الصلة بين الاقتصاد والعلم والحضارة لخصها بعض الرواد في هذا المجال بكلمات خلاصتها: اذا اردت ان يربو مالك ويسلم، فاشتر اسهم الشركات الكبرى المأمونة.
فيكون ربحك قليلاً اكيداً، وهذا شبيه، في ميدان العلم، بمن يسعى الى حل مسألة علمية مطروحة في حلها فائدة منشودة.
أما الربح الوفير فسبيله شراء اسهم شركات صغيرة قديرة، فاذا نجحت هذه الشركات، او اكثرها، نال صاحب المال خيراً عميماً.
لكنها قد تخسر فتلقي به الى التهلكة، والحكيم لا يلزم نفسه بالامن والربح القليل، ولا بالخطر ابتغاء الكسب الجزيل، بل يمزج هذا بذاك، فيضع بعض ماله في المأمون اليسير، وبعضه في الخطير الغزير.
وكذلك ينبغي أن يكون البحث العلمي: مضموناً ذا جدوى محدودة وهو البحث التطبيقي ، وبعضه مغامر ذو خير عميم اذا اثمر وهو البحث البحت .
هذا من كلام الاستاذ هابر، استاذ الفيزياء في جامعة برنستن.
وقبله قالت الليدي تاتشر:
قد يثمر البحث البحت ثمرات لا تحصى، ولكنه غير مضمون ابداً، ومع ذلك فان قيمة عمل فارادي اليوم اكبر من قيمة اسهم السوق المالية كلها , فالبحث النظري يفتح الآفاق ويغير النظرات ويعدل المسارات ويقوم عليه كل جديد في التكنولوجيا, فهو على الرغم من صعوبته وعدم يقينية نتائجه في اول الامر، فانه في الحقيقة سبب التقدم ومدار النمو، وهو في آخر الامر ثمرة الإبداع الانساني الذي لا يقدر بثمن ولا يتوقف أبداً.
د, علي بن محمد التويجري