Sunday 9th April,2000 G No.10055الطبعة الاولى الأحد 4 ,محرم 1421 العدد 10055



كل يوم كلمة
معركة مع الذئاب في نوتنجهام
عبدالعزيز الهدلق

بصراحة,, منذ البداية لم أكن مرتاحا أو مطمئنا للطلب الذي وجهه نادي نوتنجهام فورست الانجليزي لنادي الهلال السعودي والذي يرغب فيه بمجيء اللاعب الكبير سامي الجابر لانجلترا من أجل تجربته تمهيدا لتسجيله في هذا النادي الانجليزي العريق.
فكل المعطيات حول هذا الموضوع تثير الشك والريبة وعدم الثقة وان هناك أمورا تدار في الخفاء والظلام.
فسامي الجابر لاعب سعودي وآسيوي كبير ومشهور جدا على المستوى الدولي وشارك في نهائيات كأس العالم مرتين وفاز بلقب أحسن لاعب في آسيا ثلاث مرات, ولعب أمام منتخب انجلترا في ملعبها الشهير ويمبلي وكان مميزاً ولافتا بمهاراته وإمكاناته بشكل أذهل الإنجليز أنفسهم ومن هنا فهو شهير ومعروف لدى نادي نوتنجهام ومسؤوليه ولا يحتاج للتجربة والاختبار.
كما أن المثير للريبة حقا,, كيف يطلب نادي نوتنجهام لاعبا بعينه سامي أو غيره وبالاسم ثم يخضعه للتجربة؟! فمن اختار لاعبا باسمه فلابد انه يعرف امكاناته وقدراته وليس بحاجة الى تجربة!!
كما أن أيضاً من بدهيات وأصول التعاقد ان يحضر مندوب عن النادي الراغب في التعاقد مع اللاعب ليراه على الطبيعة مع ناديه الأصلي ثم يقدم عرضه وتبدأ المفاوضة حوله.
ولكن لا الهلال كنادٍ ولا سامي الجابر كلاعب اثارتهم تلك الممارسات المريبة الغامضة أو لفتت انتباههم وربما تكون قد فاتت عليهم في خضم الفرحة الكبرى بالعرض الانجليزي أو الفاكس حيث لم يكن هناك عرضا حقيقي والرغبة الجامحة في القبض على هذه الفرصة الثمينة وعدم تفويتها.
وقد يكون لسامي الجابر عذره في تجاوز كل تلك العوامل المريبة وعدم التوقف عندها انطلاقا من ثقته الكبيرة في نفسه وامكاناته ومهاراته وقدرته على تجاوز التجربة والاختبار بنجاح كبير واجبار ديفيد بلات على التوقيع معه بالمبلغ والشروط التي يفرضها سامي نفسه ونادي الهلال, ولكن ما الذي حدث بعد كل ذلك؟!
بدأت الطلبات غير المنطقية ومنها الرغبة في تجربة سامي في مباراة رسمية وغير ودية ثم الطلب وبإلحاح إرسال بطافة انتقال اللاعب الدولية!! دون تقديم عرض ودون توقيع عقد ودون حفظ حقوق, هنا فقط توقف سامي وتوقف نادي الهلال عن مجاراة السماسرة في لعبتهم القذرة الذين كانوا هم خلف كل ذلك منذ البداية حيث وصل الهلال وسامي الى نقطة لا يمكن تجاوزها وتخطيها لأن ذلك يعني حرمان الهلال من سامي وضياع حقوقهما المادية ودخولهما في متاهات نظامية وقانونية مع الاتحاد الانجليزي والدولي بعد ان يكون السماسرة أبطال اللعبة قد قبضوا حصتهم من النادي الانجليزي الذي تعهدوا له بتسجيل سامي ببلاش او بأخو البلاش .
لقد كانت لعبة الاستغلال والاستغفال من أولئك السماسرة المترجم السابق واللاعب الخليجي السابق وشقيق اللاعب العاجي السابق مكشوفة ومفضوحة منذ البداية وللأسف انها لقيت من يروّج لها ويكون بوقا لأصحابها.
وقد رضي الهلال وسامي مسايرة أولئك بحسن نية الى آخر مدى لعل عقداً يظهر أو فرصة احتراف تلوح ولكن للأسف لم يحدث شيء من ذلك, ولعل قلة خبرة انديتنا ولاعبينا بأنظمة الاحتراف المحلي والخارجي وأساليبه هي التي دفعت الهلال وسامي للتنازل عن كبريائهم وحقوقهم المعنوية والانسياق خلف ثلة من السماسرة الجشعين والمراوغين ولكنها جاءت سليمة في النهاية, ولعل هذه التجربة تكون درسا للهلال ولسامي ولغيرهم من الأندية والنجوم, بألا يرتهنوا أو يسلموا أنفسهم للسماسرة بسذاجة.
***
* المستوى الباهر الذي أظهره سامي في التدريبات مع نوتنجهام فورست أجبر مدرب الفريق ديفيد بلات على ركل كل السماسرة والحضور للرياض لمتابعة اللاعب في نهائيات بطولة الأندية الآسيوية وبدء مفاوضات جادة ومحترمة.
***
* المدة الطويلة التي غابها سامي عن التدريبات الهلالية في غمرة منافسات كأس سمو ولي العهد من كان سيتحمل مسؤوليتها لو وضعت القرعة الهلال في مواجهة مع أحد الفرق القوية كالاتحاد أو الأهلي أو الشباب وليس الوطني والحزم؟!
***
* السمسار العاجي فوفانا قال في أحد حوارات الترويج الاعلامي له في صحافتنا الرياضية ان سامي الجابر ان لم يجد له الفرصة مواتية للاحتراف في نوتنجهام فورست فان لديه عروضاً !! أخرى من أندية انجليزية وأيضا سويسرية, أي انه يريد أن يجعل من سامي أفضل لاعب آسيوي ثلاث مرات كأولئك اللاعبين الأفارقة الذين يحضرهم لأنديتنا هو وأمثاله من السماسرة فيطوف بهم الأندية ابتداء من الهلال والاتحاد ومرورا بالنصر والشباب ليستقروا في النهاية في الخليج أو نجران!!
***
خاتمة
أولئك الموتورون الذين واصلوا هجومهم ضد الهلال حتى أمام القرعة التي اتهموها بمجاباته!! تخيلوا !! قالوا ان الهلال كان محظوظا والقرعة تحمله لمواجهة الفرق الصغيرة كالوطني والحزم, ان قولهم ذلك يحمل مغالطة كبرى للحقيقة ومخادعة للواقع وتضليلاً للقارىء البسيط والساذج وإلا فالحقيقة التي يحاولون المراوغة عنها تكشف ان الحظ هو الذي وقف مع فرقهم المفضلة عندما نجت من مواجهة الهلال.
فليشكروا القرعة التي فعلت ذلك وليدعوا لها بأن تبتسم للهلال دائما لأنها لو كشّرت في وجهه كما يرغبون ويكتبون لكان ذلك وبالاً على فرقهم المحبوبة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تربية وتعليم

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved