختار الأصعب، والأكثر كلفة ما دام أكثر نفعا وأعم فائدة، فالمال والقيمة والتكلفة لا تشكل عائقا أمام سموه الكريم في سبيل تحقيق أهدافه النبيلة، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
هذا الموقف المشرّف لسموه، ربما يتضح إذا علمنا ان مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخِدمات الإنسانية التي يتكفل بها سموه، سوف تكلف قرابة ألف مليون ريال، فكل همِّه توفير أفضل خدمة ممكنة لمحتاجي هذا البلد وتجنيبهم مشقة السفر وعناء الغربة عن الأهل والوطن في ظل المرض مع ضمان أفضل الخدمات المتاحة عالميا.
لقد كان التوجه منذ البداية أن تركز مؤسسة سموه الخيرية على باكورة مشاريعها مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية وأن يؤجل ما عداها من مشروعات حتى وقت لاحق، ولكن سرعان ما ظهرت مشروعات وخدمات ومساهمات ومساعدات لم يستطع سموه أن يتجاهلها ولم يتأخر في مدِّ يد العون لها.
فبعد بضعة أشهر تقدم رئيس مجلس إدارة مركز مكة الطبي لسموه بطلب مساعدة، مفيدا ان مشروع المستشفى يعاني من نقص في الإمدادات المالية، مما يعيق العمل فيه، فأصدر سموه توجيهاته الكريمة بأن تساهم المؤسسة بمبلغ خمسة عشر مليون ريال لاستكمال المستشفى، ليس هذا فقط، بل تعدى ذلك للتبرع بمبلغ مليون ونصف المليون ريال سنوياً لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد وذلك لإنشاء برنامج مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للتربية الخاصة.
وبعد فترة وجيزة، وبناء على طلب من رئيس مجلس إدارة شركة القصيم للخِدمات الطبية لرفع رأسمالها، وجه سموه بمساهمة المؤسسة بمبلغ عشرة ملايين ريال، وكذلك موافقة سموه الكريم على بناء مركز سلطان بن عبدالعزيز لأمراض وجراحة القلب بمستشفى الملك فهد التخصصي بالقصيم بمبلغ عشرة ملايين ريال.
وإضافة إلى ما تقدم أذكر هنا بعض مكارم سموه، تشجيعاً على أعمال البر والخير، وإشادة بالنزعة الإنسانية التي يتصف بها سموه فتفيض بالخير والبركة على فئات المجتمع كافة، بل تتعدى ذلك لتصل إلى شعوب الأرض شرقاً وغرباً، ففي الداخل على سبيل المثال لا الحصر، طالت مكارم سلطان الجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن، ومركز الأوائل لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومركز التنمية الاجتماعية بالقريات، وقسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، وجمعية تأهيل المعوقين بالمنطقة الشرقية، وصندوق المرضى بمستشفى الأمل بالرياض، ومعهد التربية الفكرية بالرياض، ومعهد التربية العربي بالمنطقة الشرقية، والجمعية الخيرية بتربة، ومركز الأطفال المعاقين بالمدينة المنورة، وتأمين جهاز غسيل الكلى لمستشفى البدائع، وقسم الكيمياء الحيوية بجامعة الملك سعود، وأسبوع الجامعة والمجتمع بجامعة الملك سعود أيضا، وجمعية البر بأبها ومستشفى القوات المسلحة، وجمعية مكافحة التدخين، ومشروع الأمير سلطان الحضاري بحائل، ومشروع مراكز الأحياء التابعة لجمعية الملك عبدالعزيز بحائل، وصندوق دعم الحياة الفطرية، والمؤتمر الأول للتعليم الصحي والتدريب، ودعم المشروع الخيري لتوزيع الكتب العلمية، ودعم مستشفى الرس بجهاز أشعة مقطعية، ودعم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافة، وتمويل مشروع أطلس الصور الفضائية بالمملكة، ودعم كلية دار الحكمة الأهلية للبنات بجدة، ومدارس الملك عبدالعزيز النموذجية بتبوك، ودعم ندوة الرعاية الشاملة للمسنين، وكذلك دعم بحث مرض الخرف، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للعناية بالمساجد، ومشروع النظام الوطني للمعاقين، وتأمين سيارات خاصة بالمعوقين للعشرات منهم.
أما على مستوى دول العالم، فقد طالت هذه المكارم على سبيل المثال لا الحصر: الجمعية الإسلامية بالبحرين، والجمعية الخيرية بالأردن، والجمعية البحرينية لتنمية الطفولة، ومركز البحرين للحراك الدولي، ومركز عبدالعزيز بن باز للدراسات الإسلامية بجامعة ابن تيمية بالهند، وروضة الأجيال بقطاع غزة بفلسطين، والمدرسة العربية للتربية الخاصة بالأردن، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالفلبين، والمشروع الطبي في كشجري بالباكستان، والمركز الصحي في كوسوفا، ومشروع الموسوعة عن قضية فلسطين باللغة الإنكليزية في الهيئة العربية العليا بفلسطين، والمؤتمر العالمي للصم بأستراليا، وجمعية رعاية الأطفال المعوقين بسلطنة عمان، والمركز الإسلامي في اليابان، وجمعية أهل الحديث المركزية بالهند، والجناح الإسلامي بمعرض (أكسبو 2000) بمدينة هانوفر بألمانيا، ومركز الدراسات العربية والإسلامية بجامعة كاليفورنيا بيركلي بالولايات المتحدة الامريكية، ومركز الدراسات الإسلامية بجامعة بولونيا بإيطاليا، وبناء مركز رعاية الأطفال المعاقين بالبحرين، كما تبرع سموه الكريم ببناء مركز لعلاج الأمراض السرطانية بمستشفى الحسن الثاني بأغادير بالمملكة المغربية.
وكان آخر تلك الأعمال الخيرية الإنسانية وضع حجر الأساس لمشروع خيرية سلطان في القحمة قبل بضعة ايام، وهو عبارة عن إنشاء مئة وحدة سكنية للأسر المحتاجة، على مساحة مليون متر مربع.
ولقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز أمين عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في هذه المناسبة أن هذا المشروع هو الأول بين ثلاثة مشاريع مماثلة سوف تقام في مناطق أخرى في وطننا الحبيب.
هذا قليل من كثير وربما تكشف لنا الأيام كثيراً من العطاءات والجود الذي ما زلنا نجهله، جعل الله ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
* مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز
آل سعود الخيرية المكلّف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاءات

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved