Saturday 8th April,2000 G No.10054الطبعة الاولى السبت 3 ,محرم 1421 العدد 10054



لما هو آتٍ
في مسألة الطلاق
3
د, خيرية إبراهيم السقاف

أوردت مجموعة من أقوال المطلقين والمطلقات في مقاَلي الأربعاء الماضي وأمس الجمعة، ولقد تخيَّرتُ نماذج تختلف فيها الأسباب، للوقوف على عوامل انتشار هذه الظاهرة,,,، وهناك العشرات المتشابهة، والأخرى المختلفة ربما لو أردنا أن نفرد لها هذه الزاوية لاستوعبتها خلال أشهر وليس أيام، كما أن هناك ما لا يسمح النشر به لوجود عوامل وأسباب تخرج أحياناً عن نطاق المألوف في السلوك أو المواقف، مثل هذه تم حجبها، ونواصل اليوم بعض أقوالهم وأقوالهن تم اختيارها للوقوف على العوامل المختلفة للطلاق في المجتمع.
تقول إحداهن: نعرفه ابناً لأحد أصدقاء الوالد، بل المقربين له، وقد نشأنا في بداية الطفولة معاً ثم اختلفت بنا مواقع المعيشة فنحن في منطقة وهم في أخرى، وتقدم لخطبتي وبعد الزواج قال لي إنه كان يتذكرني عندما كنت طفلة فتخيلني بشكل يختلف عما رآني، علماً بأنني في المواصفات العامة محسوبة مع الجميلات، لكن هذا الأمر لم يشفع لي عنده، إذ حرص أن يزين هذا القالب كل يوم بمواصفات لابسات القناة اللبنانية، والممثلات، حتى كرهت نفسي، فيوماً يريدني مثل هذه وآخر مثل الأخرى حتى أنه يناديني كثيرا بأسمائهن، ولما لم أستطع مقاومة شعور القهر والحنق، ولا أستطيع الانتقام منه بأية طريقة أوكلت أمري إلى الله وحملت ملابسي وعدت إلى بيت أهلي، وحتى الآن لي أربع سنوات معلقة يرفض طلاقي كما يرفض عودتي, وبقي لي أمر واحد هو أن أخالعه، لكن هددني بأخذ ابني مني .
أما الأخرى فتقول: بعد زواجي بعام، ترك زوجي عمله الحكومي واشترك مع صديق له في تجارة عامة، ثم أخذ يتغيب عن المنزل لساعات طويلة، ثم أخذ يكثر من السفر، رزقت منه بطفلين، لا أحد معي في المنزل إلا العاملة، وتفاجئني مواقف اضطرارية لا أجد من يأخذني إلى الطبيب، شعرت أنه تغير كثيراً، وأن هناك أموراً تشغله غير الربح والثراء والسفر والأصحاب، ولجأت إلى جارتي أحدثها عن أمري، فنصحتني بالعودة إلى أهلي، أما هم فقد رفضوا، ولما عرف بأمر إفشائي بشكواي لجارتي طلقني وحرمني من كل ما لدي حتى ولديَّ أخذهما إلى أخته كي تربيهما بعيداً عني، وعندما شكوته للمحكمة ادعى عليَّ عدم أهليتي لتربيتهما ولكونه صاحب جاه فقد داهنه ونافقه مجموعة من معارفه فشهدوا عليَّ بذلك .
أما أحد المطلقين فيقول: لجأت إلى تطليق زوجتي الأولى والأخرى لأنني لا أؤمن بأن المرأة يمكن أن تخرج للدراسة أو للعمل، ولما رفضت لهما ذلك تحولت حياتي إلى شقاء فقمت بتطليق الأولى لأواجه بأن الزوجة الثانية لها المطالب التي كانت تشاكلني بها الزوجة الأولى، وقررت أن أتزوج من أية امرأة جاهلة كي تحافظ على أن تكون ربة بيت وزوجة فقط .
أما الآخر فيقول: زوجتي كانت تريد مني أن أكون آلة متحركة تبرمجني كما تشاء، وهي تقول إن الرجل الحديث لابد أن يلبس كالمذيعين في القنوات الفضائية، ويتعطر بكل جديد يعلن عنه، ويسافر كل عام إلى أية دولة خارج المملكة، ويقتني سيارة ذات لون بهيج، ويقيم دعوة كل فترة لجميع صديقاتها، ويخصص لها حساباً في البنك، لذلك هي لاتدع لي لحظة كي أخلو فيها إلى نفسي وأمارس فيها حياتي بالكيفية التي أريد، إنها كربون متأثرة بما تراه وتسمعه وتحاول تطبيقه في حياتنا لذلك حولت البيت إلى جحيم فطلقتها لأنني لم أستطع إصلاحها .
أما إحداهن فتقول: تزوجني، وكان فرحاً جداً بي لأنني من عائلة مرموقة، وحاصلة على درجة علمية عالية، شغلتني الدراسة فلم أتزوج مبكرة، لكنه كان قد تزوج قبلي ورزق بأطفال، ثم طلق زوجته قبلي ولا أعلم الأسباب، وأدباً مع قضاء الله في خلقه لم أسأله لا أنا ولا أهلي عن سبب طلاقه الأول, لكن بعد الزواج أخبرني أنه لايريد أن يُعرِّف بزواجه أباه ولا أمه بعد أن أخبرنا بأنهما متوفيان، ورفض لي الإنجاب، وبدأ يطلب إليَّ أن أتولى الصَّرف على شؤون المنزل وسواه، ثم تدريجياً سألني دفع الإيجار وتسديد فواتير الخدمات، ثم أخذ يتعامل بشكل خاطىء جداً مع والدي، ثم تدرج إلى الإيذاء بي ضرباً وإهانة,,, ثم طلقني,,, ولا أدري حتى اللحظة عن السبب,,, علماً بأنه متعلم وذو مركز جيد مالياً ووظيفياً .
هذه الحالات التي تخيرتها من مجموعة (27) حالة بين يدي مكتوبة، ومسجلة، أردت أن أضعها أمامكم لنتناول أوجه الاختلاف في أسبابها من جهة، وفي عوامل نشأة هذه الأسباب من جهة أخرى، ومن ثم لمناقشة مرئياتنا الخاصة, أما عدا ذلك فهي بين يدي الباحثين والباحثات.
يتبع غداً

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاءات

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved