Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



صمت العصافير
السيدة الكتابة 2-2
ناهد سعيد باشطح

*زقزقة :
الاختيار ليس استبعادا ولا التفضيل تضحية
حكمة فرنسية
نعم هي السيدة الكتابة تلك التي تفتح لك آفاق عظيمة اما الصحافة فقد صدق اديبنا العطار حين اسماها الجانية اذ يقول نعم جنت الصحافة علي انا نفسي افظع جناية حيث اجبرتني ان اترك الادب الحسن فلا انظم الشعر الذي كنت انظمه، ولا القصة التي زاولت، ولا الدراسات التي اتجهت اليها، ولا البحوث الدقيقة في الادب والتاريخ, عندما كنت عند الناس اديبا كبيرا ما كان يقف بجانبي الا قوم كبار في العلم والادب اما اليوم فيقف في صفي من هو اقل بكثير من بعض تلاميذي,, ومن لا يحسن القول والكتابة او ليست الصحافة بجانية على الادب؟ بلى انها جانية .
هذه مقدمة لمن يعتقد بأهمية زيادة المساحة للعمل الصحفي اعني امتهان المرأة للصحافة ولب الموضوع ان علينا ان نعترف بان الصحافة المطبوعة بشكل عام تحتضر في ظل ولادة الصحافة الاليكترونية اما بشكل خاص فالمرأة في بلادنا لن تستطيع ممارسة الدور المثالي للصحافة الميدانية لاعتبارات عدة لا يجهلها اي عاقل, فالممارس الآن صحافة بدون ملامح.
اورد مثالا حيا خاصا بي للاستدلال فقط فيما يتعلق بموضوع المدرسة التي كادت ان تسقط على رؤوس الطالبات في منفوحة كان هناك خياران امامي اما العمل الصحفي واما الكتابة واخترت الثاني لخوفي ان تموت الكتابة في ظل لهاث الصحافة, والنتيجة ان استجابت الرئاسة بشكل فوري وأخلت المدرسة اذن فقد تحقق الهدف دون الحاجة للعمل الصحفي!!
وللايضاح اذا اتجهت الى ابراز المشكلة صحفيا فهل ستتحدث المسؤولات في المدرسة ام سيخشين الرئاسة؟ واذا اتجهت الى المسؤولات في مكاتب التوجيه كيف سأجري اللقاءات وهل سيسمحن بنشر اسمائهن في الحديث عن اهمال الرئاسة؟ هذا مع الاعتراف بتعاون صحيفتي في افراد المساحة واستطاعتي متابعة المادة في كافة مراحلها هاتفيا.
ولكن قبل كل شىء هل وصل المجتمع الى الايمان بالصحافية ام مازال البعض يصف الاحاديث الملفقة بالقول العامي كلام جرايد ومازال البعض الآخر يصف كاتب المقال الصحفي بالقول العامي كتاب معاريض .
انا لا اقدح في الصحافة فهي صوت الحق والعدالة والمجتمعات تحتاجها وتعتمد عليها ولكن علينا ان نعترف بأن الواقع هو ان ممارسة المرأة للصحافة في بلادنا هواية وليست مهنة او احتراف فمن يستطيع ان يمتهن مهنة كالصحافة دون اعتراف رسمي من الجهة المعنية! او اعتراف ضمني من المجتمع!! وحتى وجود مؤسسة تعليمية لتدريس قواعدها!
الواقع ان لدينا صحافيات ينحتن في الصخر اتمنى لهن التوفيق في المستقبل فقد اخترن مهنة المتاعب واخريات سطحيات مهمشات يسهمن في سوء تقدير المجتمع للصحافية اتمنى لهن الاستمرار فهن الخاسرات اذ لا يصح الا الصحيح.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved