متابعة الضعف الدراسي,, والنقاط الغائبة

عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
تحرص وزارة المعارف ممثلة بإدارات التعليم على متابعة نتائج الطلاب واجراء الدراسات المناسبة للتوصل إلى أسباب التأخر الدراسي وضعف النتائج في بعض المواد ومن هذا المنطلق قامت ادارة التعليم بمحافظة الزلفي بارسال بعض الاستمارات للمدارس مشتملة على بعض أسباب الضعف المقترحة من قبل الجهات المختصة في هذا المجال، ونظراً للأهمية البالغة لهذا الموضوع أعني ضعف الطلاب ونتائجهم وما ينتج عنه من سلبيات كثيرة أحببت أن أتطرق له بشيء من التعليق عبر ساحة الرأي الأولى عزيزتي الجزيرة وسيكون الحديث مفصلاً ليشمل الاستمارة التي أعدت من قبل تعليم الزلفي ويتعداها لعالم أرحب في مملكتنا الغالية، والهدف من ذلك كله مصلحة أبنائنا الطلاب وخدمة العملية التعليمية والتربوية فأقول مستعيناً بالله تعالى:
1 لاشك ان متابعة الضعف الواضح في نتائج الطلبة من الأمور المهمة التي لا يمكن التهاون بها، ويستحق كل من يسعى في ذلك بصدق كل شكر وتقدير كيف لا وهو يسعى لمصلحة أبناء الوطن؟ وكم نتمنى أن يكون ذلك ديدن الجميع في كل وقت وحين، وأن تكون تلك المتابعة نابعة من السعي الكامل لافادة الطالب وازالة كافة العراقيل التي تؤثر على تحصيله الدراسي، بعيدأً عما يصنعه البعض من الشكليات المملة والتزويق المضلل والتلميع الممقوت فيسعى لذلك من باب ايجاد الأعذار للمسؤولين عن عمله دون أن يكون لمصلحة الطالب ادنى اهتمام!!
2 قامت ادارة تعليم الزلفي مشكورة بتوزيع استمارة خاصة على المدارس تهدف إلى وضع اليد على الجرح في مسألة تردي النتائج في بعض المواد، وأجزم ان كافة ادارات التعليم بالمملكة فعلت مثل ذلك، ويسمح لي الاخوة الذين اعدوا تلك الاستمارة ان أبدي بعض الملحوظات الخفيفة عليها راجياً منهم النظر لذلك بعين الاعتبار في المستقبل القريب.
أولاً: حرص معدو تلك الاستمارة على تدوين بعض الأسباب المقترحة للضعف، والمتتبع لتلك الأسباب يلحظ أنها اشتملت على أسباب بعيدة عن الواقع وغفلت في نفس الوقت عن أسباب رئيسية ومهمة، فمن الأمثلة على الأول الاضاءة بالفصل غير جيدة ضعف البصر ضعف السمع , ومن الأسباب المهمة التي غفلت عنها الاستبانة كثافة الطلاب في الفصل وكثرة عددهم كون المبنى غير مستأجر وغير صالح بدرجة كافية ليكون مدرسة قلة الاهتمام من قبل الطالب وعدم مبالاته ارهاق الطالب بسبب طول السهر جمع الطلاب المتميزين في فصل واحد ضعف تأسيس الطالب وبنائه عدم متابعة ولي الأمر لابنه وغير ذلك من الأسباب الجوهرية، فإن قيل ان الاستمارة فتحت المجال لتدوين أسباب أخرى لم تشتمل عليها، قلنا هذا عمل جيد ولكن كان ينبغي ألا تغفل العين البصيرة عن تلك الأسباب خاصة وان البعض قد يكتفي بالأسباب المقترحة دون سعي لتقصي غيرها.
ثانياً: افتقدت الاستمارة للدقة في الاجابة عن تلك الأسباب المقترحة حيث ان الاجابة تكون إما بالايجاب أو النفي نعم أو لا فقط وليس هناك اجابة وسطية، مع أن بعض الأسباب لا تحتمل الاجابة بالنفي القاطع أو الايجاب الكامل، فمثلاً من الأسباب التي اشتملت عليها الاستمارة الغياب المتكرر عن المدرسة وهنا لو افترضنا أن عدد الطلاب الضعاف في الفصل ثمانية، وثلاثة منهم يكثرون من الغياب وهذا هو السبب الأول لتردي نتائجهم، فكيف يمكن للجنة المتخصصة الاجابة عن السبب الآنف الذكر؟! فهي إن اجابت ب نعم فلن تكون صادقة لان خمسة من الضعاف لا يتغيبون! وان أجابت بالنفي أي ب لا فلن تكون دقيقة في اجابتها لأن ثلاثة من طلاب الفصل يرجع ضعفهم لتكرر الغياب، وليس في الاستمارة حل وسط، وهذا الشيء ينطبق تماماً على الأسباب الأخرى مثل عدم فهم الطالب للشرح عدم اشتراك الطالب بالمناقشة كره المادة الجلوس في مؤخرة الفصل ضعف السمع ضعف البصر وفي نظري القاصر أنه لو تم وضع نسب مئوية تقريبية لكان أجدى وأقرب إلى الدقة بحيث تكون فرص الاجابة مثلاً 7 20% تقريباً 40% تقريباً 60% تقريباً 80% تقريباً 100% أو يترك تحديد النسب المئوية للجنةحسب ما تراه مناسباً لعدد طلاب الفصل الذي تدرسه الاستمارة.
ثالثاً: من الأسباب الرئيسية لضعف بعض الفصول جمع المتميزين والبارزين في فصل واحد وهذا ألقى بظلاله على بقية الفصول حيث أصبحت مجمعاً للضعاف وأصيبت بالشلل ومن ثم زيادة نسبة الضعف فيها فمتى ينظر لهذه التجربة بعين بصيرة ودراسة عاجلة ومن ثم ايجاد الحلول المناسبة بالالغاء أو التعديل أو غير ذلك من الحلول الناجعة.
رابعاً: من الفصول التي يكثر فيها الضعف بالمرحلة الثانوية فصول العلوم الشرعية والعربية حيث ان قسم العلوم الشرعية واللغة العربية يبدأ مع الطالب من السنة الثانية الثانوية وهو قسم يجتمع فيه أضعف طلاب السنة الأولى الثانوية وأقلهم نسبة في الدرجات وهذا الوضع يحتاج إلى وقفة أخرى من قبل الجهات المختصة بهذا الشأن.
خامساً: يجب أن نعلم علم اليقين ان نسب النجاح العالية في بعض المواد قد لا تدل دلالة قطعية على تفوق الطلاب وفهمهم الكامل للمادة، حيث أن المعلم لتلك المادة قد يضع أسئلة سهلة قد ركز عليها كثيراً أثناء الشرح والمناقشة والامتحانات الأولية بل ان بعض المعلمين قد يعطي بعض الطلبة أسئلة معينة ويبين للطلبة أن الأسئلة لن تخرج عنها، وهذا الشيء وإن كان قليلاً إلا أنه موجود وللأسف من بعض المعلمين الذين لا ينظرون لمصلحة الطالب بقدر ما ينظرون لمصالحهم من خلالها مستوى الطالب الحقيقي وخاصة في المواد الأساسية في المرحلة الابتدائية كالقراءة والإملاء والقرآن والرياضيات, وختاماً أتمنى ألا يفهم البعض ان ما ذكرناه أمره عام، لا بل هو أمر خاص لدى فئة قليلة من المعلمين حيث أن الأغلبية من المعلمين هم ممن يجمعون بين النشاط والتفوق والأمانة ومراقبة الله تعالى في المسؤولية العظمى التي كلفوا بحملها والله أسأل أن يوفق الجميع لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته