Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



دقات الثواني
عتاب للدكتور محمد عبده يماني
د, عايض الردادي

أتابع اللقاءات التي يجريها الزميل إبراهيم التركي وتنشرها الجزيرة، وهي لقاءات تجاوزت النمطية المعروفة الى المكاشفة، وبخاصة في مرحلة من حياة الضيف لم تكن الظروف تسمح له بالكلام المباح، وآخرها هو اللقاء مع معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني يوم الاثنين 28/12/1420ه الذي جاء لقاء شائقا فيه معلومات متنوعة بحكم تنوع توجهات د, اليماني.
والدكتور محمد عبده وفقه الله للتوجه السليم منذ ان كان شابّاً ولم يتغير عنه في جميع أطوار حياته المتسارعة ومن أهم ذلك تمسكه بالإسلام منهج حياة، وتواضعه الجم وقربه من الناس، وعمله مع موظفيه بروح الفريق, وهو صادق حين قال في اللقاء عن صلته بالإعلاميين صلتي بهم طيبة وصلتهم أيضا بي طيبة، وأنا لم أشعر باعتزاز كبير وتقدير لما ألمحه عند لقائهم من محبة واحترام متبادل ومما يحمده له الإعلاميون تقديره للمهنية الإعلامية وتقديره للمبدع معنويا أيّاً كان إبداعه وأيّاً كانت مرتبته الوظيفية.
ومن الحسنات التي تذكر له إبرازه لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة مؤلفات بأسلوب معاصر، وآخرها كتابه عن أبي هريرة رضي الله عنه الذي أثبت فيه بالمنهج العلمي صدقه فيما رواه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ودحض فرية المفترين المشككين برواية الأحاديث من صحابة آخرين ما عدا عشرة أحاديث انفرد بها.
إنّ ثقتنا بمعالي الدكتور، ومحبتنا له، هي منبع ما سأورده من عتاب:

وجه عليه من الحياء سكينة
ومهابة تجري مع الأنفاس
وإذا أحب الله يوماً عبده
ألقى عليه محبَّه للناس
تلك المحبة والتقدير للدكتور تجعله في مستوى العتاب عندما كنا نتوقع منه ان يقول كلمة حق، وأن يكون في مستوى صراحته الإبداعية في كلمته في حفل انطلاق فعاليات الرياض عاصمة للثقافة العربية، ذلك أنه عندما طرح عليه سؤال انضممت مستشاراً ورقما فاعلاً في مجموعة تجارية كبرى وبصراحة متناهية,, هل توجُّه قنواتها المرتبة (المنفتح) يتلاءم مع توجهك (المحافظ)؟! لم تكن إجابته شافية بل كان فيها التفاف فهو قد صرّح أن المراد بالسؤال (ART).
وأشار انه لا يدير هذه القنوات وانه يساهم بقدر ما يستطيع وبين وقت وآخر فيما يوكل اليه في هذا المجال، ثم جاء سؤال آخر (ما هي محطتك المفضلة؟!) فكان نص الجواب (أنا في الحقيقة أشاهد عددا من المحطات ولكن الهوى بطبيعة الحال للART) وهنا مبعث العتاب، ومجال المؤاخذة فأين هذا الهوى من هوى محبة محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهذه القنوات للأسف قنوات إغراء وهدم للأخلاق، حتى القنوات الأجنبية بعضها اكثر احتشاما منها، وأرجو ألا يكون معاليه ممن اقتنعوا بقاعدة (أو مغالطة) دس العسل في السم أو قاعدة التدرج او مقولة سنصل لإعلام نظيف عبر هذا الطريق ونحوها مما تخادع به النفس.
كان المأمول من معاليه ان يقول كلمة نصح للقريب، وتحذير للبعيد قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وان لم يكن ذلك فسكوت كما قال الشاعر:

أرى الصمت خيراً من عظات بليغة
إذا لم يكن للسامعين قبول
وأخيراً فلا يقع العتاب إلا لمن هو أهل للعتاب:

لنا عَتَبٌ على سَلَمات سَلعٍ
وحاشا المازنيَّة من عتاب
وسلع: جبل بالمدينة المنورة مهوى الفؤاد.
{ للتواصل:
ص ب 45209 - الرياض 11512 - فاكس 4012691

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved