Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



الأدب المثمن
للصمت مقال في العشق ,, وللكلام مقام!!
أحمد عبدالله الدامغ

وبالتزام الصمت تتعذر معرفة عقلية الصامت,, لأن عقل المرء يدل عليه لسانه ومنطقه, او كما قالوا: عقل المرء خلف لسانه.
وإذا علم أن الصمت يحول في كثير من المواقف دون صاحبه: بل يقيه من ان يكون شريحة تتبادلها ألسنة النقاد بأساليب مختلفة الاتجاه, فإن عقلاء الناس يحرصون على التزام السكوت وانتهاج الصمت حتىلا يكونوا عرضة لناقد او منتقد أو ثالب وقادح بسبب فلتة لسان لم يحسب لها حسابا.
وقد يعترض سؤال حول التمييز بين الشخص المطبوع على الصمت والشخص المتصامت, فتأتي الاجابة بأن الصمت بطبيعته ترافقه السلامة في أي طريق يتجه نحوه,, أما المتصامت فإنه يسلم مرة ويكون حصادا للسانه مرة اخرى,, وان صحّت هذه المقارنة بين الصامت والمتصامت فإن الثالث يعرف بالمهذار الذي لا يملك في صدره مستودعا لأي كلمة يجب السكوت عليها وعدم نشرها وهذا الصنف خطؤه أقرب اليه من صوابه,, وذمه أقرب اليه من مدحه.
وقد يعترض سؤال يقول: هل الصمت حسن في كل مجال وفي كل موقف؟ أم الكلام والإسهاب أحسن منه في بعض المواقف؟ والاجابة على ذلك تتمثل في قولهم: لكل وقت لبوسه وقولهم: لكل مقام مقال.
وقد يعترض سؤال عن مدى فعالية كل من الصمت والكلام في ميدان العشق ومسالك الوجدان,, وأيهما يحقق الغرض ويكسر حاجز الهجران, ويخدم الشوق والوله؟, والإجابة لاتخلو من رأي يقول: ان اللعب على الحبلين في هذا المجال جائز ومستحسن لدى بعض فئات العشاق,, فان كان الطرف الثاني يقرأ معنى الصمت وتجدي فيه الرموز التي يحملها الصمت في طياته,, جاز ذلك كأسلوب تعاملي يحقق أهداف الاشواق المتأججة في داخل النفس.
أما اذا كان الطرف الثاني لايقرأ في الصمت مايوحى له بصادق المحبة فإن البوح بما يغمر النفس من حب وشوق هو الوسيلة التي تضمن إبلاغ المحبوب بوله محبه وتعلقه به.
والإفصاح عن الحب بالكلام هو اكثر ما يطرقه شعراء الغزل,, أما الاشارة الى ان في الصمت ما يخبر عن الوله والشوق فهي قليلة فيما يلهج به الشعراء من تغزل,, وحول الصمت المريب والبوح المكشوف يقول الشاعر عمر محمد كردي من قصيدة له منها قوله:

لاتعجبي للصمت يملكني
وتساءلي إن حل بي الملل
فلأنت من دنياي أعذبها
بل أنت فيها الشعر والغزل
لاتسرفي في اللوم فاتنتي
فأظل للأعذار أنتحل
صمت الرجال دليل فطنتهم
ويزيدهم حسنا إذا عقلوا
وقوله:

قالت عرفت الحب يكشفه
بوح الأحبة إن همو عذلوا
لا صمتهم حتى وان قصدوا
بالصمت مايسمو به الرجل
شتان بين الحب في وله
يشكو وبين الحب يعتزل
وأراك في حال يحيرني
سيان فيه الريث والعجل

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved