Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



هم تحت الثلوج ونحن في الدفء
من يسبق صاحبه إلى رضوان ربه؟

عزيزتي الجزيرة
في ظل ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات اللتين مهدتا الطريق أمام النقل الإعلامي المباشر والحي لاحداث كوكبنا على مدار الساعة فانه من النادر جداً أن تجد من تخطئه الأخبار اليومية أو الأسبوعية أو حتى يجهل القضايا الساخنة على الصعيد الدولي!!
لهذا فلا ريب أننا نتابع باهتمام بالغ مايجري على أرض الشيشان المسلمة من عدوان روسي صارخ ووحشية لا تقل عن وحشية اليهود في فلسطين أو الصرب في كوسوفا أو الهندوس في كشمير!!,, فالاعلام بوسائله الفعالة استطاع أن ينقلك وأنت متكئ على الأريكة في بيتك وبين أطفالك وزوجك وحولك ما لذ وطاب، استطاع أن ينقلك إلى قلب المأساة الشيشانية عبر تلك المشاهد المروعة التي تفتك بالنفس ألماً وحرقة على إخوة لنا يبادون تحت جنازير الترسانة الروسية الغاشمة !! بل انك لن تستطيع مقاومة عيني تلك العجوز الشيشانية وقد اغرورقت بالدموع الساخنة وهي تنظر لفجيعتها في قومها وقد خيم عليها الذل واخذ منها الرعب كل مأخذ!! مثلما تنظر إلينا خلف كاميرات التصوير أو هكذا يبدو الموقف تتمعن الوجوه وتستنطق التاريخ فلعل من يأتي ليرفع عنها مصابها في وطنها وفتنتها في دينها من قبل الروس الارثوذكس الذين مارسوا وما زالوا كل ما قدروا عليه من أشكال البطش والمجازر في شعب اعزل كل جريمته ان يستقل بنفسه ودينه وخيراته وان يعيد عجلة التاريخ التي تؤكد على أن الحر يرفض الاحتلال بأي شكل أو هيئة!
بل لعل مشاعرك تجمدت ازاء مناظر العجائز واعتدت عليها في البوسنة وكوسوفا وغيرهما، فما بالك بفتاة مسلمة كالشمس الشارقة تبدو عليها كل ألوان المأساة الشيشانية الملطخة بعار هتك الأعراض وتيتيم الأطفال وقتل الأهل بحجة محاربة الارهاب؟!.
لا ننكر بان أبطالنا في جبال الشيشان ومخابئ مدنها كتبوا ويكتبون للمجد عنوانا جديدا على جبين الكرامة الاسلامية والانسانية عموماً بحربهم السجالية مع الجنود الروس اصحاب النزعة الصليبية الجديدة التي كانت مدفونة تحت ركام الشيوعية البغيضة!! ويعطون دروساً بالمجان لكل المتسابقين على مضامير السلام وموائد استلاب الحقوق، تلك الدروس التي تقول لن تبقى أمة تقتات حقها على موائد عباد الصليب، فهل سمعتم بيتيم نال حظه من مائدة لئيم؟! وهنا لا اجتر الحديث بقولي: لا تنسوا اخوانكم في الشيشان انما أقول يجب ان نبادر الى عون اخواننا هناك ودعمهم المتواصل ,, اولا بالدعاء ثم بالمؤازرة والدعم المادي المتنوع، فلعل دعاء في هجيع الليل او دبر كل صلاة يحول الأرض تحت أقدام الروس الى زلزال يبتلعهم او نار تلتهم الغزاة، فلا يعرف جنود ربك الا هو!!ثم يأتي بعد ذلك الدعم المادي بكل أشكاله لان الجوع والخوف والبرد والمرض اشباح تحاصرهم فنحن نغوص تحت اكوام الأغطية الثقيلة لاتقاء البرد حتى نتصبب من العرق بينما إخوتنا وأهلنا في البيوت المخربة أو المخيمات الممزقة وزمهرير الشتاء يلفحهم والثلوج تتساقط عليهم، مثلما نطوي الموائد باليوم ثلاث مرات او اكثر بعد ان تمتلىء البطون وخلف جبال الشيشان الأبية بطون خاوية وأطفال يتضورون من الجوع القاتل، ناهيك عن نقص الدواء وانعدام الامن وفراق الاهل وبعد الوطن، فكيف نستوي نحن وهم فهم تحت الثلوج ونحن في الدفء فان كانوا يمتحنون بوقع البلاء فنحن نمتحن بصدق العطاء فمن يسبق صاحبه الى رضوان ربه,هذا ما كان والله المستعان.
محمد بن عيسى الكنعان

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved