Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



بانتظار نتائج محادثات متعثرة
فلسطينيون سجناء في وطنهم

* غزة من نضال المغربي رويترز
جلس خميس حامد في غرفة المعيشة وامامه على طاولة القهوة تكدست ملفات تضم الوثائق الخاصة بلم شمل العائلة ووثائق سفر قديمة,.
وقال انه اعتاد زيارة اسرته في غزة مستخدما وثيقة سفر مصرية الا انه لا يستطيع الذهاب بها الى أي كان الآن بل لا يمكنه حتى زيارة ابنته التي تزوجت وتعيش في الضفة الغربية.
وحامد واحد من خمسة ملايين فلسطيني نزحوا او صاروا لاجئين منذ حرب 1948م التي افضت الى قيام دولة اسرائيل,ومحنة هؤلاء قضية اساسية في محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية التي تستأنف في الولايات المتحدة هذا الاسبوع.
وارجئ بحث قضية اللاجئين والنازحين مع قضية المستوطنات الاسرائيلية والقدس الى المحادثات النهائية التي تهدف الى التوصل الى اتفاق للسلام بحلول 12 سبتمبر/ ايلول.
وبالنسبة لحامد وللآخرين الذين هم في مثل حالته فإن فترة الانتظار اطول مما ينبغي.
وقال حامد وهو اب لسبعة ابناء انه ما زال يحتفظ بمفتاح منزل عائلته في يافا محتفظا بحلم العودة وهو على قيد الحياة,ويقول مسؤولون ان اكثر من 200 ألف فلسطيني عادوا الى غزة والضفة الغربية منذ اتفاقية اوسلو للسلام في عام 1993م.
وصحيح ان اقدامهم رسخت على التراب الفلسطيني بعد سبع سنوات من الاتفاقية التي اعطت الفلسطينيين نواة دولة مستقلة الا ان وضعهم الرسمي ما زال في الهواء.
فمازال وضع حامد وكثيرين مثله مرهونا بالجهود الاسرائيلية والفلسطينية المتعثرة لتسوية المسائل للاجرائية المتعلقة بالجنسية لاناس عاشوا دونها لاكثر من نصف قرن,وقال شلومو درور المتحدث باسم الادارة المدنية الاسرائيلية ان اسرائيل تسيطر وفقا لاتفاقيات السلام مع الفلسطينيين على المرور من المعابر الى المناطق الفلسطينية وتصدق على بطاقات الهوية وجوازات السفر للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية,ويفقد الفلسطينيون الذين يبقون في الخارج اكثر من سبع سنوات بطاقات الهوية الاسرائيلية,, وتقول اسرائيل ان اقامة اولئك الذين بلا وثائق رسمية غير قانونية ويتعين طردهم.
وقال درور نحن نعتبر ذلك انتهاكا للاتفاقية ووفقا للاتفاق الانتقالي فإنه يتعين على السلطة الفلسطينية طردهم, وحتى يومنا هذا لم تطرد السلطة الفلسطينية احدا.
وحصل حامد وزوجته على بطاقات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عندما غادرا يافا الى غزة بعد حرب 1948م,
وغادرت العائلة غزة بعد سنوات باستخدام وثائق سفر مصرية عندما كان القطاع خاضغا للادارة المصرية قبل ان تستولي عليه اسرائيل في حرب 1967م,وامضى حامد وعائلته 24 عاما في المنفى بالكويت واليمن,اما الابناء فقد تفرقت بهم السبل, فدرس محمد في مصر وعاشت ريم ورلا مع زوجيهما في الاردن والكويت.
وفي لحظة تأثر باتفاقيات السلام عام 1996م عاد حامد وثلاثة من ابنائه بتصريح زيارة الى غزة او الى ما يصفه الآن بأنه نوع من الاعتقال المنزلي.
ويقول حامد انه قدم مئات الطلبات لاعادة لم شمل العائلة الا ان اسرائيل رفضتها جميعا.
لكن درور قال ان من حق عائلة حامد تقديم طلبات لم شمل برغم ان اقامتها غير قانونية هنا.
وقد تزوجت ميرفت ابنة حامد في الضفة الغربية، ولم يتمكن اي من افراد العائلة من حضور العرس.
وقالت وجدان زوجة حامد وعيناها مغروقتان بالدموع ان العائلة ظلت طويلا تحلم بالعودة الى الوطن وهي الآن في غزة الا انها فقدت ابناءها .
ويقول مسؤولون فلسطينيون في اراضي الحكم الذاتي والخارج يبلغ ثمانية ملايين نسمة.
ويعيش كثير من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والاردن الذي يعمل منذ عام 1994م مع مصر واسرائيل والسلطة الفلسطينية للاتفاق على اعداد اللاجئين والنازحين وتحديد الهوية.
وقال سفيان ابو زايدة نائب وزير الشئون المدنية الفلسطيني ان السلطة الفلسطينية عقدت اجتماعات مع الجانب الاسرائيلي لحل المشكلة وتوفير الوثائق المناسبة لاولئك المواطنين للبقاء او للقدوم والترحال بحرية,واضاف ان الفلسطينيين الذين ليس بحوزتهم بطاقات هوية هم سجناء بالفعل في ارضهم,, فهم لا يستطيعون مغادرة المناطق الفلسطينية او السفر بين غزة والضفة الغربية,ويمكن القاء القبض عليهم عند نقاط التفتيش الاسرائيلية، وقال المسؤول الفلسطيني انهم يمكثون في السجن او يتم اعادتهم الى المناطق الفلسطينية لأن ما من دولة تقبلهم.
وافاد درور ان من حق اسرائيل اعتقال اولئك الذين لا يملكون بطاقات هوية عند نقاط العبور الإسرائيلية واعادتهم من حيث أتوا.
وكانت اسرائيل تصدق سنويا على نحو الفي طلب لم شمل في غزة والضفة الغربية قبل ان يتضاعف العدد هذا العام.
وقال ابوزايدة ان هناك 40 الف طلب لم شمل في انتظار البت فيها,.
واضاف انه بدون حل مشكلة اللاجئين فلن يكون هناك سلام او استقرار مشيرا الى انه يستمع يوميا الى مآسي الناس ويفعل ما بمقدوره لمساعدتهم

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved