Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



رأي الجزيرة
لتنفذ إسرائيل القرارات الدولية أولاً

لم تعد المملكة ومجلس التعاون الخليجي الحقيقة التي يتعين على إسرائيل أن تواجهها وتتعامل بموجبها مع هدف السلام العادل والشامل في المنطقة وهي الحقيقة أن لبنان لا يجب أن يتحمل مسؤولية أمن حدودها الشمالية المتاخمة لحدوده الجنوبية.
فلبنان كدولة ذات سيادة وطنية لا يمكن أن يتحول إلى شرطي يتولى حماية المدن الإسرائيلية المتاخمة لحدوده، فالخطر على تلك المدن ليس مصدره سياسة لبنانية عدوانية أو توسعية في أراضي إسرائيل أو غيرها، وإنما هي سياسة وطنية مبنية على هدف تحرير الأرض المحتلة بكل الوسائل المشروعة ومنها المقاومة الوطنية لإجلاء قوات الاحتلال.
وما أغنى إسرائيل عن كل هذا الهوس الأمني الذي جعل رؤيتها السياسية والأخلاقية لكل ما حولها سوداوية مليئة بالشكوك في نيّات كل العرب القريبين منها والبعيدين رغم كل الضمانات الدولية التي وردت في جميع القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن الدولي، وعن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وغير هذه المنظمات والتي تؤكد لإسرائيل أن السلام العادل والشامل معها يمثل هدفاً استراتيجياً بالنسبة لجميع العرب، وليس مجرد مناورة سياسية كما تناور هي إسرائيل وكما تحاول أن تفرض على الدول العربية شروطها المجحفة التي تنتقص من سيادة لبنان بانتظار تنازلهما عن بعض حقوقهما في الأراضي المحتلة، وفي موارد المياه، وهي السياسة التي أدت باستمرار إلى فشل كل الجهود العربية والدولية والرعاية الأمريكية لعملية السلام، وآخر هذا الفشل هو ما انتهت إليه قمة الأسد كلينتون الأخيرة في جنيف وهو ما عبر عنه البيان الختامي لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي بقوله: إن الفشل الذي منيت به اجتماعات جنيف الأخيرة بين الرئيسين الأمريكي والسوري ليس له أي تفسير سوى استمرار تعنت الموقف الاسرائيلي وعدم استجابة إسرائيل لمتطلبات العملية السلمية في الوقت الذي يواصل فيه العرب تمسكهم بهدف السلام كخيار استراتيجي لا رجعة عنه,, إلخ .
ولقد وضع التعنت الاسرائيلي، مع تكراره وتكرار الفشل المتجدد في جهود السلام بسببه، وضع النيّات العربية في السلام كخيار استراتيجي، في محك اختبار دقيق جداً، ولو لم تكن النيّات العربية في السلام صادقة وواثقة، لتخلى العرب عن خيار السلام منذ وقت طويل مضى على انطلاق عملية السلام من مؤتمر مدريد في آخر اكتوبر عام 1991م، ولكان للعرب خيارات أخرى من بينها الحرب التي يبدو أن إسرائيل تسعى لها بسياساتها العدوانية اعتماداً على وهم القوة المتفوقة وعلى مظلة الحماية الأمريكية عند الهزيمة كما حدث في حرب أكتوبر عام 1973م ونعتقد أنه ليس أمام إسرائيل خيار سوى خيار التخلي عن أطماعها التوسعية في الحقوق العربية وعن اعتماد سياسة القوة العسكرية، وتجربة القبول ولو لمرة واحدة بتنفيذ القرارات الدولية التي حكمت عليها بالانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة كأساس لما هي بحاجة ماسة إليه وهو الأمن والسلام، والتطبيع والتعاون لمصلحة جميع الدول والشعوب في المنطقة التي هي بحاجة للاستقرار والأمن من أجل التعاون والتنمية والرفاهية.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved