Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



كيف نحد من مسببات التسمم الغذائي
الرقابة الحكومية لا تكفي في ظل غياب الضمير والوازع الديني

* المدينة المنورة مروان عمر قصاص
تطالعنا الصحف المحلية بين آن وآخر بأخبار عن حدوث تسمم غذائي بين المواطنين بسبب تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة لسوء الاعداد سواء في المنازل أو المطاعم والأخيرة أكثر سبباً ورغم خضوع المطاعم ومحلات اعداد الاطعمة لرقابة مكثفة من وزارةالشؤون البلدية والقروية ومن الأمانات والبلديات الا انه تحدث بعض التجاوزات التي تسبب بعض حوادث التسمم، وفي السطورالتالية سنحاول مناقشة هذه القضية من خلال طرحها على عدد من المسؤولين وكشف العديد من الملابسات يدفعنا إلى ذلك الحرص المكثف من حكومتنا الرشيدة وعمل أجهزتها المختصة الدائم للحد من مسببات التأثير على الصحة العامة من خلال الرقابة والتفتيش المتواصل والتأكد من خضوع العاملين بها للكشف الطبي.
وكانت بداية الجولة من معالي أمين المدينة المنورة المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين بصفته المسؤول الأول عن الرقابة الصحية والاصحاح البيئي في احدى مناطق المملكة الذي رحب بالجزيرة وأشاد بمتابعتها للقضايا التي تهم المجتمع وقال معاليه: ان الصحة العامة وسلامة البيئة مطلب أساسي في حياة المجتمعات البشرية لكي تنمو وتزدهر مضيفاً إن أي قصور أو اختلال في أداء هذه الخدمة يسبب اضراراً بالغة بالمجتمعات السكانية ولهذا فقد أولت حكومتنا الرشيدة عبر العديد من الأجهزة الحكومية ذات العلاقة هذا الموضوع اهتماماً كبيراً لتفعيل الرقابة الصحية في الأسواق وقال: ان المراقبة الصحية عمل وقائي لمنع حدوث حالات التسمم وانتشار الأوبئة مؤكداً ان الرقابة هي الخط الأول للتصدي لحالات التسمم ومحاربتها، وأكد الحصين ان أمانة المدينة المنورة وكافة البلديات تجند طاقاتها في هذا الجانب اضافة لتنظيم العديد من الندوات والمحاضرات حول الرقابة الصحية وجدواها والتوعية بأهميتها واضاف أن المراقبة الصحية والاصحاح البيئي لا تقتصر على المحلات التي تقدم الأغذية بل تتعدى ذلك إلى ما هو أكبر وأشمل حيث تهدف إلى الحد من كل ما يساهم بتلوث البيئة مثل تسرب مياه الصرف الصحي ومقاومة الحشرات والآفات والحيوانات العقورة ورصد معدلات تلوث الجو ومعالجة النفايات وغير ذلك.
هذا وقد أنشأت أمانة المدينة المنورة مختبراً مجهزاً بأحدث التجهيزات لتحليل المواد وتحديد صلاحيتها للاستهلاك الآدمي ويشتمل المختبر على قسم للتحليل الميكروبيولوجية وقسم مختص للتحاليل الكيميائية كما يوجد بالمنطقة العديد من المختبرات المجهزة لاجراء التحاليل المناسبة.
رأي الطب
من جانبه يقول الدكتور/ عامر سنبل اخصائي الأمراض الباطنية بمستشفى الزهراء بالمدينة المنورة ان التسمم الغذائي من الأمور الخطيرة التي تهدد حياة الانسان وتكمن خطورتها عند حدوث تسمم جماعي لا قدر الله وخاصة في الاحتفالات أو المدارس وهذه ولله الحمد نادرة الحدوث في المملكة وقال: إن بكتيريا السالمونيلا من مسببات التسمم مشيراً إلى أن هذه البكتيريا تتواجد في الأجهزة المعوية للحيوانات بما فيها الطيور، كما تتواجد في المياه أحياناً وفي البيض وتبدأ أعراض الاصابة بهذه البكتريا بالاحساس بالغثيان مع الآلام في البطن وشعور بالصداع كما يشعر المصاب بالقشعريرة والاسهال واحياناً ما يصاحب هذه الأعراض تراخي في العضلات وارتفاع في درجات الحرارة وأكد ان النظافة تحد من الاصابة بهذه البكتريا، وأشار إلى أن هناك شرائح عديدة معرضة للاصابة بسبب سلبيات بعض المطاعم ومن هذه الشرائح الشباب الذين يقبلون على تناول الأطعمة في المطاعم وكذلك العزاب وبعض الاسر وحذر هذه الفئات من الافراط في تناول هذه الأطعمة والتأكد من نظافة المطاعم التي توفر لهم الأطعمة حفاظاً على سلامتهم، ودعا إلى ضرورة الاهتمام بمراقبة المطابخ العامة التي تعمل في مجال تجهيز الولائم الكبرى لان حدوث أي سلبيات لا قدر الله ينتج عنه أخطار كبيرة نظراً لكثرة الناس الذين يتناولون هذا الطعام.
وقال الدكتور السنبل ان التسمم الغذائي متعدد الأسباب منها التسمم بالمواد الكيميائية وهذا النوع نادر الحدوث وهو يحدث بسبب تناول أطعمة محتوية على معادن سامة مثل: الزنك والنحاس والرصاص والتي تصل إلى الأغذية باستخدام أوعية مطلية أو نتيجة لرش مواد كيماوية على الفواكه والخضار ومن أنواع التسمم تناول نباتات أو لحوم ملوثة أو تناول أغذية ملوثة بالبكتريا والميكروبات وغير ذلك ومن مسببات التسمم الخطيرة نجد أن المواد الكيماوية والأبخرة المتصاعدة من المصانع في الدول الصناعية والتي تنتشر في الهواء وتسبب آثاراً خطيرة على صحة الانسان حيث قد تؤدي للاصابة بالسرطانات والأورام والاضطرابات النفسية والعصبية وتعتبر هذه المواد من أخطر ما يهدد الحياة البشرية.
ولاكتمال دائرة النقاش التقينا بعدد من المواطنين الذين تحدثوا حول التسمم الغذائي حيث قال يوسف المهرجي: من مصلحة الطيران المدني بالمدينة المنورة انني اصاب بالدهشة والقلق عندما أقرأ عن حدوث حالات تسمم غذائي بسبب تناول أطعمة ملوثة رغم كثافة المراقبة وأحزن لاصابة بعض المواطنين والمقيمين بسبب هذا التسمم وقال: إن سبب الدهشة هو ندرة حدوث التسمم في بلادنا حتى سنوات قليلة ماضية ودعا المهرجي الى تكثيف الرقابة وقال: إن الرقابة وحدها قد لا تكفي إذا لم تقترن بالرقابة الذاتية من أصحاب المحلات والمواطنين المستهلكين أنفسهم للحد من مسببات التسمم الغذائي.
وقال المواطن زكي مبارك أعتقد أن مخافة الله عند أصحاب المطاعم ومحلات ترويج المواد الغذائية هي الأساس في الحد من مسببات التسمم الغذائي خاصة ان بعض المطاعم وسعياً للكسب المضاعف على حساب صحة المواطن تستخدم أحياناً مواد منتهية الصلاحية أو مخزنة بطرق بدائية تكون عرضة للتسمم وقال مخاطباً أصحاب المحلات اتقوا الله في عباده وكونوا أكثر وعياً حتى نجنب المجتمع أخطار هذه المواد التي تعرض الصحة العامة للخطر.
ودعا المواطن خالد بن محمد بن فارس معلم الأجهزة الرقابية لتكثيف جولاتها على مواقع اعداد الأطعمة وليس أماكن عرضها فقط مشيراً إلى أن مواقع اعداد الأطعمة تكون في الغالب أماكن قذرة تستخدم أواني قديمة ومواد منتهية الصلاحية بعيداً عن عيون الرقابة بحيث لا يرى المستهلك الا أطعمة معروضة بأشكال جذابة وهذا هو مكمن الخطر.
* نهاية المطاف:
والآن وقد استكملنا طرح القضية نحاول تلخيص ابرز الآراء فيما يلي:
* اجماع على تقدير جهود المرافق الحكومية في رقابة أسباب التسمم الغذائي.
* المطالبة بتعاون أصحاب المحلات التجارية وسلامة ضميرهم والعاملين معهم.
* المطالبة برقابة مواقع اعداد المواد الغذائية والحد من سلبياتها.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved