الحزبان الرئيسيان أضعفهما غياب ابنة بوتو وتفكك حزب شريف

* اسلام اباد (اندرو هيل) رويترز
مهد الحكم بسجن رئيس الوزراء الباكستاني المخلوع نواز شريف مدى الحياة الطريق أمام الحاكم العسكري الجنرال برويز مشرف لإعادة بناء باكستان إلا ان خططه مازالت رهينة التوترات مع الهند والمساعدات الغربية التي تقدم على مضض.
وبعد ستة اشهر من الاستيلاء على السلطة يدرس مشرف الساحة السياسية التي اختفى منها على الاقل في الفترة الحالية شريف ورئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو بعد ان سيطرا على الحياة السياسية خلال العقد المنصرم.
وابعد شريف بوتو عن الساحة في المرة الثانية التي تولى فيها رئاسة الوزراء لمدة 32 شهرا عندما ادينت هي وزوجها اصف زارداري بالاختلاس واختارت بوتو الاقامة في المنفى بدلا من السجن ورفضت العودة الى باكستان للطعن في الحكم الصادر ضدها.
وقد يستأنف محامو شريف الحكم الصادر ضده بعد ادانته بالارهاب والخطف بحلول يوم الاثنين إلا ان المحامين قالوا عن عجلة الاستئناف انها تسير ببطء اكثر من عجلة المحكمة المختصة بمكافحة الارهاب التي استغرقت شهرين لاصدار حكمها.
وسيجتمع حزب العصبة الإسلامية الذي يرأسه شريف لمناقشة مستقبل الحزب وسط اشارات بأنه منقسم على نفسه بالفعل وقد يتخلى عن شريف لكي تتاح له فرصة القيام بدور في حالة العودة الى الديمقراطية.
وغياب زعماء الحزب الكبار عن محكمة كراتشي وعدم وقوع احتجاجات ضد مشرف في الشوارع بعد صدور الحكم يوم الخميس اشارات على ان شوكة الحزب بدأت تضعف الآن.
وقال ارشاد عريف رئيس البحوث بشركة فيرست كابيتال ايه,بي,ان امرو للاوراق المالية من المرجح ان يلتزم الشعب الهدوء بسبب تقلص شعبية شريف وبسبب ضعف حملة الحزب الداعية الى تبرئته .
ومازالت بوتو ترأس حزب الشعب الباكستاني من المنفى إلا انه لم يصبح للحزب اي دور الآن بعد ان علق مشرف البرلمان ورفض ان تكون له اي تعاملات مع الزعماء الفاسدين في الماضي .
وقال ناجام سيثي رئيس تحرير صحيفة فرايد اي تايمز الاسبوعية لرويترز سيصبح الحزبان اضعف بعد ذلك .
من الآن ستصبح السياسة في باكستان سياسة ائتلافية,, في الانتخابات المقبلة عندما تجرى انتخابات لن يتمكن اي حزب من الحصول على اغلبية مطلقة .
والحكم الصادر على شريف بالسجن مدى الحياة بدلا من اعدامه بعد ادانته بالارهاب والخطف ربما جنب مشرف المزيد من العزلة الدولية بالرغم من الكلمات القاسية التي صدرت من بريطانيا والكومنولث.
وقال دون مكينون رئيس الكومنولث لن تتعزز مصداقية النظام الحاكم في باكستان أمام العالم بهذا الحكم .
وباكستان ممنوعة من حضور اجتماعات قمة الكومنولث منذ الانقلاب إلا ان الجيش الباكستاني لم يعبأ بذلك.
واقتصر رد فعل الولايات المتحدة بعد صدور الحكم على شريف على اعراب ب,ج, كرولي المتحدث باسم مجلس الامن القومي عن رضاه لعدم صدور حكم بالاعدام.
ومضى عريف يقول الحكم في قضية شريف يبدو اشارة طيبة بالنسبة للسياسة الباكستانية,, لم يأخذ النظام العسكري موقفا ثأريا من السياسيين,, وسيحول ذلك دون نشوب توترات سياسية في البلاد على المدى المتوسط .
وناشد الرئيس الامريكي بيل كلينتون مشرف الرأفة بشريف اثناء زيارة خاطفة لاسلام اباد الشهر الماضي.
وحث كلينتون مشرف ايضا على وضع جدول زمني من اجل اعادة الديمقراطية والقضاء على معسكرات التدريب الارهابية في افغانستان والتركيز على مكافحة الفقر.
وبعد اسابيع من زيارة كلينتون وصل فريق من صندوق النقد الدولي لمناقشة حاجة باكستان المالية بعد انقطاع برنامج حجمه 1,56 مليار دولار اثناء حكم شريف لفشل باكستان في القيام باصلاحات اقتصادية تعهدت بتنفيذها.
ويقول اقتصاديون غربيون ان خطط مشرف لاحياء الاقتصاد المريض لا تختلف كثيرا عما يمكن ان يوصي به صندوق النقد الدولي الا انهم اوضحوا ان الصندوق لن يقدم سوى مساعدات قليلة الى ان تنجح الحكومة في تضييق الهوة المصداقية وتحقق ما تعهدت بتنفيذه.
ويتعلق الامر بكيفية تمويل عجز كبير في ميزان المدفوعات وكيفية بدء تسديد ديون تبلغ 38 مليار دولار عندما تنتهي عملية اعادة الجدولة في بداية العام المقبل,وقدمت صحيفة الامة نصيحة لمشرف قائلة انه يتحتم عليه التركيز على المشاكل الملحة التي تواجهها البلاد اليوم.