Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



وسميات
أحد يقال له:لَبِّيه,,

من المآسي التي نعاني منها,, انك إذا لم يكن لك في القوم معرفة فإن أمورك ستكون قيد التكبيل الإداري,, وهنا نحب أن نسأل: أين ذهب الضمير وأين العقل من عقاب الله؟,, ما الفرق بين البشاشة عند لقيا كبير والتجهم عند مراجعة ضعيف أو فقير أو غير قادر؟,, أعتقد,, أن الواجب في العمل الحكومي وغير الحكومي أن يكون الانصاف هو الميزان الحقيقي لكسب رضا الله,, ثم رضا الجميع,, ومن الغريب أن الناس يشتكون ويتحدثون بكثرة عما يلاقونه ولكن هذا الحديث لم يحدث صدى وهذا,, شر من التصرفات السيئة لدى المسؤول والمؤتمن,, ولذلك فإن الوازع الديني إذا افتقده الإنسان فإنه يتصرف تصرفات تسيء إلى الآخرين، وقد عرف عن شريعة الغاب أن الغلبة للقوي,, إذن ما فائدة العلم الذي تعلمناه، والقواعد الشرعية التي حرصنا على أن تكون ميزان العمل لدينا؟ إن الناس يعمهم الفساد من حيث لا يشعرون، وهم يستمرئون ما يعملون من اعتداءات على حقوق الآخرين، وما يمثلونه من نفاق ورياء مع من هم أقوى منهم، وما يقومون به من اعتداءات على ضعفاء البشر، لان هؤلاء لا يستطيعون المقاومة، ولا أخذ حقوقهم بالطرق السليمة,, ولذلك فإن المجتمعات التي يستشري فيها سوء التصرف لدى المسؤول تكثر فيها الجريمة وهذه الجريمة تختلف في حجمها بين موضوع وآخر, إن المسؤول المؤتمن مطلوب منه مراقبة الله أولاً، ومطلوب منه معرفة حقوق أخيه الإنسان سواء من بيئته أو من غير بيئته, ان صلاح المجتمعات يأتي من سلامة التصرف وحسن المعاملة، ومن الغريب ان هذا الخلق السيىء في اطار المسؤولية قديم قدم الناس على هذه الأرض، ولذلك تتابعت الرسل من الله لتعريفهم بأحقيته بالعبادة وأحقية الانصاف بان يكون هو الديدن، والنور الذي يجب ان يكون له تأثيره وفعله في بناء العلاقات الحسنة بين الناس,, ولذلك جاء في القرآن الكريم عند إيراد الله لخلق هؤلاء الناس، قال تعالى: والسماء رفعها ووضع الميزان ، وأتبع ذلك بقوله مؤكداً,, ألا تطغوا في الميزان، وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان,, , ووصف اقامة الوزن بانه يجب أن يكون بالقسط لانه من الممكن أن يقيم الوازن الميزان أي يزن به، ولكنه يغش,, فالذي يهتم بمعاملات ذوي الجاه وأهل القدرة والمؤثرين في حياة المجتمع، ويهمل البسطاء من الناس ولا يهتم بشؤونهم,, قد يقيم الوزن، لكنه وزن بغير قسط ولا عدل,, إننا كأمة مسلمة لها دستورها السماوي العادل، لابد أن نطرق ضمائرنا بين حين وآخر بما يوقظها، ويجدد فيها الشعور بالعقاب والثواب وهذا أمر مهم حتى تستقيم لنا الحياة، وننال السعادة التي نسعى إليها,, وقديماً قال,, حميدان الشويعر: أحد يقال له لبِّيه,, وأحدٍ يقال له وش تبي,, إذن فالمسألة مزمنة,, فمتى نتخلص منها؟
راشد الحمدان

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved