د, خليل إبراهيم السعادات*

يرعى معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة لقاء التوظيف والتدريب الوطني في ظل العولمة يوم الثلاثاء 6/1/1421ه.
ويناقش اللقاء العديد من الموضوعات الهامة وعلى رأسها موضوع السعودة والتوظيف والتدريب وخطط تطوير المسار الوظيفي وغيرها, وهذه الموضوعات تعنى بتطوير وتدريب المصادر البشرية السعودية حتى يتطور الاداء ويتقدم الانتاج بأيد سعودية بإذن الله في كافة المجالات, وتطوير المصادر البشرية تعليم منظم يتم خلال فترة زمنية معينة لتمكين الفرد من تغيير وتطوير الاداء في العمل والنمو الذاتي, وهو طريقة متكاملة لتغيير السلوك المتعلق بالعمل باستخدام تقنيات واستراتيجيات وطرق تدريبية مختلفة، وبهذا فان تطوير المصادر البشرية يعد تدريباً وتأهيلاً على مهارات العمل يتم بصفة دورية ومستمرة ولقطاعات مختلفة من الموظفين والعمال والمزارعين والاطباء والمهندسين والمهنيين فهو تدريب واعادة تأهيل لجميع قطاعات المجتمع العامله.
وفي بعض المؤسسات لا يخطط للتدريب قطعياً وعندما يلاحظ حاجة الموظفين للتدريب يجد اصحاب المؤسسة او الشركة ومدراؤها انه لايوجد لديهم برامج جاهزه للتدريب ولا ميزانية مخصصة لذلك.
ولهذا فانه بدون تخطيط فعال لربط التدريب بأهداف العمل وخططه والاهتمام بالتدريب وجعله من اولويات المؤسسات والشركات وتخصيص الميزانيات المناسبة له والتهيئة والاستعداد التام والمتكامل له وربط التدريب بحاجة الفرد الموظف او العامل فقد يهدر الكثير من الوقت والمال.
وهذا يؤدي الى تأخر المؤسسة عن نظيراتها في سوق العمل وتأخر العامل والموظف في مجال عمله وجهله بما يستجد فيه وبالتالي قد يؤدي الى تأخر المجتمع, وعند الحديث عن الاحتياجات التدريبية فان لها انماطا وهي ليست متماثلة ويمكن التفريق بين ثلاثة مستويات من الاداء ينطبق على المؤسسات والافراد والجماعات.
المستوى الاول: التطبيق وهو تقريب الفجوة بين المستوى الحاضر والمستوى والاداء المأمول.
المستوى الثاني: التطوير لتحقيق مستوى مرتفع بشكل مستمر.
المستوى الثالث: الابتكار وانجاز اعمال جديدة واداء افضل لانتاج التغير لماهو أكثر فاعلية.
وعند التدريب والتخطيط للعمل فإن المهمة الاولى هي التأكد من ان هدف العمل واضح وهو الادارة والموظفين لديهم قيم واتجاهات مستقبلية مشتركة, وهل يعرفون ما سيصنع الفشل والنجاح وهل يستطيعون قياس ذلك واذا لم يعرفوا ذلك فيجب تعريفهم وتبصيرهم وتعليمهم بهذه الامور الهامة التي تتعلق بهم وبالمؤسسة التي يعملون بها وإلا فان خطط التدريب غالباً ستكون قديمة ولا تهدف الى صنع المستقبل.
ان تطوير النظرة المستقبلية والتطلعات والرؤى وتحديد اهداف المؤسسة والعمل هو عمل الادارة المتطورة الراقية في نظرتها وطموحها لذلك فيجب استدعاء المدربين الخبراء الذين لديهم مهارات تدريبية وتطويرية عالية وسيكون عملهم مساعدة المديرين التنفيذيين لتخطيط وتنفيذ اللقاءات الضرورية على مستوى ورش العمل التدريبية كالورش التي تنظمها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية قي هذا اللقاء حيث يتضمن تنظيم ورشة عمل تتناول اربعة محاور رئيسية هي الثقافة التنظيمية للشركة الاستقطاب والتوظيف، التدريب والتحضير وخطط تطوير المسار الوظيفي حيث سيحاضر في هذه الموضوعات نخبة من اساتذة الجامعات السعودية والمتخصصين في حقل الموارد البشرية.
ان الحاجة دائمة للتدريب المستمر فالنمو الاقتصادي ومدى فعالية المؤسسة وانتاجية العامل كلها عوامل متداخلة والرابط بينها هو عملية التدريب والتعليم المستمر الذي يحدث في المؤسسة وخارجها.
والتطور الاقتصادي والمهني يعتمد على التعلم والتدريب الجديد والتعلم عن طريق العمل والممارسة, واستراتيجية تطوير المصادر البشرية يجب ان تركز على الالتزام بالتدريب وايجاد المصادر التدريبية والمالية اللازمة والمرونة التي تحتوي جميع المواقف.
ولمساندة مبدأ اعادة التدريب فعلى الادارة او قسم المصادر البشرية الالتزام القوي بهذا المبدأ ويجب زيادة نسبة الاستثمار في التدريب واعادة التدريب, ويجب على المؤسسة او الشركة ان تربط التدريب المستمر بعمليات التخطيط ولهذا فعلى المدربين والمهتمين بالتدريب والتطوير العمل مع الخبراء في مجال الاعمال ومخططي نظم المؤسسة لتصميم نظم وبرامج تدريبية مناسبة وملبية لحاجة المؤسسة وحاجة منسوبيها, ونتطلع ان يخرج لقاء التوظيف والتدريب الوطني بمقترحات وآليات عملية لتطبيق السعودة والتركيز على التدريب والتأهيل واعادة التدريب والتأهيل المستمرين وعلى اساليب وتقنيات التوظيف خاصة انه سوف تعقد حلقة تدريبية للباحثين عن عمل بالقطاع الخاص.
وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى.