Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



قدم خدماته التأهيلية والطبية لأكثر من 100 ألف حالة منذ إنشائه
المركز المشترك لبحوث الأطراف الاصطناعية والتعويضية
مفهوم إنساني حضاري لتوطين تقنيات التأهيل

* تحقيق: مريم شرف الدين
** ان تكون هناك بادرة امل في حياة المعاق والتحرر من تلك القيود التي اجبرته وجعلته ينصهر في بوتقة الاعاقة,, واخماد انفاسه من تنفس المعنى الحقيقي للحياة وكون هذا التحرر كان هو البداية للانطلاق الى عالم اكثر رحابة يتقبل المعاق بكل علاته الاعاقية واخراجه من تلك الحياة ومحاولة بذل كافة الجهود لمحاولة انتشال هذه الفئة التي تشكل حوالي 3,7% من نسبة السكان فهذا بحد ذاته يعتبر انجازاً,, وحتى وان كانت تعتبر نسبة عالية من الاعاقة الاانها تعتبر النسبة الاقل حدة اذا اردنا مقارنتها وعلى سبيل المثال مع البعض من دول العالم مثل الولايات المتحدة الامريكية او في بريطانيا التي تشكل فيها نسبة الاعاقة 7,8%.
وجميعنا بالطبع قد لا يتجاهل حجم هذه الجهود التي تمثلت في رعاية حكومتنا الرشيدة لهذه الفئات واهتمام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بتوفير المراكز والمؤسسات التعليمية المتخصصة التي يمكنها ان تساهم في احداث هذه التحولات في حياة المعاق,, واعطائه دفعة لتفعيل دوره في الحياة,, الى جانب المؤسسات الخاصة التي اوجدت ايضا للعناية به.
نضال انساني من اجل تحقيق هدف سامٍ لم يتوقف,, وهناك الكثير من الشموع التي أضيئت وستضاء لاكمال هذه الرسالة ومن هذه الشموع,,كان المركز الوطني للاعاقة والتأهيل.
ولكي يتجسد مثل هذا المركز والعمل الانساني,, لابد ان يكون هناك رجال وراء هذا الانجاز,, ويأتي في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي يعتبر الراعي الاول لانظمة رعاية المعاقين في العالم.
وكان الفضل لسموه يحفظه الله ايضا في انبثاق هذا المركز في عام 1407ه من خلال الدعم السخي الذي سبق وان قدمه سموه للباحث الرئيسي والمشرف العام على المركز المشترك ورئيس البرنامج الوطني لتعريب علوم وتكنولوجيا الاعاقة أ, د, محمد بن حمود الطويرقي في مشروع عواقب شلل الاطفال بتاريخ 4/6/1409ه والذي كان النواة الاولى لباكورة الجهود البحثية للمشروع الوطني لابحاث الاعاقة والتأهيل وتحويل مسار العملية التأهيلية الى داخل المملكة بهذه الخطوة.
حيث اظهرت نتائج المشروع الوطني لابحاث الاعاقة والتأهيل ان العدد الاجمالي للمعوقين في المملكة وصل الى 493,605 معاقين اي حوالي 3,73% من عدد سكان المملكة,, كما اظهرت هذه النتائج ان الاعاقة الجسدية تمثل حوالي ثلث مجموع الاعاقات اي 33,60%، كما تمثل الاعاقات الاخرى البصرية 29,9%، النطقية 13,4%، والسمعية 10,7%، الاعاقة الذهنية 9,7% واخيرا الاعاقة النفسية وتمثل 2,7% من مجتمع الاعاقة في المملكة.
كما اظهرت هذه الدراسة ان 44% من اجمالي نسبة المعوقين في المملكة يتلقون الخدمات التأهيلية التي في حاجة لها وهذه النسبة تعتبر مؤشرا على نجاح انظمة الرعاية الاجتماعية، وتؤكد ايضا على مدى حرص المسؤولين على تطويرها ورعايتهم لها بما يضمن لها الاستمرار وحتى تينع بالعطاء وتجنى ثمارها، بعد ان استغرق انجازها مدة خمس سنوات واصدارها باللغة العربية في 27 رمضان 1417ه.
وقد استغرقت الدراسات التمهيدية المحلية والعالمية لانشاء المركز المشترك حتى عام 1410ه تم خلالها التخطيط لمعرفة الواقع الاحصائي والوضعي للمعوقين عملية التصنيف في المملكة ودراسة الخدمات المقدمة لهم عبر مراكز الرعاية الاجتماعية المختلفة,, وتحديد احتياجاتهم الفنية والقانونية الفعلية من مواقع هذه الدراسات,, لينطلق المركز في توجهاته البحثية والخدماتية في أواسط عام 1410ه ويتمكن خلال زمن قياسي من اقتحام الاوساط العلمية العالمية ونشر ابحاثه في ارقى الدوريات والمنتديات بدعم خاص من المقام السامي بتاريخ 28/8/1414ه وبدعم من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتاريخ 19/10/1415ه حتى اصبح يلبي حوالي 20% من الاحتياجات الفعلية للمعوقين والمسنين من الوسائل التأهيلية عالية التقنية على مستوى مدينة الرياض,, وحوالي 5% من الاحتياجات الفعلية لهذه الفئات على مستوى المملكة,, مما دعا الجهات الاخرى المختصة لدعمه باعتباره الجهة الوحيدة في هذا المجال.
ومن خلال هذه الجهود والدور الواضح الذي بدأ بتشكيله المركز في مجال الاعاقة صدر الامر السامي الكريم رقم 1369/س/خ بتاريخ 26/3/1418ه والامر السامي الكريم رقم 1370/س/خ بتاريخ 26/3/1418ه بتخصيص ميزانية سنوية لتشغيل المركز من العام المالي 1418/1419ه بمبلغ اجمالي قدره ستة وعشرون مليون ريال سعودي.
ويعتبر المركز اول مركز وطني متخصص للبحث العلمي في مجال تطوير قضايا وخطط وابحاث ومنظومات التأهيل والرعاية الاجتماعية في المملكة, ويتكون الهيكل التنظيمي للمركز المشترك لبحوث الاطراف الاصطناعية والاجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين من الراعي الرسمي للمركز صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بمشاركة كل من وزارة الصحة وجامعة الملك سعود وآخرين والباحث الرئيسي المشرف العام للمركز أ, د, محمد بن حمود الطويرقي الذي يقوم بالتخطيط والتنظيم والاشراف بصورة مباشرة او بالتعاون مع فريق البحث ومساعديه ومستشاريه على ثمانية اقسام تمثل العمود الفقري للمركز المشترك وهي، قسم العلاج التعليمي، قسم هندسة وتكنولوجيا التأهيل، قسم البحوث والتطوير، قسم الحاسب الآلي، قسم التعليم والتدريب، قسم الشؤون الادارية، قسم الشؤون المالية، قسم شؤون المعوقين.
وكل قسم من الاقسام الثمانية يعتبر له مهامه الاساسية التي تهيىء للمركز المناخ العلاجي والبحث المتكامل الذي يمكنه من اداء دوره والقيام بمسؤوليته تجاه هذه الفئات على اكمل وجه وعلى سبيل المثال نجد ان قسم العلاج التعليمي يهتم بالتعليم الخاص للاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 7 الى 12 عاما من ذوي الاحتياجات الخاصة كالتخلف العقلي، الطفل المنغولي، الشلل الدماغي، شلل الاطفال، ودراسة حالاتهم مع ذويهم ووضع الخطط العلاجية لكل حالة منها على انفراد ثم تنفيذها في المختبرات المتخصصة عبر برامج التعليم والتدريب وتحقيق ذلك بالتعاون الوثيق مع اهل الحالة او من يقوم برعايتها ويعتبر هذا القسم من اكثر الاقسام نجاحا وانتشارا على المستوى الوطني.
اما القسم الطبي ويعتبر من اكثر الاقسام تعاملا مع المعوقين حيث يضم نخبة من خيرة الاطباء والمتخصصين في العلاج الطبيعي، والعلاج بالعمل، والعلاج النفسي والاجتماعي، وفي النطق والبصريات والتغذية في ذات الوقت الذي يحتوي فيه هذا القسم على قسم للاشعة وآخر للمختبرات.
ويقدم هذا القسم انشطته الخاصة من خلال الوحدات التالية.
وحدة العلاج بالعمل الوظيفي :
وتقوم هذه الوحدة بمهمة اعادة تأهيل المعوق لممارسة انشطة حياته اليومية واعادة توجيه القدرات والمهارات المتبقية لديه وتدريبه على استخدامها في اغراض جديدة لتعويض ما فقده منها وذلك لتحقيق الاهداف المرجوة واتاحة الفرصة له للاعتماد على نفسه في قضاء احتياجاته والعودة لممارسة عمله السابق وتهيئته للتدرب على ممارسة اعمال اخرى بالشكل الذي يتلاءم والاستخدام الامثل للقدرات المتبقية.
دور علاجي وتوعوي
وحدة التأهيل النفسي والاجتماعي.
وهذه الوحدة تقوم بمعالجة المشكلات والمعوقات النفسية التي يعاني منها المعوق وحل مشكلاته الاجتماعية وما يتفق منها بعلاقاته الاسرية والمجتمع المحيط به وتحقيق هذا الهدف من خلال توعية الاسرة بظروف المعوق وكيفية التعامل معه ورعايتها له نفسيا واجتماعيا.
وحدة العيادات الطبية
ويتوفر بالمركز عدد من العيادات الطبية المتخصصة ويوجد بها اطباء متخصصون,, واجهزة دقيقة للفحص والتشخيص ويعد الكشف الطبي في العيادات من الاشياء الرئيسية التي يخضع لها المعاق بعد الانتهاء من الاجراءات اللازمة في قسم الخدمة الاجتماعية واجراء الكشف الطبي الشامل من قبل الاطباء المختصين وفحص سائر القدرات الاخرى للجسم وعدم التوقف على فحص حالة الاعاقة مما يتيح الفرصة للتعرف على نوعيات اخرى من الاعاقة التي لا يكون الاهل على معرفة او دراية بها وخصوصا اذا كان المريض في مرحلة مبكرة من عمره.
البرنامج العلاجي
ويتم تحديد البرنامج العلاجي للمريض وفق نوعية الاعاقة ودرجاتها ومدى امكانية تحسنها, ومن عناصر البرنامج.
* تصميم الكرسي الملائم لاحتياجات كل حالة من حالات الاعاقة، وغير ذلك من الاجهزة التعويضية.
* توفير العلاج الطبيعي.
* تحديد المواعيد مع فنيي الاطراف الاصطناعية في حالة البتر لتركيب طرف اصطناعي.
* تحديد المواعيد مع عيادة العظام بالمركز او تحويله الى المستشفى للعلاج الطبيعي.
* اعطاء مواعيد اخرى لمتابعة العلاج، او الحالة نفسها.
قسم العلاج الطبيعي
ويعتبر العلاج الطبيعي المتطور من اهم وسائل التأهيل في هذا المركز، ويحتوي هذا القسم على ثلاثة اقسام احدها للاطفال، واخر للرجال، والثالث للنساء.
اهتمام بالناحية الاجتماعية
وبانتقالنا الى قسم الخدمات الاجتماعية نجد ان المركز يولي اهمية كبرى للناحية الاجتماعية للمرضى والمعوقين والمسنين وهذا الاهتمام يأتي نتيجة لمساهمة البحث الاجتماعي بكافة عناصره في كل الامور ذات العلاقة بالاعاقة من الناحية الاجتماعية من حيث علاقة الفرد بمن حوله، وتأثيره بهم وتأثيره عليهم سواء كانوا من افراد الاسرة او الفئات الاخرى المحيطة به في المجتمع بشكل عام او الجيران بما يساعد على تلمس مشكلاته الاجتماعية والتخفيف من معاناته، والعمل على استقرار حالته.
خدمات التنسيق
ومن المهام الرئيسية لهذا القسم ايضا تنسيق خدمات المعوقين وتجهيز الملف الاجتماعي وتعبئة المعلومات المطلوبة وفق الحاجة ومنها الوضع الاجتماعي والاسري مثل عمر المعوق، وترتيبه بين افراد اسرته والوضع الصحي ونوعية الجهاز المستخدم حاليا ان وجد، والتكيف النفسي والاجتماعي، والتاريخ الصحي للاسرة، وصفة الاعاقة وصلاحيتها للتأهيل المهني، ثم تسجيل الباحث الاجتماعي للنتائج التي خلص اليها من خلال الحالة التي يبحثها.
التوعية والإرشاد
كما يتولى هذا القسم عملية التوعية والارشاد والاعلام وتوزيع النشرات الارشادية والنشرات الخاصة بالمركز ومطبوعاته التي تهم المعوقين والتي تساعد الاهل والمحيطين بهم على تفهم الاعاقة وتقديم المعلومات الضرورية لهم من اجل التغلب على معاناتهم والتعرف على سبل الوقاية من الاسباب المؤدية للتعرض للاعاقة.
اما قسم هندسة وتكنولوجيا التأهيل، فيختص بتوفير الاطراف الاصطناعية والاجهزة التعويضية والوسائل المساعدة الاخرى للمعوقين بعد تقييم الحالة من قبل القسم الطبي بمشاركة احد اخصائيي الاطراف الاصطناعية والاجهزة التعويضية وعضو فريق التأهيل ثم تحويلهم بالتالي الى هذا القسم اي قسم هندسة وتكنولوجيا التأهيل لتركيب الاجهزة المساندة واجراء التعديلات المطلوبة وتدريبهم على كيفية استعمالها وصيانتها، كما يقوم هذا القسم بتركيب اجهزة تعديل السيارات للتحكم بها يدويا.
اما قسم الحاسب الآلي فهو الذي تتعدد مهامه التي تتصل بجميع اقسام المركز والتحكم من خلاله بشبكة الحاسب الآلي ثم ربطها بجميع هذه الاقسام واتاحة الفرصة لبعض الاقسام المعنية منها بمتابعة الحالات التابعة لها من خلال البيانات التي سبق تسجيلها عنها في ملفات خاصة وذلك بهدف تيسير مهمة العاملين في هذه الاقسام واختصارا للوقت.
كما يمكن عن طريق هذه الشبكة في وقت لاحق القيام بإجراء عمليات احصائية ذات دلالات تم اعدادها من واقع الملفات الموجودة في الشبكة، مما يسهل عملية التخطيط واتخاذ القرارات المناسبة المبنية على قواعد احصائية علمية.
المختبرات
وفي اطار هذه الجهود وحتى يتمكن المركز الوطني للاعاقة والتأهيل من المضي قدما لتحقيق اهدافه التي انشىء من اجلها وحتى يمكنه القيام بإجراء مهامه البحثية والمخبرية فقد تم انشاء عدد من المختبرات العلمية ووفق احتياجاته المختلفة وتزويدها بأحدث التقنيات الحديثة التي يمكنها ان تخدم اغراض البحث العلمي بالمركز.
وتشتمل هذه المختبرات على: مختبر القياسات والتدريب، وهذا المختبر خاص بالاطراف الاصطناعية الخاصة بالفئات التي تعرضوا الى بتر في احد الاطراف او اكثر.
ورشة الصيانة
وتعنى هذه الورشة بتعديل وصيانة جميع الاجهزة التعويضية المساعدة للمعوقين ومنها صيانة الاجهزة التعويضية المساندة للمعوقين وتعديلها بالصورة التي تتناسب او تتلاءم مع حالة المستخدم وعمره خاصة اذا كان طفلا حيث يحتاج الى تعديل الجهاز خلال فترات متقاربة نظرا للنمو المستمر للطفل.
ويتم ذلك من خلال الارتباط ببرنامج تأهيل المصابين بأعطاب الحبل الشوكي والمصابين بالشلل.
قسم الأشعة التشخيصية
ويتولى هذا القسم تقديم صور الاشعة لاعضاء الجسم المطلوب وتصويرها من قبل القسم الطبي ويستخدم في ذلك اشعة اقل خطرا من اشعة اكس ثم يقوم المختص باعداد تقرير عنها وتحويلها الى القسم المطلوب.
مختبر قياس كثافة العظام
ومهمة هذا المختبر الكشف عن المناطق التي يتوقع ان يكون فيها اختلاف في كثافة العظام بالنسبة للكبار والصغار ايضا, ويتم هذا القياس بجهاز امتصاص الاشعة السينية.
تأهيل المصابين بأعطاب الحبل الشوكي
ومن محاور البحوث المهمة التي يضطلع بها المركز المشترك برنامج اعادة تأهيل المصابين بأعطاب الحبل الشوكي وهو المشروع الوطني لاعادة تأهيل المصابين بهذا المرض.
ويهتم هذا البرنامج بالحالات التي تعاني من الشلل النصفي او الشلل الرباعي، وكذلك من يعانون صعوبة في المشي وفق درجات مختلفة.
اما مختبر الاجلاس فيوفر برنامج خدمة خاصة للمعوقين الذين يعانون من وجود شلل في المخ او شرم في السنسنة استسقاء النخاع الشوكي وغيرها.
حيث يتم اعداد منظومة خاصة به للاجلاس لان هناك مطالب معينة لكل معوق من جهاز الاجلاس مثل تحقيق الراحة او المساعدة التقويمية او تحقيق الاوضاع التي تساعد على الاسترخاء او تشغيل اليدين او الاتصال بالآخرين والبلع.
ومن المختبرات ايضا مختبر الابحاث الاكلينيكية ويحتوي هذا المختبر على وسائل مخبرية تشخيصية للكيمياء الحيوية وعلوم الانسجة وذلك للكشف المبكر عن الاعاقة ومسبباتها والتعرف كذلك على الوسائل الهندسية الوراثية الكفيلة بمناجزة الاعاقة والوقاية منها.
اما مختبر الوسائل السمعية والبصرية فيحتوي على مجموعة من الاجهزة المتقدمة لاعداد الشرائح وعرضها بالفيديو وذلك لمساعدة المعاقين على التقدم في مضمار العلاج.
منظومة الإجلاس
وننتقل الى منظومات الاجلاس التي وفرها المركز على احدث المستويات العلمية والتقنية وحققت الفائدة للكثير من الحالات ومنها، اصابات الدماغ، والعمود الفقري الناتج عن اسباب خلقية او مكتسبة وحالات الحثل العضلي وضمور العضلات وحالات تصلب او تقفع العضلات والمفاصل الحادة والكثير من الحالات غيرها التي تؤثر على الجهاز الحركي او العصبي او كليهما معا.
ومن اهم منظومات الاجلاس المساعدة على منع او تقليل تأثير الخلل العصبي، وزيادة الحركة المتاحة للمفاصل، وتوزيع الضغط الناشىء عن ثقل الجسم بشكل متوازن للحيلولة دون حدوث قروح الفراش وتحسين اوضاع الجسم وتمكين المعاق من استخدام قدراته ووظائفه الجسمية الصالحة، وزيادة قدرات الجسم من ناحية اخرى على تحمل الجلوس في الوضع المناسب دون الاحساس بالتعب والالم، بالاضافة الى منع تفاقم الحالة المرضية وعدم حدوث اي مضاعفات اخرى.
ويوفر المركز خمسة انواع من منظومات الاجلاس الحديثة التي تعتبر الاحدث والاقدر على تلبية احتياجات هذه الفئة.
توطين التقنية
وقد قطع المركز المشترك شوطا كبيرا في مجال نقل وتحديث وتوطين التقنيات، بعد نجاحه بالحصول على الكثير من الاجهزة الحديثة المتقدمة التي يتم استخدامها في فحص وتقييم الحالات المرضية,
وقد وفر المركز لمراجعيه تسع تقنيات هي.
* منظومات الاجلاس المخصصة لشديدي الاعاقة والمسنين.
* تصميم وصناعة الاطراف الصناعية والاجهزة التعويضية.
* اجهزة قياس النشاط العضلي بالتخطيط الكهربي.
* تقنيات البدائل السيليكونية.
* اجهزة قياس وتوزيع الضغط على المقعدة وعلى اخمص القدم.
* الكراسي المتحركة بالكهرباء.
* اجهزة قياس كثافة العظام.
* الحفز الكهربي لوظائف العضلات لتأهيل المشلولين.
* منظومة ايسيس لتشخيص حالات الجنف بالتصوير الشعاعي للجسم.
وهذه التقنيات تساعد على قياس قوة العضلات وتخطيط الكهرباء العضلية وتشخيص حالات الاعوجاج الجانبي للعمود الفقري الجنف بالتصوير الشعاعي المجسم، وقياس توزيع الضغط تحت المقعدة، وقياس توزيع الضغط على اخمص القدم، وغيرها.
وقد تم اضافة جهاز سعودي اليها من مبتكرات المركز وهو جهاز القياس الكمي لعدم وثاقة مفصل الركبة دون تدخل جراحي او غزو للانسجة الحية.
وفي مجال العلاج والتأهيل ادخل المركز تقنيات جديدة مثل، التنشيط الكهربائي لوظائف العضلات المشلولة، مما يساعد المشلول بالتمكن من الجلوس والوقوف والمشي.
ماذا قال المشرف على المركز
واستعراضا لمسيرة هذا المركز تحدث الاستاذ الدكتور محمد الطويرقي رئيس مجلس العالم الاسلامي للاعاقة والتأهيل والمشرف العام على المركز المشترك لقد اعاننا الله سبحانه وتعالى على تأسيس وانشاء هذا المركز بدعم وتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وبمساندة كريمة وسخية من صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله ليصبح بعد اكثر من عشرة اعوام منارة لابحاث الاعاقة ونموذجا للتأهيل وامثولة لمشروع قام على اصحاب النوايا البيضاء، وتحقيق الكثير من الانجازات وبشكل اكثر مما كان مخططاً له، حتى اصبح علامة فارقة في تاريخ التأهيل في المنطقة العربية كلها، فلاول مرة اصبحنا نتعامل مع الارقام والحقائق في تعاملنا مع عالم الاعاقة والتأهيل، وبلا شك ان نتائج هذا المشروع كانت فتحا مبينا من اجل التخطيط لمراحل مستقبلية قادمة في حياة المعوق ومختلف ظروفه وحالاته.
ويوضح الطويرقي ان الله قد قيض لهذا الصرح الذي يخدم المعوقين في هذا البلد المعطاء عددا من ابناء الوطن الذين جندوا انفسهم على العمل بصمت وتحريرها من اي مطلب شخصي وبذل هذه الجهود ابتغاء لمرضاة الله، وهكذا استطاع المركز التوصل بفضل الله سبحانه وتعالى للعديد من البحوث التي ستساهم بمشيئة الله في حل كثير من مشكلات الاعاقة.
وهذا بالطبع مما مكنها حتى الآن انجاز اكثر من 75 بحثا علميا ومشروعات وطنية حيوية في مجال الاعاقة وتأهيل المعاقين، واصبح لها صداها المسموع على المستوى الدولي وحصول بعضها على براءات اختراع عالمية.
والآن يخطو المركز بكل ثبات يحدوه الامل لمزيد من الدعم والعون من كل القلوب الخيرة والجهات النيرة نحو الالفية الثالثة وفي جعبته المزيد من البحوث التطبيقية لتوطين التقنيات التأهيلية وتطويرها في العديد من المجالات مثل، الوقاية من الاعاقة، ورعاية المسنين، ودمج المعوقين في المجتمع، ووضع استراتيجية شاملة لرعاية المعوقين وتأهيلهم وحفظ حقوقهم.
ويضيف الطويرقي: حقيقة بعد ان كان هذا المركز عبارة عن حجرة واحدة ضمن مبنى مركز التأهيل الطبي بالرياض، اصبح الآن صرحا تتنوع عطاءاته وخدماته وانجازاته في النواحي الوقائية والعلاجية وتأهيل المعاقين حتى اصبح للمركز مكانة تكاملية في هذا الوطن الى جانب المراكز والمعاهد الاخرى التي تعنى برعاية وتأهيل المعوقين، وتقديم اسهامات متميزة متخصصة ونادرة، حيث سبق وان تم ترشيحه للمقام السامي من قبل معالي وزير الصحة لتأهيل بعض القادة البوسنيين بواسطة الاطراف الاصطناعية الالكترونية في هذا المجال.
كما قدم المركز من ناحية اخرى خدماته التكنولوجية الطبية التأهيلية لحوالي 110,448 آلاف حالة من مختلف انواع الاعاقة، والخدمات لابناء الوطن منها، تنفيذ المشروع الوطني الخاص بمسوحات الميلان الجانبي للعمود الفقري الجنف لطالبات المدارس بمنطقة الرياض.
ايضا في اطار كافة هذه الجهود التي قمنا بذكرها، فاعتقد ليس بامكان اي مشروع حضاري تفعيل دوره بأسلوب راق في حياة الامم، ما لم يكن الوعي دليله، والمعرفة ادواته، وحيث ان المكتبة العربية تقتصر للغاية من المؤلفات المتخصصة في علوم الاعاقة والتأهيل والصحة بشكل عام فقد لجأ المركز المشترك الى عملية التعريب، والاستعانة لتحقيق ذلك بنخبة من اكفاء المترجمين العرب، حتى وصل رصيد المركز من الكتب والمراجع التي قام بنشرها الى حوالي 35 كتابا ومرجعا.
لكن بالطبع ان اليابان كما يمكننا القول تعتبر رائدة في تجربتها حيث اسست وزارة للترجمة، وتسخيرها لترجمة كافة الكتب العلمية والمراجع، اضافة الى المجلات العلمية بهدف توفير المادة العلمية لطلبة الطب، والعلوم، والهندسة، الى اللغة اليابانية، وهذا يعود لاعتقاد اليابانيين واحساسهم ان الابداع الفكري للفرد لا يمكن تحقيقه الا من خلال تمكين طالب العلم من استخدام لغته الاصلية الوسط لتعليم العلوم وتلقيها، واكبر دليل على صحة اعتقادتهم ما حققته اليابان في وقتنا الحاضر من تطور في كافة المجالات، حتى انها سبقت الدول الغربية والشرقية في مجال التقنية، وبالتالي ادركت اليابان منذ وقت طويل ان الجهود المبذولة في مجال الترجمة سواء من قبل الافراد او المؤسسات لايمكن لها ان تحقق ما سيحققه القرار السياسي في انشاء وزارة للترجمة والتعليم باللغة الوطنية.
ونحن كعرب ومسلمين كما اعتقد فان لغتنا العربية لغة القرآن الكريم جديرة باتخاذ هذه الخطوة ولا سيما انها استوعبت كلام الله صاحب العزة والجلال، وحتى يكون هناك وزارة للترجمة في بلادنا العربية ستبقى جهود الافراد والمؤسسات العلمية والتعليمية هي المصدر لكثير من المراجع العربية في مجالات الطب والعلوم والهندسة، وما كتاب الاجهزة التعويضية والاطراف الاصطناعية، الذي سبق لنا ترجمته من الانجليزية الى العربية، ما هو الا محاولة متواضعة لتقديم مرجعية باللغة العربية الى جانب الانجليزية للمهتمين في هذا المجال، من طلاب ومختصين لاعادة تأهيل المعوقين جسديا، والعمل في محاولة مضاعفة هذه الجهود والاستمرار في رحلة تأهيل معرفة امتدت من الاطراف الاصطناعية الى شلل الاطفال الى وضع الكتب في المعاجم الطبية العربية.
الى جانب مد جسور من التعاون مع المراكز العالمية المتخصصة في مجال رعاية المعوقين ونخص بالذكر منها، التعاون القائم بين المركز ومجلس العالم الاسلامي للاعاقة والتأهيل، ومنظمة الصحة العالمية، وجامعة سالفورد، وجامعة سري ببريطانيا.
وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك عدد من الابحاث التي تقوم باجرائها بالتعاون مع مجموعة من العلماء في فرنسا، وامريكا، وهولندا، ايضا من ثمار التعاون المشترك مع مجموعة من المتخصص في الولايات المتحدة، التوصل لاكتشاف نقص في مادة بروتينية في جسم الانسان المصاب بالخثل العضلي الذي يسبب الاعاقة الشديدة، الذي من اهم علاماته الهزال التدريجي للعضلات، وقد كان هذا البحث ثمرة من ثمرات التعاون المشترك بيننا وبين كلية الطب وكلية العلوم التطبيقية بجامعة الملك سعود ومعهد هاوارد هيوز للابحاث الطبية بجامعة اياو بالولايات المتحدة الامريكية.
كما يوجد تعاون هناك في البحوث العلمية ايضا بين جامعة برلين بألمانيا، ومركز ساوث بورت لاعطاب الحبل الشوكي بالمملكة المتحدة، الى جانب تبادل المعلومات والتقنيات والخبرات مع جامعة تكساس بسان انطونيو بالولايات المتحدة الامريكية، وجامعة دندى باسكتلندا.
وهناك تعاون ايضا بين المركز ومعهد بحوث ميكانيكا تقديم الاعضاء بجامعة سالفورد، يتمثل في برنامج الدراسات العليا للطلاب من السعوديين بهذا المعهد للحصول على درجات الدبلوم والماجستير والدكتواره من الجامعة وتحت اشراف المركز.
لكن بالطبع على ان يقوم هؤلاء الطلاب بتنفيذ مشروعات ابحاثهم في المركز المشترك، كما قامت وزارة الصحة باستقطاب قطاعات سعودية لنيل درجة الدكتواره ضمن هذا البرنامج، وقيام هؤلاء الطلبة باداء اختبارات الدور الاول بنجاح في المملكة المتحدة باشراف الاساتذة من جامعة سالفورد، كما تم في هذا السياق اجراء اتفاق آخر مع جامعة دندى باسكتلندا لبرنامج الدراسات العليا.
وهناك تعاون قائم مع البروفيسور جيرالد بيتروفسكي مدير مركز بيتروفيسكي للتأهيل والبحوث في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية.
تعاون اقليمي وخليجي
ايضا نظرا للتنسيق الفعلي القائم بين دول المنطقة في مجلس التعاون الخليجي والتشابه من حيث العوامل السكانية والجغرافية وغيرها، هناك تعاون قائم بين المركز ومؤسسات المعوقين على المستوى الخليجي ويتمثل هذا التعاون في، ارسال الكتب والنشرات والدوريات الى المراكز المتخصصة برعاية المعوقين وتأهيلهم، وكذلك المشاركة في الندوات والمؤتمرات التي تعقد بدول المجلس في المجال نفسه واجراء الدراسات، ومنها مثلا، قيام المركز باجراء دراسة عن مركز تكنولوجيا التأهيل التابع لمدينة الشارقة للخدمات الانسانية بدولة الامارات العربية المتحدة.
اخيرا، يمكننا القول بأن هذا المركز من المعالم التي نفخر بها نحن ابناء الوطن نظرا لدوره الرائد وما يقدمه من خدمات لشريحة عزيزة على قلوبنا، وهو جدير بوقوف الجميع الى جانبه ودعمه ماديا ومعنويا لمواصلة رسالته الانسانية,وايضا لتوطين تقنيات التأهيل في بلادنا وخفض الاعباء المادية التي يتم صرفها في استيراد هذه التقنيات او الخبرات الاجنبية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved