Saturday 8th April,2000 G No.10054الطبعة الاولى السبت 3 ,محرم 1421 العدد 10054



ميلاد أمة

وتمضي الأيام,, والأشهر,, وينتهي عام ويحل عام,, ويحتفل من يحتفل فرحاً مسروراً,, ويتذكر من يتذكر حزينا مهموماً, ولا يبقى إلا صحيح القول وسديد العمل, وها نحن نستقبل العام الواحد والعشرين بعد الأربعمائة والالف من يوم هجرة أفضل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم,, نستقبل بداية عام هجري وقليل منا من يستشعر هذه المناسبة,, بل ان الاغلبية لا يعنيهم نزع آخر ورقة في التقويم بل ورمي حاملته,, لا يعنيهم حلول حاملة تقويم اخرى بأيامها وأشهرها,, غفلة هي,, أم تغافل,,؟ كثير من المسلمين تعنيهم بداية العام الميلادي اكثر من بداية العام الهجري، بل ان كثيراً منهم يحتفلون مع النصارى بهذه المناسبة, ويعلنون بدايات سنتهم تجاريا وعائليا بدخول عام ميلادي وخروج آخر,, ويوم ينقضي العام الهجري لا يستشعرون هذه المناسبة لا فرحا ولا حزنا,, وهذا بالطبع يثير سؤالا بل أكثر من سؤال هل هؤلاء لا يعون ماذا يعني انقضاء عام ودخول عام آخر,,؟ هل هؤلاء لا يعون عظم المناسبة وعظم محدثها؟, هل هؤلاء لا يعنيهم انقضاء فترة عمرية من اعمارهم وختمها بخيرها وشرها,,؟ أسئلة كثيرة لا يعلم اجابتها إلا هم فقط.
لذا فإنني ارى ان المسؤولية كبيرة على الدعاة ورجال التربية والتعليم في ايقاظ جذوة مشاعر كل مسلم تجاه هذا الحدث الكبير,, هذا الحدث الذي اسس دولة الاسلام التي نحن نتفيأ ظلالها وننعم بخيرها امنا على اعراضنا وأموالنا ورقياً في اخلاقنا وصفاء في معتقدنا,, يجب ان يستشعر كل صغير وكبير ان هذا الحدث ليس مجرد رقم في سجل الاعمار فقط مع عظم اهمية ذلك وإنما يعني تأسيس اكبر دولة عرفتها البشرية,, يعني تأليف قلوب أجناس من البشر كانت متعادية,, يعني وضع استراتيجية بعيدة المدى لأعظم دولة,, يعني اعلان الريادة لنا كأمة مسلمة,, يعني طرح كل نعرة قبلية ودعوى جاهلية، واستبدالها بنظام لا يفرق بين ذا وذاك إلا بمقدار القرب والبعد من الله,, يعني اموراً كثيرة يجب ابرازها دون غلو ودون احداث لبدعه.
فياليت قومي يعون عظم هذه المناسبة ويجعلون منها يوما لتصحيح ما اعوج من سلوك وما هدم من نهج وما حرف من قول,, يجعلون منها منطلقا لتذكر تاريخ أمتهم المجيد,, يجعلون منه يوما للتصالح والتصافي بما يحقق عزة ونصرة لهذه الامة.
إن يوم الهجرة النبوية الشريفة كان يوماً تنزل فيه النصر مشاهداً مرئيا فها هو صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته وأبناء القبائل تحيط به ينتظرون خروجه عليه السلام بغية قتله بسيوف الجميع ليكون دمه بين القبائل كلها، يخرج وهو يتلو قوله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون).
وينطلق هو وصاحبه أبوبكر الصديق رضي الله عنه إلى غار حراء ذلك المكان المبارك الذي كان فيه الرسول وصاحبه أقوى صلة بربهم وإيمانا بوعده: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها).
وتتواصل أحداث هذه الصلة المباركة التي ننعم بخيرها إلى يومنا هذا,, إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها,, تتواصل حتى يصل الركب المبارك إلى يثرب حيث كان الناس هناك ينتظرون مقدمه الميمون بقلوب مفعمة بالإيمان وصدور منشرحة بالإسلام, يومها كان المشهد مهيباً والحدث عظيماً,, ويومها كان منطلقاً للدعوة المنظمة من دولة الاسلام الاولى, فهل نعي هذا الحدث العظيم ودلالاته,,؟.
مشهد:
يقول شاعر النيل مصوراً عمر الفاروق يوم فتح بيت المقدس:

ماذا رأيت بباب الشام حين رأوا
أن يلبسوك من الأثواب زاهيها
ويركبوك على البرذون تقدمهم
خيل مطهمة تحلو مرائيها
مشى فهملج مختالا براكبه
ومن البرازين ما تزهو بعاليها
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلني
وداخلتني حال لست أدريها
وكاد يصبو إلى دنياكم عمر
ويبتغي بيع باقية بفانيها
ردوا ركابي فلا أبغي بدلا
ردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها
إبراهيم بن سعد الماجد
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاءات

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved