Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



بعد مرور عام على حرب كوسوفا
ميلوسيفتش يستعد لإضرام النيران مجدداً في البلقان من أجل البقاء في الحكم

* بلجراد دوبرافكو كولنديتش بريشتينا كارستن هوفمان د,ب,أ
لايزال الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش يمسك بقوة بزمام الحكم في بلجراد حيث صمد في مواجهة تحد من التحالف الغربي القوي بل وتحدى حكما وقعته عليه محكمة العدل الدولية.
ويحتفل نظامه (بانتصاره) على منظمة حلف شمال الاطلنطي (الناتو) ويعرب عن سروره لاخفاق المجتمع الدولي في ارساء دعائم السلام في كوسوفو وينحي بلائمة الازمات الاجتماعية والاقتصاديةوالسياسية الحادة التي تثقل كاهل يوغوسلافيا على الناتو والمعارضة.
وفوق ذلك كله يسعى رجل يوغوسلافيا القوي لإثارة التوتر في المنطقة ثانية سواء في جمهورية الجبل الاسود التي لا تزال جزءا من يوغوسلافيا او في صربيا الجنوبية بجاليتها الالبانية الكبيرة.
ويقول دراجوليوب زاركوفيتش رئيس تحرير مجلة فريم الاخبارية في بلجراد: ان ميلوسيفيتش يشعر بالتوتر وسيلجأ للقوة الصارخة من اجل ابقاء نفسه في السلطة.
ويرى زاركوفيتش ان اية محاولة للحوار مع ميلوسيفيتش لن تعود بنفع في ضوء قطع الغرب لكل صلاته مع النظام الصربي بشكل نافذ بمجرد اتهام ميلوسيفيتش بارتكاب جرائم حرب.
ولم تتمكن احزاب المعارضة الصربية حتى الآن من التوصل لاتفاق فيما بينها حول تحرك مشترك ضد الحكومة بالرغم من مضي عدة اشهر وكانت تلك الاحزاب قد اوشكت على فرض حالة من التوقف في البلاد من خلال مظاهرات جماهيرية على مدى الفترة بين تشرين الثاني نوفمبر وشباط فبراير 1997.
وتتزايد قوة مشاعر الاحباط والخوف في نفوس المواطنين.
وقالت بليتش نيوز مؤخرا: عدم الرضا منتشر على نطاق واسع وقد انهارت التوقعات بحدوث تغيير وبات الناس يشعرون بالتعب وبتبدد الآمال.
ويعرف ميلوسيفيتش كيف يستغل هذا الموقف فنظامه الحاكم يلجأ لوسائل الاعلام التي يتحكم فيها لنشر الخوف كما يقول جوران سفيلانوفيتش رئيس تحالف مواطني صربيا.
وتعمد الحكومة الى اخراس ألسنة محطات الاذاعة المستقلة والى تأميم الصحف ومعاقبة المنظمات الاخبارية التي توجه انتقاداتها الى النظام الحاكم والى ضرب واعتقال المتظاهرين.
ويقول مركز بلجراد المناهض للحروب يتزايد القمع لأن الحكومة تستعد للانتخابات التي يتعين عليها الفوز بها.
ولاتزال صور تجمعات اللاجئين والمصادمات العرقية المندلعة في شوارع المدن البلقانية تعرض على شاشات التلفزيون ولايزال ايضا العديد من رجال السياسة الغربيين ممن تعهدوا باقصاء سلوبودان ميلوسيفيتش في مناصبهم ولكن ها هو الرئيس اليوغوسلافي المراوغ في منصبه كذلك وان كان يرأس اتحادا فدراليا ليس له سوى وجود اسمي فقط.
قبل عام من الآن وبالتحديد في الرابع والعشرين من آذار مارس من عام 1999 اقلعت الطائرات وصواريخ توماهوك من سفن حلف الناتو والمتمركزة في البحر الادرياتيكي ومن القواعد الجوية في ايطاليا لتبدأ حملة استمرت 69 يوما بعثت الآمال لدى الكثيرين باقتراب نهاية الأزمة الراهنة في البلقان.
غير انه ثبت ان هذا الامل محض خيال وظلت البلقان الى الآن على قائمة ازمات القارة الاوروبية.
فاللاجئون يولون الأدبار هربا من العدوان الصربي عابرين الحدود الى البانيا ومقدونيا والصرب يستوطنون المقابر الجماعية والقرى المدمرة هربا من هجمات الالبان وقوات حفظ السلام (كي فور) تشهد ذلك كله دون ان تملك إزاءه شيئا.
فقد أفاق حفظة السلام ليعوا الحقيقة الواقعة وهي انه بعد كل ما ارتكب من فظائع تطهير عرقي في كوسوفو لاتزال الامور تمضي نحو الفصل العرقي الكامل في نزعة لا يمكن تغييرها.
ولم يكن بمقدور افراد قوات كي فور او العدد المحدد من رجال الشرطة الاوروبيين ان ينهوا العنف او الترحيل الاجباري,, واستمرت بذلك عملية نظامية من قطع الاقليم علاقاته مع يوغوسلافيا التي لايزال من وجهة نظر رسمية تابعا لها واوشك سكان الاقليم من الصرب على الفرار كافة.
وقد بدأت ادارة الامم المتحدة تنأى بنفسها عن فكرة مجتمع متعدد الاعراق في كوسوفو وبدلا من ذلك اضحى التعايش بين الجماعات العرقية المختلفة الى جانب بعضها البعض هو الهدف الآن.
ويملك الالبان الآن نفوذا سياسيا رسميا من الغاء استقلالهم قبل عشرة اعوام وقد وضعت ادارة مشتركة للاقليم يفترض ان يشترك فيها الصرب ايضا وان لم يتمخض هذا عن شيء يذكر.
وكان من نتائج الحرب وضع معاهدة استقرار ترمي الى تعزيز اقتصاد منطقة البلقان ودعم الديمقراطية وحقوق الاقليات وسيادة القانون، وقد بدأت المبادرات الاولى بالفعل ولكن الامر سيستغرق بعض الوقت قبل ان يمكن استشعار آثار تلك الاتفاقية كما يدرك حتى اكثر الناس تفاؤلا.
وتظل صربيا هي المشكلة الرئيسية حيث لا تزال في قبضة الرئيس اليوغوسلافي مما يجعلها غير مشمولة بالميزانية المخصصة لتمويل معاهدة الاستقرار.
كان ميلوسيفيتش قد اتهم رسميا بأن حملة القصف بأنه مجرم حرب من قبل محكمة جرائم الحرب في لاهاي,بيد ان كافة محاولات اقصائه اخفقت ليبقى محتفظا بقدرته على عرقلة محاولات اقرار السلام في كوسوفو.
ويحتفل نظام ميلوسيفيتش الحاكم بانتصاره على الناتو ويعمد الى قمع وسائل الاعلام المستقلة الجديدة ويتابع محاولات اقرار السلام في كوسوفو بشيء من السخرية كما يحرص على ان تصاحب تلك المحاولات جهود عملائه لازكاء المشاعر العرقية في بلدة ميتروفيتشا لتظل في حالة من الغليان.
وتعد ميتروفيتشا مستعدة الآن لتفجير ازمة جديدة اما في جنوبي صربيا بجاليتها الالبانية الكبيرة او في جمهورية الجبل الاسود.
ويقول دراجوليوب زاركوفيتش رئيس تحرير مجلة فريم الاخبارية في بلجراد عن ميلوسيفيتش انه متوتر وسيلجأ للعنف الصارخ لابقاء نفسه في السلطة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved