تحت رعاية سمو الأمير سلمان وزارة الشؤون البلدية والقروية تعقد ندوة استراتيجيات التنمية الحضرية في المدن العربية |
* الرياض عبدالله المسلم الاسمري
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ، يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض ندوة استراتيجيات التنمية الحضرية في المدن العربية، والتي تنظمها وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع المعهد العربي لانماء المدن ، خلال الفترة من 4 7 محرم 1421ه الموافق 9 12 أبريل 2000م وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض انتركونتننتال بمدينة الرياض، ويشارك في الاعداد لهذه الندوة أيضا كل من : امانة مدينة الرياض، أمانة المدينة المنورة، الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض,وقد التقت الجزيرة برئيس اللجنة المنظمة للندوة وكيل الوزارة المساعد لتخطيط المدن الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري والذي قال عن الدور الاساسي للوزارة في الندوة: الندوة تركز على استراتيجيات التنمية العمرانية وبالذات على استراتيجيات التنمية العمرانية في الدول العربية وتجاربها اضافة الى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى,والوزارة هي الجهة المعنية في التنمية العمرانية او بما يسمى باستراتيجيات التنمية المكانية بمعنى انعكاسات خطط الدولة وبرامجها واستراتيجياتها على الأرض وان يكون هناك توجه لانشاء مدن صناعية او انشاء استثمارات فمسؤولية الوزارة هو تخصيص الموقع ويهمنا جدا في النظرة المستقبلية ان يكون هنالك نوع من تحقيق التوازن التنموي في مناطق المملكة المختلفة وهذا بناء على مخرجات الخطة الخمسية الرابعة عندما اكدت على أهمية تحقيق التوازن التنموي بين مناطق المملكة وهذا من حيث المسؤولية .
وأشار الدكتور الخضيري الى ان: وزارة البلديات معنية بالتخطيط العمراني وعندما ننظر للتخطيط العمراني نتعامل مع عدد من المستويات التخطيطية، المستوى الوطني ويتم فيه اعداد استراتيجيات المستوى الوطني ويتم النظر في هذا المستوى الى المناطق ككل وعلاقتها فيما بينها والتكامل التنموي بينها وأيضا قضية الهجرة والتي تواجه الكثير من دول العالم وتواجه بعض مدن المملكة والتي هي الهجرة من المدن الصغيرة ومن القرى والهجر الى المدن الرئيسية والتضخمات التي تعاني منها المدن الرئيسية ففي السابق كان يعتقد بانه اذا وصل عدد السكان للملايين فهذه ميزة تميزها وفي العشرين سنة الماضية ومن خلال دراسات الأمم المتحدة ومن خلال مؤتمر قمة المدن والذي عقد في اسطنبول وجد انه كلما قل عدد السكان في المدن كلما كان سعة ادارتها أسهل ولهذا السبب هنالك توجه قوي ان هنالك حجما أمثل للمدن علاقة بين حجم المدينة وعدد سكانها فاذا زاد عدد السكان عن الحجم الطبيعي تصبح ادارة المدينة صعبة وتكثر بها نسبة الجريمة وتتعرض لمشاكل كالتلوث وغيرها,, وهذه من القضايا الأساسية على المستوى الوطني.
وأما على المستوى الاقليمي فكل منطقة والامكانيات التنموية الموجودة فيها والبحث عن تلك الفرص التنموية وامكانيات ايجاد فرص وظيفية للعاملين في المنطقة والعلاقات بين المدن ولهذا فالوزارة هي المعنية بعملية التنمية واعداد الاستراتيجيات.
المعهد مرآة متميزة لدورالمنظمات غير الحكومية
وقد أوضح الدكتور الخضيري انه كان هنالك تنسيق مع المسؤولين في المعهد بان يتولى المشاركة في التحضير لمثل هذه الندوات وتنظيمها ورعايتها والمعهد هو المرآة المتميزة لدور المنظمات غير الحكومية في ايجاد نوع من التعاون بين الاجهزة والقطاعات الحكومية العاملة في الدول العربية بشكل خاص وفي دول العالم بشكل عام وكان المعهد شريكا أساسيا في عملية التنظيم.
التجربة الثرية للمدينة المنورة
وأشار الدكتور الخضيري: بان هنالك ايضا امانة مدينة الرياض بحكم مسؤوليتها ومشاركتها في وضع المخطط الاستراتيجي لمدينة الرياض وأيضا بأنها المدينة الراعية للندوة ثم هنالك مدينة المدينة المنورة والحقيقة تجربة المدينة المنورة في التخطيط على المستوى الاقليمي يعتبر من التجارب الرائدة والتي تم الانتهاء منها مؤخرا فامانة المدينة المنورة شاركت في رعاية الندوة من منطلق التجربة الثرية الموجودة ثم هنالك الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ممثلة بمركز المشاريع والتخطيط وهي الجهة المسؤولة عن اعداد المخطط الاستراتيجي الحضري لمدينة الرياض والذي سيتم عرضه كتجربة من تجارب المملكة على المستوى المحلي للمشاركين.
مفهوم الاستراتيجيات مفهوم حديث
وبسؤال الدكتور الخضيري عن امكانية تقييما لمدى ما تحقق من تلك الاستراتيجيات ذكر: بأن مفهوم الاستراتيجيات هو مفهوم حديث والتوجه اليه حديث في كثير من دول العالم فعمره لا يزيد عن خمسة عشر عاما والمملكة من اوائل الدول التي بدأت في وضع التصورات الاستراتيجية والنظرة المستقبلية للتنمية وبدأت منذ حوالي ثمانية عشر عاما وتم الانتهاء من وضع الاستراتيجية العمرانية الوطنية للمملكة وفي مؤتمر اسطنبول عندما عرضت تجربة المملكة كانت مفاجأة لكثير من دول العالم المشاركة لأنها لم تعاني من مشاكل التلوث والازدحامات وغيرها من مشاكل المدن المعروفة لانها بدأت تفكر في وضع التوجهات المستقبلية قبل ان تصبح مشكلة.
وللتأكيد في هذا المجال وبجهود ذاتية للوزارة فقد تم الانتهاء من أكثر من مائة وتسعين مخططا هيكليا لمدن المملكة وقراها وهذا بالتعاون المباشر مع اجهزة البلديات سواء على مستوى المناطق أو على المستوى المحلي.
ومن جهة أخرى ذكر المهندس أحمد السلوم مدير عام المعهد العربي لانماء المدن عن دور المعهد في الندوة: بأن المعهد العربي لانماء المدن مؤسسة علمية ثقافية فنية استشارية يهتم بالمدينة العربية في كافة مجالات اختصاصاتها وبالمدن العربية والشؤون البلدية على وجه الخصوص, وهو جهاز منظمة المدن العربية المتخصص في مجالات التدريب والابحاث والاستشارات والتوثيق.
تلمس الاحتياجات الحقيقية
وأشار المهندس السلوم عن أهداف المعهد فذكر: ان المعهد يحرص على تلمس الاحتياجات الحقيقية للمدن والبلديات وذلك من خلال الاستبيانات التي تعمم على المدن من حين لآخر,, ومن نتائج تلك الاستبيانات تم تحديد الموضوعات التي تحظى بالاولوية,, ومن ثم طرح المعهد على صاحب المعالي وزير الشؤون البلدية والقروية الرئيس الأعلى للمعهد تنسيق بعض الندوات المتخصصة للمدن السعودية,, فأبدى معاليه رغبة الوزارة واستعدادها تنسيق وتنظيم بعض الندوات المتخصصة للمدن العربية والجهات ذات العلاقة بالتعاون مع الوزارة ومن بينها هذه الندوة .
وعن اختيار موضوع الندوة أوضح م, السلوم: وكان اختيار موضوع هذه الندوة انطلاقا مما حققته حكومة خادم الحرمين الشريفين من انجازات عظيمة في مجالات التنمية المختلفة وخصوصا التنمية العمرانية التي انتظمت جميع مدن ومناطق وهجر المملكة.
معالجة بعض الموضوعات محلياً وعربياً
وعن أوراق العمل المقدمة ذكر م, السلوم : بأن المعهد قام باعداد تصور مبدئي لمحاور وموضوعات الندوة,, ومن ثم طرحه على المسؤولين والمتخصصين في وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والكليات المتخصصة في الجامعات السعودية وبعض الجامعات العربية والمنظمات الدولية,, وقام المعهد بتجميع مرئيات ومقترحات وتصورات تلك الجهات ومن ثم صياغتها في اطار متكامل للندوة من خلال لجنة علمية متخصصة ثم تكوينها لهذا الغرض واختارت اللجنة مجموعة من المتحدثين الرئيسين لمعالجة بعض الموضوعات من المملكة والمنطقة العربية وخارجها,وعن المحاور التي سيركز عليها المعهد أشار م, السلوم بأنه قد تم التركيز على محورين أساسيين:
المحور الاول هو استراتيجيات التنمية العمرانية على المستويين الوطني والاقليمي نظرا للتشابك الوظيفي والانتاجي بين مكونات المنظومة الحضرية التي تتمثل في المدن وبين المدن والمناطق التي تقع في نطاق تأثيرها,, وتشمل موضوعات هذا المحور.
مدى أهمية اعداد استراتيجيات التنمية العمرانية على المستويات الوطنية والاقليمية والنتائج السلبية المترتبة على غيابها.
كيفية تحقيق التوافق بين أهداف استراتيجية التنمية العمرانية والأهداف العامة طويلة المدى للتنمية الوطنية الشاملة.
طبيعة الدراسات المستقبلية اللازمة لصياغة استراتيجيات التنمية العمرانية وأهمية التقنيات الحديثة في تسهيل تلك الدراسات.
الاعتبارات الرئيسية في اعداد استراتيجيات التنمية العمرانية على المستويات الوطنية والاقليمية.
عرض وتقويم تجارب الدول العربية والعالمية في صياغة استراتيجيات التنمية العمرانية الوطنية ومدى امكانية الاستفادة منها,وقد أشار م, السلوم بأن المحور الثاني يتكون من عدة موضوعات وهي:
المكونات الاساسية لاستراتيجيات التنمية العمرانية للمدن.
النماذج النظرية المعاصرة لاستراتيجيات التنمية العمرانية للمدن.
التكامل القطاعي في اعداد استراتيجيات التنمية العمرانية للمدن.
المستجدات الحديثة في صياغة استراتيجيات تنمية المدن.
ايجاد الصيغة المناسبة لتحقيق التكامل في التنمية بين المدن الكبرى والمدن المتوسطة والصغيرة.
التنمية حلم يسعى الجميع لتحقيقه
وبسؤال م, السلوم عن الأهداف التي يرمي المعهد الى تحقيقها في الندوة فأجاب : التنمية عامة حلم يسعى الجميع الى تحقيقه,, الأفراد والجماعات والمنظمات والدول,, والتنمية الحضرية بشكل خاص تجسد التنمية المطلوبة باعتبارها وعاء يشمل جميع مظاهر التنمية تخطيط العمران والخدمات والمرافق والمجالات الحضرية والاجتماعية وقد حدد المعهد هدفا عاما للندوة يتمثل في تسجيل وتبادل الخبرات بين المشاركين للوقوف على احدث التطورات العلمية في مجال التخطيط الحضري بمستوياته المختلفة ومدى الاستفادة من معطيات التقنية الحديثة والتقدم العلمي في علوم العمران والدراسات الحضرية والاجتماعية وتوضيح الجوانب المختلفة لأساليب التخطيط الاستراتيجي للمدن.
وانطلاقا من هذا الهدف العام فان المعهد يرمي الى تحقيق الأهداف المباشرة التالية:
التأكيد على أهمية استراتيجيات التنمية الحضرية بمستوياتها المختلفة.
التأكيد على أهمية المشاكل العمرانية ومدى تأثيرها المباشر على النواحي الاجتماعية والاقتصادية للمدن العربية.
استعراض النماذج المعاصرة في مجال استراتيجيات التنمية الحضرية.
تبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين باستعراض الاساليب والوسائل الحديثة التي تستخدمها مختلف المدن في اعداد التنمية الاستراتيجية.
التعريف بالجهات المختلفة القائمة على اعداد استراتيجيات التنمية الحضرية واقرارها.
تقديم ممارسات استراتيجيات تنمية المدن وتحديد أهمية النجاح أو القصور فيها.
الزيادة السكانية وتحقيق التوازن التنموي
وقد ذكر م, السلوم: بأن هناك تحديات رئيسة تتمثل في الزيادة السكانية الكبيرة وما يرافق ذلك من تزايد الاحتياجات للخدمات وفرص العمل، ونمو عمراني مشارع في كثير من المدن العربية يتطلب اعداد خطط واستراتيجيات أكثر مرونة وشمولية بين المدن ومحيطها لمواكبة حركة السكان والاستثمار بما يتلاءم مع ظروف ومقومات النمو لتحقيق التوازن والتكامل التنموي المنشود .
|
|
|