أضواء ورحل قرن من تاريخ العرب جاسر عبدالعزيز الجاسر |
,,, ورحل الحبيب بورقيبة.
رحل عميد الساسة والقادة العرب وهو متقاعد عن السياسية وعن الحكم.
والرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، حتى وإن لم تتفق مع أرائه,.
حتى وإن اختلفت معه فلايمكن ان تتجاوزه، فالرجل شاهد من شواهد القرن الماضي, ومناضل عريق واجه الاستعمار الفرنسي وجاهد وكافح حتى حقق الاستقلال لبلاده.
وللرجل إسهامات عظيمة وكبيرة داخل بلاده وخارجها، فبالنسبة لتونس يعد الحبيب بورقيبة مؤسس تونس الحديثة، كان وراء كل ما أنجز، في البدء وضع القوانين والأسس لبناء نهضة تنموية حديثة، في بلد كان يعاني من استعمار متواصل انتهى عند الفرنسيين، وحسب خصوصيات تونس أنشأ حياة سياسية متعددة داخل الحزب الواحد، فالحزب الدستوري التونسي كان احزابا في حزب، ولذلك تعددت خيارات بورقيبة وتونس من اشتراكية احمد بن صالح الى ليبرالية الهادي والمزالي، كان ساسة تونس من الدستوريين يتصارعون سعياً للأفضل، وبورقيبة يمارس الُحكم والتحكم حتى انتهى به المطاف باختيار زين العابدين بن علي، وجاء الاختيار في المرحلة قبل الأخيرة من حياة حافلة بالعمل السياسي النضالي والتأسيسي، وبعد أن سلم امانة السياسة الى من احسن اختياره، ركن الى الراحة في منزلة في مسقط رأسه في مدينة منستير، بعد ان شهدت تونس تغيرا لا شبيه له في كل البلدان الافريقية والدول النامية على الاطلاق,, تغيراً في الحكم لم يغضب الحاكم السابق ولم يلغه، ولم يهنه او يحقره كما يحصل في كثير من بلدان العالم الثالث.
مات بورقيبة وهو راضٍ وشاكر لسلفه زين العابدين بن علي.
ومات بورقيبة وعمله مقدر من كل التونسيين ومحبي تونس.
مات بورقيبة وتاريخه باق وشاهد على ان الاعمال الكبيرة لا تموت.
مات بورقيبة ليرحل قرن كامل من حقبة السياسة العربية التي كانت اهم سماتها مقارعة الاستعمار,, فلا وهنت ولا شاخت فانتصرت ورحل الاستعمار,, وذلك تاريخ بورقيبة, الذي هو قرن من تاريخ العرب.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|