Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



ركاب الدقيقة الأخيرة أفضل أم الحجز الزائد؟!
محمد بن ناصر الياسر الأسمري

لخطوطنا الجوية تميز خاص عن بقية شركات النقل الجوي العالمية, فهي تحمل المادة الأولى في دستور الأمة الشهادتان ثم قد تكون الوحيدة التي لا تقدم الخمور ولا لحم الخنزير, ولها محاولات للتطوير والتحسين مما دعا الى تشكيل لجنة لمعالجة معضلة التوظيف، ولعل الحل البالغ الضرورة هو تجديد الدماء في الإدارة والتسويق والمبيعات ومهارات التعامل مع الزبائن من خلال الاستشعار بأن ما تمارسه هذه المنشأة هو خدمة مدفوعة القيمة يبحث في مقابلها الزبون العميل عن عائد يرضي يشبع رغباته ويلبي احتياجاته وحفظ آدميته,
ولا أرى أي مجال لهذه المطالب إلا بتغيير جذري يتيح للكوادر الشابة ذات التخصص المهني وهم كثر ولله الحمد من خريجي الجامعات في أرجاء الوطن في تخصصات إدارة نظم المعلومات الإدارية والاكتوارية وهندسة النظم والحاسوب ونظم المعلومات الجغرافية والتسويق والتمويل/ الإسناد، وضمان رضا المستفيد/ الزبون,, إلخ!!
إن المسار المهني الذي قطعته ناقلتنا الوطنية على مدى عمرها يتطلب ان يتكيف اكثر مع الواقع المعيش ولغة المجتمع محليا وعالميا سواء في المستوى الفكري او نمط المستويات المعيشة التي ارتقت من خلال المستويات التعليمية وحركة الانفتاح/ التواصل مع العالم تبعا لعصر التداخل/ الاتصال الكوني للثقافات والسفر/ السياحة من أهمها, وهذه أشياء تجاوزت المفاهيم الحالية، وليس هذا تقصيرا ولا إهمالاً بل هو طبيعة الحياة ودورة الزمان وتجدد/ تطور الأداء.
لقد كان الباعث على هذا الحوار النقدي الرغبة من دافع الغيرة/ الحرص على ناقلنا الوطني الذي نريد أن يبقى قويا/ منافسا في مجتمع النقل الجوي وهنا بعض الأفكار التي رأيت الإسهام بها:
* بما أن ناقلتنا الوطنية تنطلق من أرض العرب وقبلة المسلمين فإن النظرة إليها في كل مكان تحط فيه مرتبطة في ذهنية المسلم بكوامن الحب والانتماء إلى الاماكن المقدسة ومنبع الجذور للخيرية والهداية, لكن واقع الحال لا مدد/ سند محسوس / مقاس له, فاللغة العربية لغة الأمة المسلمة/ لغة هذا الوطن قد جاءت على قدم المساواة مع اللغة الإنجليزية في الاهتمام والاستعمال وكأننا بلد ثنائي اللغة, ولسنا كذلك!! بل لا أغالي لو قلت إن الواقع يشير إلى تغليب الإنجليزية، فالتذاكر مطبوعة باللغتين إلا أن المسافرين/ الرحلة/ الناقل/ درجة السفر/ سمة الحجز/ طريقة الدفع/ نوع التذكرة/ صلاحيتها/ وقت الإقلاع كلها لا تكتب إلا بالأحرف اللاتينية سواء أكان باستخدام الحاسب الآلي أو يدويا ولا اعلم المبرر الذي يمنع استخدام اللغة العربية التي هي جزء حيوي من مكونات شخصيتنا وانتمائنا العقدي/ الفكري, وفي حدود علمي أن جل شركات النقل الجوي لا تكتب المعلومات المدرجة آليا في التذكرة إلا بلغتها فقط, إنني أدعو السعودية إلى رد الاعتبار إلى لغتنا بجعل كتابة المعلومات في التذاكر بالعربية فقط في الرحلات الداخلية وعدم استخدام غيرها بل أطالب بكتابة أسماء غير العرب بالعربية, أما في شأن الرحلات الدولية فلا مشاحة في استخدام الثنائية فلعل هذا يهدي إلى اتساع لتعلم العربية .
* كذلك فإنني وبناء على السياق السالف أتمنى لو نهجت السعودية أن يكون الإعلان عن قيام الرحلات والنداء على المسافرين في المطارات باللغة العربية فقط في الرحلات الداخلية على أن يبقى الحال في الرحلات الدولية باللغتين أو غيرهما من اللغات العالمية في موسم الحج ولكن شريطة أولا بالعربية ثم غيرها كما هو الحال في مطارات فرنسا/ إسبانيا/ البرتغال/ الصين/ الهند/ إيران/ ألمانيا/ وغيرها.
* كذلك، فإن الترحيب بالركاب داخل الطائرة بالعربية فقط شيء لا مندوحة منه فربما انه مطلوب أن يتعلم غير العرب في بلادنا على الأقل كلمات التحية: السلام عليكم,, أهلا وسهلا.
* من السلوكيات الموحشة ما أشاهده من المضيفين/ المضيفات أثناء تقديم الخدمة الجوية حين يسأل الركاب وهم على الأقل يعتمرون العمامة والعقال كوفي، تي! مما يثير الأعصاب ويستفز المشاعر, وهنا آمل أن يمنع كليا البدء بالإنجليزية فكلمتا شاي/ قهوة ليستا صعبتين ولعل السعودية تكسب الأجر أن يعرفهما مجتمع النقل الجوي كما هو الحال مع الكوشر لحم خال من الخنزير بالعبرية .
* سلوك آخر يحتاج إلى طمس, عند الإعلان في بعض الرحلات التي ما زال التدخين فيها مسموحا، يأتي الإعلان: لقد اطفئت علامة ممنوع التدخين ويمكنكم الآن التدخين إذا شئتم , يضايق هذا التعبير الذين لا يشربون التبغ أجارنا الله ولعله بالإمكان استبدالها بالصيغة التالية: لقد اطفئت/ اختفت إشارة/ علامة منع التدخين ولعله بإمكان من يدخن أن يدخن في الأماكن المخصصة/ المعلمة, ففي هذا مساحة من العدل في عدم تعميم ما يفعله الأقلية على الاكثرية الذين لا يحبون الدخان، كما هو المأمول.
* لا اعلم الاستراتيجية التي قام بها ناقلنا الوطني وغير المسبوقة في ظني وهي عمل حجوزات اكثر من المقاعد المتاحة!! وهو ما أوقع الكثير في حرج من المسافرين وعلى وجه الخصوص رجال الأعمال، الطلبة، الطالبات وعلى الأخص في الجامعات على مستوى الوطن المتباعد الأرجاء, إن هذه ممارسة ابعد ما تكون عن مفاهيم التسويق والتخطيط, والإدراك السليم لمتطلبات المنافسة والعولمة.
وبعيدة جدا عن أسس ضمان/ تحقيق الرضا والولاء للزبون/ العميل, لقد جاء هذا الاجراء غير المنطقي كما يردد القياديون في الناقل الوطني لمواجهة الحجوزات الوهمية التي تسببت في وجود مقاعد شاغرة تخسر بسببها السعودية مادياً وتعطل أناساً عن السفر، وهذا تبرير غير مستساغ !! فليس من العدل ولا المعقول معالجة خطأ بخطأ, ولو درست السعودية العلة في هذا الشأن لوجدت أنها المسببة لها, ففي اعتقادي أنها الناقل الجوي الوحيد في العالم الذي لا يثق في المسافرين!! فلا بد من حضور المسافر شخصيا أو من يمثله لتأكيد الحجز وشراء التذاكر مع أي موظف في الخطوط السعودية يستطيع وبالهاتف الطلب من أي شركة طيران عالمية حجز 100 مقعد إلى أي جهة في العالم!! ولا يطلب منه ما تطالب به السعودية وهكذا تقوم مكاتب السفريات والسياحة في تعاملها مع شركات الطيران العالمية ثقة بثقة إلا مع السعودية فالأمر متعب ومرهق جدا, وبهذا السلوك خلقت السعودية عدم الثقة في المسافرين وقوبلت بنفس المعيار!!!
* والأمر في غاية اليسر كل شركات الطيران في العالم لديها في المطارات منصة ركاب اللحظة الأخيرة last minute passenger تبيع المقاعد الشاغرة فورا لمن يريد السفر بأرقى تعامل حضاري/ إنساني يمنح الإحساس بالرضا والأمان للمسافر لا عدم الثقة!!
* إن معاناة المسافرين على السعودية والمتعاملين معها من وكالات السفر والسياحة أشبه ما تكون بالنياحة في مواسم السفر في إجازات الصيف/ العمرة وغيرها واستمرار الحال محال مع التوجه السياسي/ الاقتصادي للدولة/ الوطن في جعل العمرة متاحة على مدار العام وهو خيار استراتيجي لا رجعة فيه كتوجه لخلق مناخات للعمل والاستثمار إن لم تتحرك السعودية لمواكبته بل ومسابقته فإن السوق سوف يرحل إلى حيث الاداء الأفضل المربح المريح للمسافر وشركات السياحة والسفر التي سوف تتغلب بأساليب التسويق المشوق على السعودية وتسحب البساط في سوق السياحة العالمية وتغري المسافر السعودي بالسفر معها وتكون الخسارة اكبر جسارة على الوطن.
* العنصر البشري هو ركن الأساس في الأداء المهني، وإذا شعر العاملون في ناقلنا الوطني انهم بائعون للخدمة لا موظفون مانحون لها فإن الوضع سيختلف أما إن استمر الحال على السائد حاليا فلا تقدم يرتجى.
هذا نداء من العقل القلب لناقلتنا الوطنية للمبادرة إلى تبديل ما سبق من المعوقات سعيا للارتقاء والنماء وما ذلك بعزيز ولا مستحيل واللهم إنا نسألك في سفرنا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved