هل ستخلف أولبرايت في وزارة الخارجية امرأة تدرس بوش مبادىء السياسة الخارجية |
* واشنطن د,ب,أ
في بداية حملته الانتخابية اخطأ حاكم تكساس ومرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية جورج بوش الابن في الاجابة على سؤال وجهته له إحدى الصحفيات حول الشخصيات الرئيسية في عدد من مناطق العالم المضطربة وهي الشيشان وتايوان وكشمير.
وقد تسبب سؤال الصحفية التلفزيونية الخادع في احراج بوش إلا ان الناخبين تناسوا الخطأ.
غير ان القائمين على حملة بوش الانتخابية ادركوا ان لديهم مشكلة وهي ان بوش يفتقر الى فهم قضايا السياسة الخارجية فما كان منهم إلا ان ارسلوا له خبيرة موثوقة كانت قد عملت مع والده الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الاب خلال فترة توليه الرئاسة, والخبيرة هي سيدة سمراء اسمها كونجليزا رايس وقد اخذت هذه الخبيرة اجازة من عملها في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا حيث كانت تشغل ثاني اعلى منصب وذلك للتفرغ للعمل في منصب كبير مستشاري بوش للسياسة الخارجية.
وقد عملت رايس التي يتماشى نطق اسمها الاول مع التدوين الموسيقى بعذوبة مستشارا بارزا للأمن القومي للشؤون السوفيتية اثناء فترة رئاسة بوش.
وتتقبل رايس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقل مفتوح ورفضت في المقابلات التي اجريت معها التعبير عن عدم الثقة به على أساس ملفه السابق في الاستخبارات الروسية كي,جي,بي.
ففي مقابلة اجرتها معها مجلة سالون التي تصدر على شبكة الانترنت، قالت رايس لكي نكون منصفين يجب ان نقول انهم كلهم كانوا آلات للنظام سابقين في روسيا في ذلك الوقت، اعتقد ان علينا ان ننتظر ونرى اذا ما كان بإمكانه ان يتقدم بالبلاد .
وعلى الرغم من ان رايس لا توافق على العديد من سياسات وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الا ان حياة تلك السيدتين المهنية شكلها رجل واحد وهو والد مادلين اولبرايت المدعو جوزيف كوربيل, فقد كان كوربيل الذي لجأ الى امريكا من تشيكوسلوفاكيا السابقة رئيسا لقسم الشؤون الخارجية في جامعة دنفر وعلى الفور اكتشف ان رايس التي تعرف ايضا باسم كوندي طالبة متفوقة، وفي ذلك الوقت كانت رايس تفكر في ان تصبح عازفة بيانو كوالدتها.
وتمكن كوربيل المحافظ العنيد المعادي للشيوعية من اقناع رايس على التحول الى دراسة السياسة الخارجية وتبني نهجه المتشدد وبالمقارنة فقد تبنت ابنته مادلين اولبرايت نهجا اكثر براجماتية تجاه الدول الشيوعية السابقة والحالية بما فيها الصين.
وفي التصريحات التي ادلت بها في المقابلات العامة قالت رايس انه لا يجب ان يستهان بمعرفة جورج بوش الابن للعالم الخارجي وتقول انه من المنادين المتحمسين للتجارة الحرة وان قناعته تنبع من الفوائد التي جنتها ولاية تكساس من منطقة التجارة الحرة في امريكا الشمالية, وتقول انه يتبنى النهج نفسه ازاء الصين ويعتقد ان فتح طرق التجارة سيكون عاملا باتجاه الاعتدال السياسي.
اما انتقاداتها لسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون ونائبه آل جور فليسبت بسبب سياسات بعينها مثل تلك المتعلقة بالصين او روسيا، بل بالطرق التي يتم فيها تنفيذ مثل هذه السياسات، وتقول ان تلك الإدارة تنفذ هذه السياسات عن طريق خطوات غير مترابطة ولا يمكن التنبؤ بها، تستند الى اعتبارات السياسة الداخلية بقدر استنادها الى اهداف السياسة الخارجية, وتعتقد رايس ان سياسات كلينتون واولبرايت في البلقان باءت بالفشل في معظمها لانها لم تكن محكمة كما ان المؤتمر الحاسم الذي عقد في رامبوييه بفرنسا كان مثالا مخجلا للنتائج الكوارثية التي يمكن ان تجلبها محاولة فرض الاهداف الامريكية على البلدان الاجنبية.
|
|
|