لعله من يمن طالعنا التعليمي ان ندخل القرن الحادي والعشرين ونحن نوشك ان ننجز تغييراً واسعاً في مناهجنا الدراسية الى الأفضل بمشيئة الله , وطبيعياً أن معركتنا مع المناهج لن تضع أوزارها بمجرد ظهور تلك المناهج المطورة, فالمناهج لابد ان تلاحق دائماً بالتجديد لكي تتكيف مع متغيرات حياة طلابنا ومستجدات مجتمعنا.
لكننا يجب أن ندرك أن هناك صعوبات كثيرة قد تحول دون تحقيق التطوير المأمول في المناهج، ومن بين تلك الصعوبات ما يلي: اختلاف المعنيين بتطوير المناهج في رؤيتهم للتطوير، عدم مقدرة المعلمين على التدريس بالطريقة التي يتطلبها المنهج الجديد، تواضع وضعف البيئة المدرسية وخصوصاً الشق المادي منها المباني والتجهيزات ، ظهور قوى تقاوم بطبيعتها أي تجديد، وأخيراً غياب أساليب التقييم الفاعلة والصادقة, وفي هذا الشأن يقول Glathorn, 2000 متندراً على تاريخ تطوير المناهج بقدر ما تتغير الأشياء بقدر ما تبقى كما هي ، ويضيف أيضاً: أن كثيراً من مبادرات تطوير المنهج المدرسي لا تتجاوز السطح، ولا ينفذ منها إلى قلب العملية التعليمية سوى القليل ، ولا تقبل الناس عادة بالتغييرات في المناهج الدراسية ما لم تكن تلك التغييرات جذرية وثورية, وفي بعض الأحيان تؤدي الضغوط الاجتماعية إلى اجهاض محاولات تطوير المناهج بل ان البعض من التربويين يرى أن التغييرات الرئيسية في المناهج عادة ما تكون ذات عمر قصير، وعندما يشار إلى تلك التغييرات فغالباً ما يظهر بعد اسمها تواريخ بدايتها ونهايتها بين قوسين.
إننا وبعد أن دخلنا القرن الحادي والعشرين أصبحنا أكثر احتياجاً لمناهج تحدث تأثيراً وتحولاً ايجابياً على حياة طلابنا ومجتمعنا، وتردم ولو جزءاً من الفجوة التقنية الهائلة التي تفصلنا عن العالم المتقدم, والسؤال الكبير هو: ماذا نريد من المناهج القادمة؟ أعتقد ان التطوير القادم في المناهج يجب ان يحقق ما يلي بعد التأكيد على ثوابتنا :
أولاً: يزيد في العمق المعرفي Depth على حساب الاتساع العرضي الشكلي الحالي.
ثانياً: يؤكد على تطوير مهارات التفكير بأنماطه المختلفة.
ثالثاً: يبرز الترابط والتماسك والتناسق بين حقول المعرفة العلمية بدلاً من أن يقدمها على شكل نتف متناثرة.
رابعاً: يؤكد على المعرفة المنتجة Generative أي المعرفة التي تستخدم لحل مشكلات لها أهميتها ويتجنب المعرفة الخاملة.
خامساً: يستخدم أنماطاً مختلفة من أساليب تمثيل وتقديم المعرفة مراعاة للفروق الفردية بين الطلاب.
سادساً: يجب أن يرى الطالب معنى واضحاً في تسلسل وترابط موضوعات ووحدات المنهج التدريسية.
سابعاً: يجب أن يتم تقديم المنهج ضمن تنظيم ونمط يحقق للطالب أفضل فهم واستيعاب Teacher Friendly .
E - mail: alomar20 @ yahoo.com