Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



انتهى دور بون,, وعادت برلين عاصمة لألمانيا الموحّدة

*بون أ,ن,ب
كانت مدينة بون عاصمة لجمهورية المانيا الاتحادية حوالي 50 سنة وفي صيف عام 1999 انتقل مجلس النواب والحكومة الاتحادية الى العاصمة الجديدة برلين لكن بون كانت على الدوام اكثر من مركز سياسي, فهذه المدينة الوديعة النائمة على نهر الراين ليست بالتأكيد مدينة عالمية، لكنها مدينة ذات طابع عالمي، الحياة فيها نشطة والعروض الثقافية متنوعة وهي مدينة التناقضات؛ فموقعها الطبيعي الخلاب لا يتعارض مع كونها مدينة الفن الدولي الراقي والهندسة المعمارية الحديثة والعلوم ناهيك عن كون الحياة فيها ذات مستوى رفيع حيث المناخ المعتدل والاحتفالات الكثيرة التي تقام ربيعا وصيفا في الهواء الطلق دفعت بالبعض لتسميتها المدينة الايطالية الواقعة على الراين كما تملك مدينة بون محيطا طبيعيا متنوعا وجذابا يحوي الكثير من امكانيات ممارسة الهوايات والرياضة والاستجمام.
لقد بدأ المستقبل في مدينة بون بعد نهاية دورها كعاصمة لألمانيا الاتحادية وتقول بيربل ديكمان العمدة الاعلى لبون ان مدينتها قبلت التحدي الكبير الذي نشأ بعد انتقال مجلس النواب والحكومة الاتحادية منها, فمدينة بون تتمتع بشروط ممتازة لمواجهة المهمات الكبيرة التي تنتظرها, مثل موقعها الممتاز والبنية التحتية فيها وارتباطها بالمناطق حولها وكذلك طاقاتها المتعددة في مجالات التعليم والعلوم والبحث والتكنولوجيا والتجارة, بالاضافة الى طاقاتها في المجال الثقافي والكفاءة التي اثبتتها مرارا في العلاقات الدولية، ذلك ان كافة هذه العوامل تشكل قاعدة متينة للتطورات التي تطمح المدينة لتحقيقها.
واشارت السيدة ديكمان الى ان الأهداف التي حددها قانون برلين/ بون الصادر بمثابة تعويض للعاصمة السابقة عن خسارتها موقعها المهم السابق هو المحافظة على الوظائف السياسية في بون ودعمها، من بين ذلك وظيفتها في مجال الخدمات الصحية, ويرتبط هذا الهدف بشكل وثيق مع رغبة بون في ترسيخ دورها على الصعيد الوطني والدولي كموقع للرعاية الصحية وهي تحوي مقومات مناسبة بما في ذلك 17 مستشفى تحوي 5300 سرير ويعمل فيها حوالي 2700 طبيب يمارسون 41 اختصاصا مختلفا, علاوة على ذلك تتوفر في مدينة بون بنية فندقية دولية متنوعة نتيجة لدورها السياسي على مدى سنين طويلة وخبرتها الكبيرة مع الضيوف الأجانب ومن بينهم الضيوف العرب.
ومدينة بون صاحبة إرث حضاري وعصري، فمنها ستوجه الهيئة الألمانية لشؤون الفضاء رحلة 2/D الى الفضاء الخارجي وهنا تنشأ شركات كثيرة جديدة وأساليب تقنية رائدة كما تقام الأبحاث والنشاطات العلمية ذات المستوى الدولي, لكن آثار الماضي مازالت واضحة في معالم المنطقة تدل على ماضيها العريق, ففي مدينة بون بنى الرومان قبل الفي سنة معسكرا لجنودهم وهنا أقام امراء مقاطعة كولونيا في محيط مترف وتركوا معالم معمارية وآثارا فنية مثيرة للاعجاب، وما زال أشهر أبناء المدينة، الموسيقي الشهير لودفيغ فون بيتهوفن، يحدد الايقاع في المدينة.
ليس هناك موسيقي ألماني اكثر شهرة من لودفيغ فون بيتهوفن المولود في بون عام 1771 وعاش 22 سنة في بيت مولده في زقاق قائم الى اليوم, وقد اصبح هذا البيت الصغير قبلة محبي الموسيقى من كل أنحاء العالم، وتعطي المخطوطات الموسيقية والآلات الموسيقية والوسائل والصور في البيت صورة عن حياة وإبداع هذا الموسيقي العظيم.
ويزور هذه المجموعة التاريخية الخاصة عن بيتهوفن اكثر من مائة ألف زائر سنويا, وتعتبر غرفة موسيقى الحجرة التي بنيت عام 1989 بالقرب من مسقط رأس بيتهوفن إحدى أجمل وأحدث قاعات الموسيقى بالتوزيع الممتاز للصوت فيها, وتقيم المدينة سنويا على شرف هذا الموسيقي العبقري احتفال بيتهوفن الدولي الذي تشارك فيه فرق موسيقية وعازفون مشهورون من كل أنحاء العالم، كما تتمتع فرقة اوركسترا صالة بيتهوفن وصالة الأوبرا والمسرح في المدينة بسمعة عالمية مرموقة.
في بون، عروض لكل الأذواق سواء في الخارج او في الداخل، من عرض فني صغير او احتفال رفيع المستوى، لقد وضعت المدينة من خلال الاحتفالات الكبيرة السنوية التي تقام فيها معايير عامة للعروض الفنية على مستوى ألمانيا, وقد ساهمت الاحتفالات التي تقام سنويا في الهواء الطلق تحت شعار (صيف بون) أمام الواجهة التاريخية لمبنى البلدية ويشارك فيها فنانون ومغنون من كل أنحاء العالم في ترسيخ سمعة المدينة للفن الدولي.
الى جانب ذلك هناك شهرة خاصة لمجموعة المتاحف في بون، المدينة الصغيرة التي يزيد عدد متاحفها عن 30 ومعارضها الكثيرة هي في طليعة اهتمام محبي الفن من كل أنحاء ألمانيا, وقد تحولت بون بجمعها لصالات عرض ممتازة في المنطقة المدعوة (ميل المتاحف) خلال سنوات الى عنوان ثابت في عالم الفن، هنا يمكن مشاهدة العروض من كل الانواع من أوغست ماكه حتى ميكل أنجيلو، ومن الكنوز التاريخية حتى الفن الحديث, وتشكل صالة العرض والفن لألمانيا الاتحادية ومتحف التاريخ الطبيعي وبيت التاريخ والمتحف الألماني في بون لآلىء في عقد المتاحف المصفوفة على طول ألفي متر.
يجمع اخصائيو العلاج ان مدينة بون، تلائم الصحة ويرجع السبب هنا بالاضافة الى المناخ المعتدل والمحطي الخلاب اللذين يجلبان الباحثين عن الاستجمام من كل صوب، الى الرعاية الصحية التي تمنح المدينة لقب (المدينة الصحية), تقاليد الصحة فيها تعود الى قرون سابقة، في القرن الثامن عشر على سبيل المثال كان حي باد غودسبيرغ الذي كان مركزا محبوبا للنقاهة والاستجمام يقصده الأمراء الألمان الذين أقاموا قصورا لهم على مقربة منه ما زالت قائمة الى اليوم.
مباشرة على أبواب مدينة بون تمتد منطقة الصحة وكروم العنب في وادي الآر، ففي المثلث الواقع بين نهر الراين وفرعه الصغير نهر الآر تشكلت على مرور ملايين السنين طبيعة غنية بالتضاريس تضم الكثير من القصور والقلاع والصروح وفيلات من عصور غابرة.
لكن الزمن لم يتوقف في وادي نهر الآر الهادىء, فقد تطورت هذه المنطقة لتصبح منطقة استجمام مجددة يقصدها طالبو الاستجمام من كل صوب, ويقدم الحمام المعدني في باد نوينار والذي اعيد ترميمه مؤخرا عروضا متنوعة لراحة الجسد والنفس والفكر.
وتبدأ سمفونية الإحاسيس بالاستحمام في الينابيع الشهيرة دولياً مرورا بإجراءات الطب الصيني التقليدي وأساليب العلاج بالأعشاب الطبيعية.
إن حمامات الآر المعدنية تعتبر إحدى أجمل مناطق الاستجمام في المانيا وتتوفر في هذه الحمامات الى جانب احواض السباحة بمياهها المعدنية الفوارة كل أنواع العلاجات المائية الطبية.
وتعتبر صخرة التنين على رأس أشهر جبل في منطقة الجبال السبع منتصبة رمزا للأساطير القديمة والقصص في منطقة الراين, كما للملاحة في نهر الراين تقاليد عريقة وهناك اليوم كثير من الشركات تستغل النهر لنقل البضائع وكذلك نقل السياح في جولة مرورا بأجمل القصور المتناثرة وليس غريبا ان يظهر فنان موسيقي مبدع كبيتهوفن من مدينة التناقضات كمدينة بون.
إنترناسيونيس برس


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved