هذا العصر هو عصر التكنولوجيا وعصر العولمة السريعة والثقافة الشاملة والمتخصصة توازيا مع الواقع المعاصر لذا يجب ان يستغل خير استغلال مقابل ما نراه اليوم من تدن في مستوى ثقافة فنانينا مما لا يبشر بمستقبل فني متكامل في بناء جسده واعني بذلك فناني الطرب اذ انهم حتى الان لا نرى الا القليل من الذين يتمتعون بثقافة فنية عالية اوحتى متوسطة وهذا هو الخطأ بعينه لان الفنان ليس مؤديا فقط لذلك يجب عليه ان يكون عارفا بتاريخ فنه وان يختار ما يناسبه من مقامات موسيقية تتناسب مع صوته كما يجب عليه ان يبدع في الاداء لكي يصبح مقنعا للمستمع وفي اعتقادي ان الفنان لا تضره ولا تعطل مصالحه ساعة او ساعتان يقضيها في البحث عن ثنايا الثقافة الفنية في عصر الانترنت ومشاهدة آخر ما توصل اليه من سبقوه,, فهناك مواقع عديدة للمطربين الاوائل اضافة الى امكانية البحث بين المواقع الفنية عن كل جديد في مجاله الفني والملاحظ الان ان معظم الفنانين قد اكتسبوا مهارة العزف الموسيقي سماعيا فمعظمهم لا يقرأ ولا يكتب النوتة الموسيقية وآخرون لا يعرفون المقامات الموسيقية ولا حتى السلم الموسيقي وهذه النوعية من الفنانين اصبحت التكنولوجيا تخدمهم في تركيب الصوت واخفاء العيوب الصوتية وضعف الصوت و(النشاز).
في كل حلقة يثبت برنامج (كاريوكي) على اذاعة MBC - FM انه لم يتبق موهوبون في العالم العربي اذ ان كل من لديه ذرة موهبة في الغناء اصبح فنانا مشهورا والمشكلة انه له جمهور متحمس ومتابع له هل هذا يعني ضعف الذوق العام او يعني تشابه توجه الفنانين في طرحهم اذ من الملاحظ ان معظم الفنانين اصبحوا متشابهين فيما يطرحونه من اعمال كما انهم يركزون على مقامات معينة نادرا ما يخرجون عنها كما يلاحظ شغفهم وحرصهم على الاغاني السريعة,, ومما يدلل على تشابه توجه الفنانين هو الموضة الجديدة ايقاع المقسوم اذ لابد من وجود اغنية على الاقل في الالبوم بايقاع (المقسوم) فهل يعني هذا شيئا آخر مثل (الشغل على المضمون).
عبدالرحمن اليوسف