Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



يارا
امرأة في المنطقة الصناعية
عبدالله بن بخيت

في بعض الأحيان أفكر في كتابة تمثيلية تلفزيونية بعنوان امرأة تزور المنطقة الصناعية.
فكمية الضحك فيها ستكون كبيرة جدا وهذه تذكرني بتمثيلية للاستاذ عبدالعزيز الهزاع - بدوي في الطيارة - حيث صوّر الأستاذ الهزاع بدويا صرفا يركب الطائرة لأول مرة والمواقف الطريفة التي تلم به حيث كل شيء يراه كان جديدا عليه يحاول أن يفهمه برده إلى مفردات ثقافته الشخصية فتقع تناقضات تجبرك على الضحك الفلسفي والداعي للتأمل في تنوع الإنسانية حتى قيل ان الحروب بين البشر مصدرها الترجمات المتباينة للمواقف وهي تمثيلية صوتية رائدة في نوعها, صوّر بها الأستاذ الهزاع ليس فقط البدوي ولكن التناقض الحضاري في سلوك الإنسان الذي يعيش في ظل ظروف وعادات معينة ثم ينقل إلى ظروف وعادات مغايرة وصادمة وليس لها علاقة بتجاربه الشخصية, وربما تبدأ تمثيليتي ببعض الدراسات عن تخيل المرأة السعودية عن حال الصناعية وورش التشليح وحراج السيارات وكيف تراها بعين خيالها, لأن ماتراه بعين خيالها لاشك سيفارق الواقع كثيرا ومن هنا سيأتي مايعرف في التمثيليات بالمفارقة.
وهذه المفارقة هي ماتغيب دائما عن كثير من الأعمال الفنية السعودية, فالضحك أو الدراما تنشأ من تصور أو تصرف ثم ينشأ عنه مايختلف عنه في كله او في جزء منه وكلما كانت المفارقة حادة وواقعية في نفس الوقت كلما كانت كمية الضحك أكبر, وأتمنى قبل كتابة مثل هذه التمثيلية ان يقوم أحد الصحفيين (الصحفيات) بإجراء تحقيق عن تصور المرأة عن المنطقة الصناعية وعن المكاتب الإدارية والأماكن الأخرى التي لا يجوز للمرأة أن تطأها, كما انني أحيانا أتخيل عندما آخذ زوجتي إلى بعض الأماكن التي لايسمح للرجال بدخولها مثل فروع البنوك النسوية والأسواق المخصصة للنساء,, أتخيل كيف يكون أداء النسوة في تلك الأماكن وكيف تتشكل الثقافة الإدارية والخدمية ولا شك أن خيالي يذهب بعيدا هنا وهناك رغم أن كافة الأماكن المخصصة للمرأة وحدها هي في الواقع مشابهة تماما للأماكن العامة أو المخصصة للرجال (لأن الرجل هو الذي صممها) لذا فخيالي لايوفر لي مادة مضحكة كبيرة بينما خيال المرأة لاشك يحتاج إلى ثراء وقوة حتى تستطيع ان تتخيل المنطقة الصناعية مما يعني مفارقة كبيرة ستوفر للتمثيلية كمية كبيرة من الدراما والكوميديا.
ومثل هذه التمثيلية يمكن أن تساعدنا على فهم الأسباب التي تدفع كثيراً من الكاتبات في المملكة للاتكاء على التعابير والصور اللغوية والإنشائية في كتاباتهن حتى لو كانت القضية هي مجرد نقل خبر صحفي.
وبغض النظر عن الفوائد الأكاديمية لمثل هذه التمثيلية أظن أن المملكة تملك رصيدا كبيرا من المواقف الاجتماعية الدرامية الكوميدية المتميزة عن بقية العالم والتي يمكن ان تنعكس على الفن وتثريه.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved